في ظل الركود الذي فرض إيقاعه علي مجريات الأحداث البيئية في مصر مؤخرا, نجح الاتحاد العربي للشباب والبيئة في كسر حالة الصمت تلك بتنظيم مؤتمر أخذ الطابع الإقليمي والدولي وهو منتدي الشباب العربي- الإفريقي الخامس . وانتقل به بين ثلاث مدن كبري في مصر هي: القاهرةوالأقصروأسوان; في محاولة منه لترسيخ رسالة فحواها أن مصر قادرة علي تنظيم الفاعليات الإقليمية والدولية في مختلف الظروف, ومن بينها هذا المنتدي الذي يمثل ثاني الفاعليات التي قررت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو نقلها إلي مصر, دعما لدورها الرائد. شارك في فاعليات المنتدي450 شابا وفتاة من32 دولة عربية وإفريقية, وكان محوره الأساسي موضوع نهر النيل مسار للتعاون وليس للصراع, وامتدت مناقشاته لتعالج قضايا البيئة والمياه في المنطقة العربية بشكل عام والتوتر في حوض النيل بشكل خاص; معبرا عن رغبة المجتمع المدني في تقريب وجهات النظر, وصنع ثقافة التعاون والمشاركة البناءة بديلا للصراع. دورة نيلسون مانديلا أطلق علي المنتدي شعار دورة نيلسون مانديلا داعية السلام الإفريقي, وافتتحت فاعلياته بجامعة الدول العربية برعاية د. نبيل العربي الأمين العام للجامعة, ومحمد عبد المطلب وزير الري, وشهرة قصيعة رئيس مركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي وسفراء: الجزائر واليمن والسودان ولبنان وعمان وممثلي ثماني جامعات مصرية, ومفوضية الاتحاد الافريقي, ونخبة من الخبراء المهتمين بقضايا التعاون العربي الأفريقي والشباب والبيئة, حيث تم تنظيمه بجهد مشترك بين الاتحاد العربي للشباب والبيئة وإيسيسكو ووزارة الشباب. وقال د.مصطفي الفقي ان هناك محاولات كبيرة لعزل العرب عن افريقيا علي الرغم من أن ثلثي العرب يعيشون في افريقيا, وإن عدم وعينا بمثل هذه الأمور يجعلنا غير قادرين علي التصدي لمثل هذه الظاهرة, ووضع حلول جذرية لها. رسالة الفوائد وقالت المستشارة تهاني الجبالي: إن مصر هبة النيل, ولكن حصتها في النيل ما زالت هي ذاتها منذ كان التعداد السكاني لها20 مليون نسمة, واستمر الوضع حتي حين وصل عدد السكان الي90 مليون نسمة. وقالت: نحيا في عالم مضطرب, وعلينا أن ننتبه لأن القادم سيكون أكثر خطرا. وطالب السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق بتسيير قوافل الدبلوماسية الشعبية من الشباب لبؤر الصراع لنقل رسالة الرغبة في تحقيق الفوائد المشتركة من التنمية للجميع, ونبذ الصراع. وأكد د. ممدوح رشوان الأمين العام للاتحاد العربي أن شعار المنتدي الخامس: النيل مسار للتعاون وليس للصراع يشير إلي الوعي الكبير للشباب في رأب الصدع بين المواقف الرسمية لدول الحوض, كما يؤكد الدور الفعال للدبلوماسية الشعبية الذي يمكن من خلاله لدول الحوض أن تجعل من مورد المياه المشترك مجالا خصبا للتنمية والتعاون لمصلحة الشعوب. برامج مشتركة من جهته, قدم الدكتور مجدي علام المستشار العلمي للاتحاد رؤيته حول مجموعة من البرامج يمكن تنفيذها لتحقق شعار المؤتمر, ومن بينها إنشاء اتحاد شباب دول حوض النيل بين الهيئات الشبابية لتلك الدول, وتخصيص100 منحة دراسية سنويا في مصر لأبناء دول الحوض بالجامعات المصرية و100 منحة للدراسات العليا, وعقد معسكر صيفي وآخر سنوي بمصر لأبناء حوض النيل لتدعيم أواصر الصداقة, وكذلك عقد معسكر دوري بالتبادل في كينيا وأوغندا وإثيوبيا والسودان, وتنظيم زيارات للمحميات الطبيعية بدول الحوض حتي يمكن للشباب من تلك الدول معرفة ملامح الثراء في البيئة بدول الحوض المشاركة في الحفاظ عليها, كما تتضمن تلك البرامج إنشاء الغابات الخشبية والأحزمة الخضراء علي مياه الصرف المعالج بالتعاون بين وزارات الإسكان والبيئة والري والزراعة والشباب بتلك الدول. وتضمنت أوراق العمل التي قدمها الخبراء أيضا تقويما للأوضاع الراهنة حول قضايا المياه في المنطقة العربية وإفريقيا, فتحدث د. محمد حافظ الأستاذ بجامعة حلوان عن التغيرات المناخية وتأثيرها علي دول حوض النيل عارضا هذه المخاطر, وأهمها الجفاف وتدهور الأراضي في بعض المناطق والفيضانات في مناطق أخري إضافة إلي تدهور الكساء النباتي وفقدان الثروة الحيوانية. د. جيهان بيومي الأستاذة بجامعة حلوان ألقت ورقة عمل حول الخصائص الطبيعية بدول حوض النيل, وعرضت نماذج حول الخصائص المشتركة التي تعد أسسا مشتركة للتنمية وتقاسم المنافع بدول النيل, وأبرزت الحاجة إلي الحوار بين هذه الدول كمقدمة لتنفيذ المشروعات المشتركة. وقدم المستشار محمد عبد الله( لبنان) ورقة عمل حول الوضع الحرج للمياه في لبنان وسوريا وفلسطين, كاشفا عن الأطماع الإسرائيلية والتركية في مصادر المياه بها والاعتداءات المستمرة عليها, معبرا عن أمله بأن يبادر المجلس الوزاري العربي للمياه بحماية الحقوق المائية العربية وتنفيذ المشروعات والبرامج التي تتعلق باستراتيجية الامن المائي العربي, والمحافظة عليه. وفي الختام انتقل المشاركون والشباب إلي الأقصر, حيث شاهد الضيوف لحظة تعامد الشمس علي معبد الكرنك بمشاركة المحافظ د. طارق سعد الدين, ثم إلي أسوان حيث زار الشباب المحميات البيئية وحديقة النباتات ثم عادوا للأقصر لتنفيذ حملة جميلة يا بلدي, إذ قاموا بأعمال نظافة وتجميل طريق الكباش وساحة معبد الأقصر وتشجير أحد الشوارع بالأقصر. الأقصر تجذب الصناعات صديقة البيئة وعلي هامش أعمال المنتدي البيئي للشباب العربي- الإفريقي بالأقصر, في مصادفة مع يوم تعامد الشمس علي معبد الكرنك, لتشهد المدينة نوعا من الزحام يشبه الزحام ما كانت تشهده قبل أن تغرق في سبات طويل بسبب الأحداث السياسية. وكانت هناك مراكب سياحية تجوب النيل أمامنا, ومظاهر الاستعداد لاستقبال الاحتفالات برأس السنة في الفنادق خلفنا, مما أشاع جوا من البهجة والتفاؤل علي اللقاء, كشف الدكتور طارق سعد الدين, محافظ الأقصر الجديد, النقاب عن أنه يسعي للاستفادة من نحو250 فدانا مخصصة للأنشطة الصناعية وجذب الاستثمارات إليها لإقامة صناعات صديقة للبيئة, تقوم علي استغلال الانتاج الوفير من الإنتاج الزراعي من الخضراوات والفاكهة في مجال الصناعات الغذائية, لتقوم بدورها في تغطية احتياجات المنشآت السياحية بالأقصر وشرم الشيخ والغردقة. أراض.. وترسيم المحافظ قال إنه يسعي للاستفادة من نحو250 فدانا مخصصة للأنشطة الصناعية وجذب الاستثمارات إليها لإقامة صناعات صديقة للبيئة, تقوم علي استغلال الانتاج الوفير من الإنتاج الزراعي من الخضراوات والفاكهة في مجال الصناعات الغذائية, لتقوم بدورها في تغطية احتياجات المنشآت السياحية بالأقصر وشرم الشيخ والغردقة. وتابع أنه لتحقيق هذا الهدف طرحت المحافظة أراضي المشروعات الصناعية أمام المستثمرين مجانا, مع الأخذ في الاعتبار رفض أي مشروعات ملوثة للبيئة كالسيراميك وغيرها. وقال إنه عرض ذلك في مؤتمر لتشجيع الاستثمار بالكويت, وحرص عدد من المستثمرين العرب علي دراسة تلك العروض. وأوضح د. طارق أنه يطمح إلي أن توافق الدولة علي طلبه بإعادة ترسيم حدود المحافظة من أجل ضم مساحات صحراوية من محافظة الوادي الجديد للاستفادة منها كظهير صحراوي يمكن استغلاله في تنمية المحافظة. وأضاف أنه يسعي أيضا لإعادة تشغيل مصنع السماد بأرمنت الذي نهبت محتوياته أثناء الانفلات الأمني المصاحب للتوترات السياسية, لكي يساعد ذلك المصنع في استيعاب المخلفات الزراعية بالمحافظة, وقد خاطبت وزيرة البيئة د. ليلي اسكندر لإعادة تشغيله وتقدمنا للمصانع الحربية بطلب الحصول علي الآلات البديلة للآلات المنهوبة. خدمة السياحة المحافظ قال أيضا إن المحافظة علي البيئة هي شغلنا الشاغل, وقد نجحنا في إيقاف الصرف علي النيل, ونسعي لإنشاء أربع محطات لاستقبال صرف المراكب السياحية في أربعة مراس داخل حدود المحافظة, وفي الوقت نقوم بمراقبة منظومة النظافة داخل الأقصر, وسنعيد إحياء استخدام البامبرز لدي الخيل التي تجر الحناطير بالمناطق السياحية لتحقيق النظافة, وتخصيص15 ألف جنيه من وزارة البيئة من أجل هذا الغرض. وأضاف: لدينا340 حنطورا مرخصا بينما غير المرخص أربعة أضعاف ذلك, لكننا نحاول تشجيع أصحابها من خلال دعمهم بالغلة اللازمة لتغذية الحيوانات, وقدرها8 كيلوات لكل حصان, كما طلبنا من وكالة الأهرام للإعلان توفير إعلانات تغطي أشرعة المراكب والحناطير لتوفير دخل لأصحابها وتخفيف المعاناة عنهم. وأكد المحافظ أن جهود التنمية كافة تتكامل من أجل هدف واحد هو خدمة السياحة, سواء كانت الأنشطة زراعية أم صناعية, فالأقصر محافظة غنية بالموارد وقد وصلت حركة السياحة الآن بها إلي نحو20% من القدرة الكلية التي نأمل أن تصل إلي100 لتعود الأقصر إلي سابق ازدهارها.