كما توقعنا تحولت زيارة ثلاثة من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين إلي الأراضي الفلسطينية المحتلة, مع بعض الصحفيين, في خرق واضح لقرار الجمعية العمومية بعدم التطبيع مع إسرائيل, إلي قضية رأي عام في الوسط الصحفي وكل المهتمين بمسيرة مكافحة التطبيع مع إسرائيل. وقد تجلي ذلك من خلال الحضور الكبير لاجتماع حركة صحفيون ضد التطبيع, الذي عقد بالنقابة أمس الأول, معظمهم من جيل الشباب الذي لم يعاصر معركة النقابة مع التطبيع منذ نهاية السبعينيات, لكنه يتحرك بحماس شديد لمواجهة من يحاولون خرق جدار عدم التطبيع بنفس المبررات والحجج الواهية التي حاول المطبعون الأوائل ترويجها وتصدي لهم جموع الصحفيين وقتها. ولعل الاعتصام الرمزي الذي دعت إليه الحركة في الواحدة من ظهر الأحد المقبل بالنقابة, والذي وافق عدد كبير من شيوخ الصحافة ورموزها علي المشاركة فيه, إلي جانب هذا الشباب المتحمس, يكون رسالة قوية إلي مجلس نقابة الصحفيين بضرورة إجراء تحقيق جدي وقانوني في واقعة السفر إلي القدسالمحتلة, وكل ما جري فيها, خاصة بعد تصريحات الكاتب والنقابي الكبير عبدالعال الباقوري التي نشرناها الأسبوع الماضي, وأكد فيها بعد أن اتضحت كل ملامح الصورة أن دعوة اتحاد الصحفيين العرب للسفر إلي رام الله والأراضي الفلسطينية المحتلة هي تطبيع صريح. وفي المقابل, سادت حالة من التخبط لدي الزملاء المتهمين بشبهة التطبيع, وقام أحد أعضاء الوفد بتعديل تقريره المنشور علي موقع اليوم السابع ليحذف السطر الخاص بتصريحات أحد نشطاء السلام الإسرائيليين ويحوله إلي ناشط أجنبي, ليخفي هويته الإسرائيلية, بعد أن كشفنا تعامل الزملاء مع إسرائيليين خلال الرحلة, لكن النسخة الورقية لهذا الموضوع بقيت كما هي لاستحالة تعديلها, لتكون شاهدا علي صحة ما ذكرناه. وامتد التخبط إلي نقيب الصحفيين الفلسطينيين عبدالناصر النجار, الذي نفي في تصريحات لإحدي الفضائيات, أن يكون الوفد الصحفي المصري قد زار القدسالمحتلة, برغم نشر أعضاء الوفد عشرات الصور لهم وهم في القدس!! الفاتحة لروح الكاتب الكبير صلاح الدين حافظ, الذي لو كان حيا ما جري ما يحدث الآن في اتحاد الصحفيين العرب ونقابة الصحفيين. لمزيد من مقالات فتحي محمود