لم يكن أمرا مفاجئا أن تختار الخارجية الإسرائيلية جاسوسا هو حاييم كورين ليكون أول سفير لها لدي دولة جنوب السودان, فهي عادة إسرائيلية قديمة منذ نشأة الدولة, فإسرائيل تتجسس حتي علي أقرب حلفائها وهي الولاياتالمتحدة ولدينا قضية جوناثان بولارد. بدأت قضية الجاسوس الإسرائيلي الجديد في جنوب السودان( السفير كورين), بعد أسابيع قليلة من زيارة رئيس جنوب السودان سيلفا كير في ديسمبر الماضي إلي إسرائيل. ومن غير المعروف حتي الآن موقف جنوب السودان من هذا الاختيار, هل ستقبله؟ آم سترفضه أسوة بما فعلته تركمانستان مع الجاسوس نفسه وتمسكت برفض كل محاولات وزير الخارجية الإسرائيلية أفيجدور ليبرمان لتعيينه سفيرا في عشق آباد. ورفض تركمانستان لتعيين كورين سفيرا وجاسوسا لإسرائيل لم يكن بلا سبب, فهي تعلم انه ليس دبلوماسيا, بل عميلا للموساد, وأصرت علي أنها تريد سفيرا يهتم بالعلاقات الثنائية, وليس جاسوسا. وكشفت الخارجية التركمانية لتل أبيب عن أن السفير والجاسوس كورين أمضي ثلاثة أعوام في كلية الأمن الوطني في جيلوت متخصصة في تخريج منتسبي الموساد طبيعي أن تكون دولة تركمانستان بحكم نشأتها في أوائل التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق, علي علم بنيات إسرائيل من تعيين كورين وأمثاله كسفراء لديها, للتجسس علي إيران عن قرب وجمع معلومات وفيرة عن برنامجها النووي. وهذه ليست المرة الأولي التي ترفض فيها تركمانستان تعيين سفير إسرائيلي جاسوس لديها, فقد سبق عام2009 أن رفضت قبول أوراق اعتماد روفين دانيال الذي سبق أن خدم أيضا في الموساد, ثم عين بعد ذلك في اوكرانيا. مشكلة إسرائيل أنها تعيش حياة مخابراتية طوال نشأتها ولا تستطيع التخلي عن هواجسها الأمنية. ودائما ما تدافع عن جواسيسها وتضعهم في أفضل المناصب. بدليل ضغوطها المستمرة علي كل الإدارات الأمريكية للعفو عن لولارد المعتقل في أمريكا منذ ربع قرن. وآخرهم باراك اوباما الذي يتردد انه تعهد بإطلاق سراح بولارد مقابل دعم اليهود في الانتخابات الرئاسية المقبلة. في حين نفي نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأمر وقال إنه لن يحدث في ولاية اوباما. السفير الجاسوس ليس أمرا جديدا في العالم, ولكن إسرائيل تستهويها تلك اللعبة وطبيعي أن تكون جنوب السودان لقمة سائغة لها لتحقيق مآرب كثيرة ونعلمها كلنا. المزيد من أعمدة أمين محمد أمين