وسط حالة من الحزن الممزوج بالغضبها, جاءت كلمات الخبراء الأمنيين والمحللين الاستراتيجيين الذين لم يتمالكوا أنفسهم وعبروا عن استيائهم من الحادث الإرهابي الغاشم الذي شهدته مديرية أمن الدقهلية فجر أمس والذي راح ضحيته16 شهيدا و102 مصاب. وأشار اللواء حمدي بخيت الخبير الأمني والاستراتيجي إلي أن الحكومة الحالية مصابة بحالة من التردد تشوب اداء جميع افرادها, وأضاف ان الحالة الرخوة التي تعيشها الحكومة الآن تصريحات الوزراء الهلامية حول حزمة القوانين خاصة قانون حق التظاهر هو الذي منح الإرهابيين الفرصة للتمادي في تنفيذ مخططاتهم الاجرامية في حق المجتمع وقد ساءني أخيرا ما وجدته من عدم اجماع بعض الوزراء في حكومة الببلاوي علي قانون حق التظاهر وهو الأمر الذي من شأنه التأثير سلبيا علي الأداء الأمني, وأضاف بخيت أن اتهام بالتقصير هو اتهام باطل كونه مازال مستهدفا حتي الآن من جميع التنظيمات وإذا عاب الاداء الأمن شئ فهو لا يتعدي كونه لم يتعاف بعد مامر به سابقا واؤكد انه لايوجد اختراق للأجهزة الأمنية ولا أحد يجرؤ علي قول ذلك دون ان يمتلك دليل. ومن جهته, أكد اللواء خالد مطاوع خبير الأمن القومي أن هذا الحادث ياتي في إطار ما هددت به الجماعة وتحالف دعم الشرعية فضلا عن البيان الاخير الصادر عن جماعة أنصار بيت المقدس والذي حمل في عنوانه و فحواه رسالة الي المجندين من الجيش والشرطة وأهاليهم والذي حمل تهديدا مباشرا للمجندين بتحمل عواقب الانضمام الي صفوف الخدمة العسكرية التجنيد الالزامي في إطار توجيه معنوي بعدم الإمتثال للتجنيد لتكفيرهم للجيش المصري وبالتالي الشرطة المصرية ومؤسسات الدولة بالكامل. ولا يخفي علينا أنه بمقارنة هذه العملية بعملية محاولة إغتيال وزير الداخلية بإستهداف موكبه بإستخدام سيارة مفخخة أن هناك تقدم ملموس قد تحقق بالفعل في توجيه الموجة الانفجارية لتحقق أكبر قدر من الخسائر سواء في الارواح أو المنشآت أو الممتلكات وبالتالي فإن هذا التقدم يشير الي وجود دعم فني و تقني مستحدث علي عناصر تنفيذ مثل هذه العمليات بالإضافة للدعم اللوجيستي الذي يتحتم توفيره لتنفيذ مثل هذه العمليات. ومن جهة أخري, توكد هذه العمليات ونجاح تنفيذها أن هناك أيضا قصور في تطبيق الاجراءات الامنية الاحترازية في تأمين المنشآت الحيوية, خاصة إذا ما كانت هناك موقف أمني مشابه للحالة الامنية بالبلاد والتهديدات المستمرة من جانب جماعة الاخوان والتنظيمات والجماعات المرتبطة بها, حيث أنه من الملاحظ أن هناك تباطؤا وسلبيه واضحة في إتخاذ إجراءات إحترازية لتأمين المنشآت. وتشير المعلومات المتوافرة لدينا من واقع التهديدات المستمرة لجماعة الاخوان ومن واقع خبرتنا في مجال التنظيمات المتطرفة والارهابية أن الفترة القادمة ستشهد عدد من العمليات المتفرقة التي ستستهدف المنشآت الامنية بالدرجة الاولي و بعض الشخصيات الهامه والتجمعات البشرية المسيحية التي تتواكب مع أعياد الاخوة المسيحيين والاقباط, وأن جميعها سيتم من خلال عمليات التفجير عن بعد. ومن جانبه, أكد اللواء علاء عبدالظاهر مدير إدارة المفرقعات بالقاهرة أن تصنيع العبوات الناسفة أو المحلية الصنع من اسهل ما يكون وهي ظاهرة جديدة علي مصر فلا يشترط أن يكون هناك تدريب علي اساليب التصنيع في الداخل أو الخارج, فبعض مثيري الشغب يقومون بتصنيع عبوات صغيرة ك علب الورنيش ويضعون بداخلها كمية من البارود والمسامير والبلي التي تحدث مجالا واسعا في التفجير وكذلك تصنيع المولوتوف فيقومون بوضع كمية من البنزين والبلي والمسامير وتحدث تفجير يؤدي إلي الوفاة فليس شرطا أن يكون هناك تدريبات علي اساليب التصنيع. وتحدث اللواء علاء عبدالظاهر عن الاساليب الجديدة التي دخلت بلادنا باستخدام السيارات المفخخة والتي يتم وضع متفجرات بداخلها ولابد أن تكون المادة المتفجرة من المواد المدرجة في جدول المتفجرات, كما يقومون بوضع أنبوبة بوتاجاز وجركن بنزين لاحداث تفجير شديد المفعول ولا يشترط التصنيع وهي اساليب جديدة من نوعها, فيما أشار اللواء عبدالظاهر إلي أن السيارات التي يتم تفجيرها عن بعد فهو من اسلوب المنظمات الإرهابية وتنظيم القاعدة. وأوضح اللواء عبدالظاهر أن هناك نوعين من البلاغات الأول قبل وقوع أي تفجير فيكون له تعامل خاص, حيث يقوم خبير المفرقعات بالانتقال إلي مكان البلاغ ووضع كردون أمني حول منطقة البلاغ حفاظا علي ارواح المواطنين, ثم يقوم بمعاينة الجسم المشتبه فيه وفصل الكهرباء عنه وكذلك فصل خطوط الغاز وقطع خط سير السيارات ثم فحص الجسم المشتبه فيه من خلال أدوات الكشف عن المتفجرات وابطال مفعولها. أما بالنسبة لما بعد التفجير فيكون هناك تعامل آخر من قبل رجال الفرقعات, حيث يقومون بتمشيط منطقة الانفجار وتنظيف المكان من أي متفجرات وفحص المادة المتفجرة وشكل الحاوية المتفجرة وكذلك ابعاد المواطنين عن مكان الانفجار خشية وجود أي قنبلة أو عبوة ناسفة أخري.