معارك عنيفة للسيطرة علي ملكال

آلاف القتلي ومقابر جماعية في جنوب السودان

رجح توبي لانزر منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في جنوب السودان أن يكون عدد قتلي العنف في البلاد علي مدي الأيام العشرة الماضية بالآلاف مثلما قدرت المنظمة الدولية في وقت سابق.
وصرح لانزر لتليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي بأنه لا يمكن الآن إنكار أن هناك آلاف الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم في القتال الدائر منذ أيام بين جيش جنوب السودان الموالي للرئيس سلفا كير وجنود موالين لنائبه السابق وخصمه السياسي الحالي رياك مشار.
وأضاف قائلا عندما تفقدت المستشفيات في بلدات رئيسية وتفقدت المستشفيات في العاصمة نفسها وشاهدت حجم الإصابات فإن هذا لم يعد وضعا يمكننا أن نقول فقط إن مئات الأشخاص فقدوا أرواحهم.وتتسق تصريحات لانزر مع ما أعلنته نافي بيلاي المفوضة العليا في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي أشارت إلي العثور علي مقبرة جماعية في بانتيو, واحتمال وجود مقبرتين أخريين في جوبا. ووافق مجلس الأمن المؤلف من15 دولة بالإجماع علي طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون لزيادة قوة بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان إلي12500 جندي و.1323
ومن جانب آخر, تدور معارك أمس بين جيش جنوب السودان وحركة التمرد من أجل السيطرة علي ملكال عاصمة ولاية النيل الاعلي النفطية في شمال البلاد.
وأفادت وكالة أنباء جنوب السودان, بأن سيمون كون بوتش حاكم ولاية أعالي النيل ومسئولي الولاية وعددا كبيرا من المواطنين لجأوا إلي بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أونميس.
وتعد السيطرة علي الولايات النفطية في شمال البلاد رهانا استراتيجيا بالنسبة للطرفين, وما زال المتمردون يسيطرون علي بنتيو عاصمة ولاية الوحدة, الولاية النفطية الرئيسية, لكن القوات الحكومية قالت إنها تستعد لاستعادة المدينة.
وأعلنت هيئة الأركان المشتركة في سول أمس أن قذيفتي هاون سقطتا بالقرب من قاعدة وحدة هانبيت الكورية الجنوبية المتمركزة في جنوب السودان عقب اشتباكات بين قوات جيش جنوب السودان والفصائل المسلحة. ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن الهيئة أن الاشتباكات وقعت علي بعد4 كيلو مترات من قاعدة الوحدة الكورية الجنوبية, حيث سقطت قذيفتا هاون في قاعدة القوات النيبالية الموجودة داخل معسكر الأمم المتحدة علي بعد300 متر من الوحدة الكورية الجنوبية مما أدي إلي إصابة أربعة جنود نيباليين بجروح طفيفة, وأضافت أن القوات الكورية الجنوبية لم تتعرض لأضرار فيما شددت هذه القوات من الإجراءات الأمنية. يأتي ذلك في الوقت الذي عقدت اللجنة التحضيرية لتشكيل ما يعرف بحكومة الظل في السودان مؤتمرا صحفيا أعلنت من خلاله, تشكيل حكومة الظل المركزية, من ستة وزراء ووال للخرطوم, علي أن يتم تشكيل حكومات الولايات لاحقا, وأكد وائل عمر عابدين الناطق الرسمي باسم حكومة الظل أن حكومة الظل ستعمل علي تغيير المشهد السياسي السوداني, مع السعي لحل الأزمات, مشيرا إلي أنها تمثل البديل لاستخدام السلاح في العمل السياسي, بالإضافة إلي مراقبة أداء الحكومة القائمة.
ومن جهتها, أعلنت الخارجية الأمريكية أن جون كيري وزير الخارجية دعا سيلفا كير ونائبه المعارض ريك مشار إلي وقف الاقتتال وبدء الحوار.
وأشار بيان الخارجية إلي أن المبعوث الأمريكي الخاص بالسودان دونالد بووث مازال موجودا في
جوبا في محاولة لتأمين التزام الجانبين بالدخول في مباحثات سياسية وهو ما يوفر وصول المساعدات الإنسانية للمواطنين, ونشرت الولايات المتحدة أمس الأول فرقة صغيرة من مشاة البحرية في عنتيبي بأوغندا استعدادا لعمليات إجلاء جديدة محتملة لأمريكيين من جنوب السودان, كما دعت الصين جميع أطراف الصراع في جنوب السودان الي وقف القتال. وأعرب مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي مجددا عن قلقه الشديد بشأن تصاعد الأزمة في جنوب السودان التي تحولت من خلاف سياسي إلي صراع مسلح, ويخشي من احتمال تدهور الموقف وتحوله إلي اشتباكات عرقية وحرب أهلية شاملة, لفشل القادة السياسيين بهذه الدولة في الوفاء بآمال وتطلعات مواطنيها, وأيد المجلس دعوة رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي إلي هدنة إنسانية فورا من أجل تسهيل نقل المعونات الانسانية إلي المدنيين المحتاجين وإتاحة فرصة لإجراء حوار سياسي.