عبارات خادشة للحياء, تخوين وشتائم بالأب والأم...وألفاظ بذيئة وأحيانا إشارات وكلام مقزز, تصطدم بها أعيننا علي جدران الشوارع, وفي محطات المترو, تلوث واجهات الكنائس والمساجد وتشويه اللوحات الإرشادية والإعلانية. لتتحول الجداريات الرمزية ولوحات الفن الجميل إلي سباب وقبح, اعتبرها الشاعر فاروق جويدة كالأوبئة علي الجدران. ووصفها الفنان التشكيلي محمد عبلة بأنها استخدام سييء لفن راق. فالجدران كما يقول: تستخدم بطريقة خطأ. مطالبا بسن قانون ينظم التعبير ويجرم تشويه جدران المباني. وأن تتحدد أماكن معينة لرسامي الجرافيتي لعمل جدارياتهم والتعبير عن آرائهم مع احترام حريات الآخرين. كان العمل الجداري أيام الفراعنة يعبر عن حالة أو عمل اجتماعي, كما يقول الفنان التشكيلي طه قرني, صاحب جدارية الثورة الشهيرة مشيرا إلي أن فكرة الثورة علي الجدران, فكرة مجتمعية. فالحالة الثورية مناشدة آنيه بالألم, وتعبير عن القهر الذي يقع علي بعض فئات الشعب. معتبرا فن الجرافيتي فنا مباشرا يرتبط بالحراك الثوري. ويضيف: كانت الجداريات الثورية في25 يناير تعبير عن الحالة الثورية وارتقاء بالذوق العام. أما ما يحدث الآن مما يكتب من شتائم وإيحاءات لفظية خادشة فهو يخرج عن إطار الفن. هو تعبير إنفعالي بقصد تحويل الجدران إلي وسيلة لتوصيل رسائل معينة لأكبر عدد من الناس. وغالبا ما يستخدمها أنصار حزب معين, وتعبر عن انتمائهم له. فما لا يستطيعون أخذه بالقوة يعبرون عنه بطريقته علي الجدران. ويختارون ألفاظا قبلية خاصة بهم. مشيرا إلي أنه في الثورات, لا يوجد ما يطلق عليه أنصار حزب ولكن الحديث يكون باسم الوطن. ولمواجهة هذا الأسلوب المبتذل في استخدام الجدران والتدني في القيم يري ضرورة وجود مشروع قومي تشارك فيه الجهات المختلفة من وزارة الثقافة والفنانين التشكيليين وغيرهم من المهتمين, للارتقاء بالذوق العام ويقومون من خلاله بالتوجه إلي القري والنجوع لإعادة رؤية الفن وأشكاله المختلفة( الريفي..والعمالي...), وتبسيطه وتوصيله إلي الفئات المهمشة والمهملة, من أجل التوعية والارتقاء بالذوق العام. فما نراه من كتابات مسيئة انتهاك للبصر والمشاعر كما قال جويدة في مقاله عن قدسية الأماكن. واعتبر أن ما يحدث تعبير عن حالة من التردي والهبوط الثقافي لمجتمع يحتاج لإنقاذ سريع.