حازم حمدي طالب بالصف السادس الابتدائي بمدرسة أولاد إبراهيم الجديدة, يضطر لتنظيف المقاعد وتنظيمها في فصله كل صباح بعد أن يعبث بها تلاميذ الإعدادي ويغيرون نظامها. أما شقيقته مي بالصف الرابع الابتدائي بنفس المدرسة فتشكو من عدم ثبات المقعد مما يصعب من تركيزها خشية السقوط من عليه أثناء الحصة المدرسية. مقاعد متهالكة, وفصول تحولت لعلب سردين ينحشر فيها ما يقرب من70 تلميذا وتلميذة, والنتيجة عدم القدرة علي التحصيل, وبالتالي علي النجاح. هكذا حال العديد من مدارس قري أسيوط, ومن بينها قرية أولاد إبراهيم, مركز أسيوط. يقطنها حوالي35 ألف نسمة, لكنها لا تحتوي سوي علي مدرستين ابتدائيتين وأخري إعدادية. إحدي هذه المدارس هي أولاد إبراهيم الجديدة, اسم علي غير مسمي لأنها آخر مدرسة أنشئت في القرية, وكان ذلك منذ أربعين عاما. مما يؤدي إلي عمل المدارس لفترتين كاملتين. مدارس تعاني مبانيها سوء الصيانة كما يقول محمد سعد, رئيس مجلس أمناء المدرسة الابتدائية الجديدة في حين يؤكد صابر سعيد, أحد أولياء الأمور تردي المستوي التعليمي وارتفاع نسب التسرب في مقابل انخفاض نسب النجاح بسبب الكثافة الشديدة للفصول. رحمة عبد الهادي, في مدرسة الظافر الابتدائية تروي معاناتها اليومية وعدم قدرتها علي التركيز قائلة: بالإضافة لعددنا الكبير في الفصل, لا أستطيع التركيز في الحصة لأن أطفال القرية يطرقون علي نوافذ الفصول القريبة من الأرض والتي لا تحيط بها أية أسوار, وتضيف نسمع أصوات آلات تنبيه السيارات..ونري الماشية في طريقها للحقول. هكذا الحال منذ أربعين عاما كاملة لم تشهد القرية بعدها أية منشآت مدرسية حتي وصلت الكثافة إلي70 طالبا في الفصل, في الوقت الذي تتوالي فيه التصريحات الرسمية بضرورة إدخال التكنولوجيا الحديثة إلي مدارسنا. فلنبدأ بتوفير المقاعد والبنية الأساسية والمكان المناسب لجذب التلاميذ إلي العملية التعليمية أولا, هكذا ردد عدد من أولياء الأمور التلاميذ المعذبين في مدارس قري أسيوط الحكومية. في حين يطالب أهالي أولاد إبراهيم, بحقهم في إنشاء مدرسة جديدة للتعليم الأساسي بالقرية في إطار خطة المنحة الإماراتية, وخطة المحافظة لإنشاء60 مدرسة جديدة العام المقبل.