تشكل مبادرة القوات المسلحة, التي أطلقها الفريق أول عبدالفتاح السيسي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي, بتسليم قبائل وعواقل سيناء ومطروح السلاح الذي لديها مقابل مميزات تحصل عليها, نقطة تحول فاصلة في تحقيق الأمن والاستقرار في مصر, لأنه بمجرد أن يصبح السلاح متاحا بشكل غير قانوني في أيدي كثير من أبناء الشعب, سوف تتحول البلاد إلي ميليشيات مسلحة ودول داخل الدولة, بل وتسعي إلي محاربة الدولة ذاتها, كما هو حادث في ليبيا حاليا, ويحدث في العراق منذ سنوات دون توقف! وبعد ثورة52 يناير, وسقوط نظام القذافي في ليبيا, تدفقت أحدث الأسلحة علي مصر من ليبيا ومن السودان ومن غزة, ومن إيران وتركيا, عبر عمليات تهريب واسعة, سواء من الحدود أو عبر الموانئ, حتي وصل الأمر إلي وصول أسلحة مضادة للطائرات إلي أيدي أفراد وعناصر إرهابية, في مؤامرة تستهدف إسقاط الدولة المصرية كما حدث في العديد من الدول. والحقيقة أن كثيرا من المصريين الشرفاء من أهالي سيناء ومطروح, وعائلات كبري, قامت بتسليم السلاح, بل وتسابقت القبائل في سيناء علي تسليم السلاح من دون أي شروط أو مقابل مادي إيمانا منهم بالدور الإيجابي لمساندة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في حملتها القوية من أجل تطهير بؤر الإرهاب والإجرام, والقضاء علي العناصر التكفيرية ومطاردة الخارجين عن القانون, وهو ما جعل اللواء أركان حرب أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني, خلال لقاء مع عدد من زعماء قبائل سيناء, يؤكد أن مساندة أهالي سيناء الشرفاء لجهود القوات المسلحة والشرطة كانت سببا رئيسيا في نجاح عمليات تطهير سيناء من البؤر الإجرامية والإرهابية, التي تستهدف أمن واستقرار الدولة المصرية. وكما تسابق أهالي سيناء الشرفاء علي تسليم السلاح, بادرت كبريات القبائل في مطروح إلي جمع وتسليم الكثير من الأسلحة إلي القوات المسلحة, وكما قال العمدة أحمد أبوطرام رئيس مجلس العمد والمشايخ بمطروح, فإن الأهالي وجدوا أن انتشار تلك الأسلحة خطر علي حياتهم, وعلي الأمن القومي المصري, ولذلك بادروا بتسليمها, مؤكدا أن أهالي مطروح ليست لديهم النزعة الإجرامية ويكرهون الأسلحة التي أشار إلي أنها تدفقت علي مطروح عبر الحدود مع ليبيا, بسبب الانفلات الأمني بعد ثورة52 يناير. وهكذا, يبرهن أبناء سيناء ومطروح الشرفاء, علي ولائهم وحبهم لبلدهم مصر, وحرصهم علي أمنها القومي حتي قبل حرصهم علي حياتهم! لمزيد من مقالات راى الاهرام