رغم أن الجمهورية التركية حاولت لعب دور العراب بين إيران والغرب إبان تصاعد أزمة الملف النووي الإيراني, من أجل تقريب المواقف بين الطرفين وإنهاء عزلة طهران, تكاد تركيا تمر بنفس الشعور الإيراني بالعزلة علي مدي فترتي رئاسة رئيسها السابق أحمدي نجاد. فالنظام التركي في ظل تضخم الذات لدي قيادات حزب العدالة والتنمية, وخصوصا رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان, لعب دورا سلبيا حيال شعوب دول الربيع العربي, وحاول التقرب من الأنظمة الجديدة لعلها تكون لقمة سائغة أمام طموحات العثمانلي الجديد. واكتشفت تركيا أنها دخلت دوامة مع المشكلات الإقليمية نتيجة تدخلها في الأزمة السورية, لتناصب النظام هناك العداء تقربا من الولاياتالمتحدةالأمريكية ولتكون أيضا العراب بين جماعات المعارضة السورية وواشنطن. ثم اخفق أردوغان في فرض بلاده كلاعب أساسي علي المسرح السياسي الإقليمي. وعلي هذه الخلفية ايضا ساءت العلاقات مع طهران, وكانت باردة أصلا مع تل أبيب, وشبه مجمدة مع بغداد. وأزمة تركيا الأردوغانية معروفة مع مصر بعد30 يونيو وما تلاها من الإطاحة بالنظام الإخواني وتبادل طرد الدبلوماسيين. وكانت لطمة للنظام التركي أن ينكشف تماما أمام مساندة الشعب المصري لقيادته الجديدة, التي لعبت دورا كبيرا في إسقاط طموح آنقرة بان تكون لاعبا أسياسيا وحيدا بالمنطقة. لقد أصبحت تركيا اليوم البلد الذي يسبح وحده في الفراغ, فالأزمات تلاحقها, بعد أن ظنت نفسها محصنة ضدها, لتهب عليها أعاصير الشتاء ولتقترب حكومتها من حافة النهاية, ولتفشل معها استراتيجيتها التي ابتدعها وزير خارجيتها تحت عنوان( تصفير المشكلات مع الجوار), وهي استراتيجية لم تعد موجودة, بسبب فشل آنقرة في التوصل الي تبني سياسة دبلوماسية واقعية حيال التغييرات التي تشهدها المنطقة إثر الربيع العربي. لمزيد من مقالات راى الاهرام