إختيار طارق عامر عضوا منتدبا للبنك الأهلي لندن لم يكن مفاجئا لي فأنا أعلم أن قيمة مصرفية مثل طارق عامر لابد وأن تسعي المناصب إليه, ولابد وأن تكون كيفية الإستفادة بجهوده محل تفكير من هشام رامز محافظ البنك المركزي. وجاء قرار التعيين كاشفا لكثير من الأقاويل, وردا علي كثير من الشائعات التي رددها البعض بشآن العلاقة التي تربط طارق بهشام, والتي تربط الإثنان بالدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي السابق وقائد معركة الإصلاح المصرفي التي أنقذت بنوك مصر وجعلتها سندا للإقتصاد خلال الأزمة المالية العالمية, وسندا لمصر كلها بعد ثورة يناير. الترشيح للمنصب الجديد جاء كمقترح من هشام رامز محافظ البنك المركزي ولقي ترحيبا من مجلس إدارة البنك الأهلي المصري برئاسة هشام عكاشة الذي بادر باختيار عامر للمنصب. والذي لا يعرفه الكثيرون أن هشام رامز تربطه صداقة ومحبة بطارق عامر لسنوات طويلة سبقت علاقة كلاهما بالدكتور فاروق العقدة. وقناعة هشام رامز بإمكانيات طارق عامر كبيرة للغاية فيكفي أن نعرف حجم الإنجاز الذي تحقق في البنك الأهلي لنعرف قدر طارق عامر ومكانته, فالمنصب لم يكن مكافأة لطارق عامر أو لجره مرة أخري للعمل المصرفي بعد أن أعلن إستقالته من البنك الأهلي منذ فترة بسبب حقيقي يتمثل في عدم قدرته علي التأقلم مع الأوضاع السياسية التي سادت بعد ثورة يناير وخلال فترة حكم الإخوان, ولكنه جاء للإستفادة من جهوده وإمكانياته. وهو ذات السبب الذي جعل هشام رامز يقبل منصب محافظ البنك المركزي بشرط واحد هو إستكمال فترة الدكتور فاروق العقدة والمتبقي منها عامان, وكان سبب قبوله المنصب هو حبه لهذا الوطن وعدم قدرته علي التخلي عن واجبه الوطني حتي ولو كلفه ذلك المكانة والعائد الكبير الذي كان ينعم به في عمله في أهم وأكبر بنك خاص في مصر. القيادات الحالية بالجهاز المصرفي سواء في البنك المركزي أو البنوك العامة أو الخاصة أو الأجنبية تؤكد أن مصر لديها الكوادر الكفء القادرة علي البناء والوصول لمصر لمكانة عالمية متميزة, وأتمني أن تكون الأجيال القادمة قادرة علي حمل لواء الكفاءة والمهنية والحرفية مثل هذا الجيل من أبناء مصر.