«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحيل مانديلا رمز النضال والتسامح
قصة حياة أمير القلوب وأيقونة المصالحة في العالم أكبر جنازة رسمية في التاريخ منذ وفاة تشرشل
نشر في الأهرام اليومي يوم 06 - 12 - 2013

'في اليوم الأخير من حياتي أريد ان أتيقن من ان من عاشوا بعدي سيقولون ان هذا الرجل الذي يرقد هنا قام بواجبه من أجل بلده وشعبه', هكذا لخص الزعيم الراحل نيلسون مانديلا رحلته في الكفاح من أجل الحرية والنضال ضد نظام الفصل العنصري( الأبارتيد) في جنوب إفريقيا.
لقد قضي27 عاما في غياهب السجون في جزيرة روبن آيلاند ثم في سجن' بولسمور' وسجن' فيكتور فيرستر', ولكن ذلك لم ينل من عزيمته وإصراره رغم اعتلال صحته. وضرب مانديلا نموذجا ومثالا يحتذي به أيضا في التسامح, وقال في أول خطاب له كرئيس لجنوب افريقيا في10 مايو1994' حان الوقت لمداواة الجراح.. حان وقت تخطي الهوة التي فرقت بيننا, حل علينا وقت البناء'.
لقد تم تتويج مانديلا, الذي أطلق عليه في قبيلته لقب' ماديبا' أو' الرجل المبجل', ملكا علي القلوب بسبب رحلته الطويلة من النظال والتسامح, وخيم الحزن علي العالم أمس بعد تلقيه نبأ وفاة مانديلا, ليودع واحدا من أبرز قادته وأحد مشاعل الحرية في القرن العشرين, وسط توقعات بجنازة رسمية تاريخية في منتصف الشهر الجاري. وتوالت علي جنوب إفريقيا ردود أفعال زعماء دول العالم الذين أعربوا عن تعازيهم في وفاة المناضل الإفريقي بعبارات الإشادة والتخليد التي تليق بالمناضل الإفريقي الحائز علي جائزة نوبل للسلام.
القاهرة:سيظل مصدر إلهام للشعوب ونموذجا للتضحية
كتب- محمود النوبي وسحر زهران ومحمد فؤاد:
نعت رئاسة جمهورية ببالغ الحزن والأسي المناضل الأفريقي العظيم نيلسون مانديلا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا الأسبق, الذي ربطته روابط وثيقة وتاريخية بمصر والمصريين, علي طريق نضاله من أجل القيم الإنسانية النبيلة, والتي تمثلت في كفاحه ضد التمييز العنصري, ومن أجل الديمقراطية, وتحقيق السلام, والمصالحة الوطنية.
وقالت الرئاسة في بيان لها إن مصر التي كان لها دورها الرائد في مساندة نضال الدول الإفريقية لتحقيق تحررها واستقلالها, وموقفها الرافض لسياسات التمييز العنصري في جنوب أفريقيا, لم تتردد في قطع علاقاتها الدبلوماسية بنظام الفصل العنصري الجنوب افريقي, مستضيفة أحد أوائل مكاتب تمثيل المؤتمر الوطني الإفريقي خارج جنوب افريقيا, وذلك حتي زوال نظام الفصل العنصري.
وأضاف البيان إن زعماء بقامة نيلسون مانديلا وجمال عبد الناصر والآباء الأفارقة المؤسسين للنضال والكفاح الإفريقي من أجل الحرية والاستقلال, سيظلوا أبد الدهر مصدر إلهام للشعوب, ونموذجا يحتذي للتضحية والفداء في سبيل المبدأ, تحقيقا للقيم الإنسانية والكرامة الوطنية وتطلعات الشعوب. وأكد البيان أن مانديلا سيظل في قلوب وعقول المصريين كأحد أبرز رموز الكفاح والنضال الوطني في عالمنا المعاصر, وإذ تعرب مصر عن خالص عزائها لجنوب أفريقيا حكومة وشعبا, لتدعو الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته.
كما نعت رئاسة مجلس الوزراء مانديلا, الذي يعد رمزا للحرية والتسامح والإخاء الإنساني, وتقدم المجلس بخالص التعازي إلي حكومة وشعب جنوب إفريقيا.
من جانبه, أكد نبيل فهمي وزير الخارجية أن العالم فقد رمزا تاريخيا وإبنا أفريقيا مخلصا قاد مع زعمائها التاريخيين ناصر ونكروما شعوبها في مرحلة تاريخية للحصول علي استقلالهم وحريتهم وحقوقهم.وأضاف فهمي- في بيان له- أن دور مانديلا تجاوز حدود موطنه في جنوب أفريقيا ليصبح مصدر إلهام لكفاح شعوب القارة الأفريقية بل والعالم في سعيها للتخلص من العنصرية والظلم للحصول علي حياة كريمة وحرة. من جانبه, قال عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين لإعداد الدستور إن مانديلا سيظل مصدر إلهام لي وللأجيال القادمة, وإرثه سيكون هو الحب والاحترام والتقدير.وقال محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان, إن مانديلا عاش رحلة كفاح ضد العنصرية البغيضة والاستعمار انتصر فيها ليحقق عزة إفريقيا وينقلها من عصر العبودية الي عصر الحرية والمساواة.ووصف الدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة والرئيس الشرفي للمجلس القومي لحقوق الإنسان, مانديلا بحكيم افريقيا وبطل الحرية والتسامح.
التأبين يستمر12 يوما ودفنه في مسقط رأسه
أكبر جنازة رسمية في التاريخ منذ وفاة تشرشل
الجارديان: أوباما ورؤساء أمريكا السابقون وكاميرون سيلقون نظرة الوداع علي ماديبا
لندن- جوهانسبرج- وكالات الأنباء:
استيقظت جنوب أفريقيا علي خبر حزين وهو وفاة الزعيم المناضل ومناهض التمييز العنصري نيلسون مانديلا, وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن مراسم تأبينه ستستمر لمدة12 يوما من يوم اعلان وفاته.
وانهالت علي جنوب أفريقيا برقيات التعازي في وفاة مانديلا الذي كان طريح فراش المرض طوال عام بسبب مشاكل في الرئة ترجع الي27 عاما, بينما أعرب المواطنون هناك عن بالغ حزنهم لرحيل مانديلا, واكتفي العديد منهم بالتعليق بجملة واحدة وهي: جنوب أفريقيا أصبحت بلا مانديلا.
وأمر الرئيس الجنوب افريفي جاكوب زوما, بتنكيس جميع أعلام جنوب افريقيا وأن تستمر منكسة حتي بعد جنازة ماديبا الاسم الذي يطلق علي مانديلا.
وأضحت الصحيفة أن الجنازة الرسمية ستنافس جنازة بابا الفاتيكان الأسبق يوحنا بولس الثاني في عام2005, والتي جذبت خمسة ملوك وست ملكات وسبعين رئيسا ورئيسا للوزراء, بالاضافة إلي مليوني مسيحي.
وتوقعت الصحيفة البريطانية أن تكون أكبر جنازة رسمية في التاريخ منذ وفاة رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل, وسيشارك فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزوجته, وكل رئيس أمريكي علي قيد الحياة, بالاضافة الي الوفود الأجنبية, والأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون, بالاضافة الي الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلاري.
وأشارت الصحيفة إلي أن عددا من المشاهير الذين كانت تربطهم علاقة قوية بمانديلا سيشاركون في الجنازة, مثل مقدمة البرامج الأمريكية الأشهر عالميا أوبرا وينفري.
واطلعت الصحيفة البريطانية علي وثيقة حكومية جنوب افريقية تضع خطة تستمر لاثني عشر يوما منذ يوم اعلان وفاة الزعيم الافريقي, مشيرة إلي أن الخطة تم وضعها منذ عام وتخضع للمراجعة, وتوضح كيف كان المسئولون في جنوب افريقيا يستعدون لمثل هذه اللحظة.
وتوضح الوثيقة انه بالنسبة لليوم الأول فان الجثمان سيتم نقله إلي المشرحة تحت حراسة الشرطة, حيث سيتم الاعداد لمراسم نقل حي للجثمان في رحلته إلي المشرحة. وبالنسبة لليوم الثاني سيتم فتح كتب التعزية لجميع البعثات الأجنبية لتسجيل حضورها وعزائها.
وفي اليوم الثالث فإن جميع الدبلوماسيين الأجانب سيتم اطلاعهم علي تطورات ومراسم الجنازة في بريتوريا. وفي اليومين الرابع والخامس مختلف الشخصيات والوفود ستزور عائلة مانديلا لتقديم التعازي. وأشارت الجارديان إلي أن اليوم السادس سيشهد اقامة حفل تأبين يحضره كبار الشخصيات ورؤساء المنظمات في بريتوريا حيث سيكون الجثمان متواجدا. ويلقي الرئيس جاكوب زوما كلمة في الحفل تنقل من خلال شاشات عرض عملاقة في مختلف المدن ومن بنها سويتو وكيب تاون ومدن أخري.
وأوضحت الوثيقة أنه في اليوم الثامن سيتم وضع جثمان مانديلا في مبني البلدية في بريتوريا لمدة ثلاثة أيام, وسيبقي الجثمان في مكانه لوقت متأخر كل يوم. وفي اليوم التاسع يبدأ الجيش في التدريب علي الجنازة الرسمية في مبني الاتحاد( مقر ادارة الدولة) الذي أقسم فيه مانديلا اليمين كرئيس للبلاد بعد أول انتخابات ديموقراطية في عام.1994 ويصل في ذلك اليوم رؤساء الدول إلي مطاري بريتوريا وجوهانسبرج.
ويتواصل وصول الوفود والرؤساء المشاركين في الجنازة في اليوم العاشر, بالاضافة الي اغلاق الشوارع وتطبيق كل الاجراءات الامنية والانتهاء من الاستعدادات النهائية, بالاضافة الي نقل الجثمان لاعداده للجنازة ومراسم الدفن.
وفي اليوم الحادي عشر تبدأ مسيرة من المشرحة إلي مبني الاتحاد يعقبها جنازة رسمية في مدرج مبني الاتحاد يحضرها رؤساء الدول وزعماء العالم, وسيتم عرض تلك المراسم في شاشات عملاقة ليتابعها الملايين.
وتضيف الوثيقة أن الجثمان سينقل بعد ذلك عن طريق طائرة حربية إلي قونو مسقط رأس الزعيم الجنوب افريقي شرقي اقليم كيب من أجل اتمام مراسم الدفن.
وفي اليوم الأخير لخطة تأبين وجنازة مانديلا سيتم تنظيم موكب في الصباح في كل الشوارع ثم إلي منزل عائلة مانديلا للانتهاء من مراسم الدفن النهائية في مجمع مانديلا وليس في مقبرة العائلة.
وفي جوهانسبرج, أقيم قداس في الكنائي جنوب إفريقيا علي روح مانديلا وحضر زعيم آخر لمقاومة الفصل العنصري كبير اساقفة كيب تاون السابق ديزموند توتو, وقال توتو الذي قاد قداسا في كاتدرائية سان جورج الانجيلية في كيب تاون فلنقدم له هدية.. جنوب أفريقيا متحدة واحدة.
عباس: أشجع رجال العالم.. وملك الأردن: سيظلبطل الحرية
عواصم عربية- وكالات الأنباء:
أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس بتنكيس الأعلام حزنا علي وفاة رئيس جنوب إفريقيا السابق الزعيم نيلسون مانديلا.وقال عباس ننعي الزعيم الأممي الكبير فقيد شعوب العالم أجمعها وزعيم جنوب افريقيا وفقيد فلسطين الكبير الذي وقف معنا وكان أشجع واهم رجال العالم الذين وقفوا معنا.وفي سياق متصل, نعي نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسي أبو مرزوق وفاة مانديلا ووصفه بأنه أحد أهم رموز الحرية في العالم.
وفي الإمارات, بعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات برقية تعزية ومواساة إلي الرئيس جاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا في وفاة الزعيم السياسي التاريخي الرئيس الأسبق لجنوب افريقيا نيسلون مانديلا.وأعرب الشيخ خليفة عن خالص تعازيه لأسرة الزعيم الراحل مانديلا ولشعب وحكومة جنوب أفريقيا في فقدان رمز السلام الدولي والشخصية الاستثنائية الذي استطاع بحكمته وتواضعه وقيادته أن يتجاوز آلام مرحلة التمييز العنصري.
ومن جانبه, قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن مانديلا سيظل بطل الحرية بعد أن كرس حياته في خدمة لبلاده ونيل حريتها واستقلالها ودفاعا عن قضايا العدل والسلام في العالم أجمع.وأشاد الملك عبدالله الثاني بمسيرة مانديلا وعطائه الموصول قائلا إننا في الأردن نستذكر زيارة مانديلا لبلدنا وشراكته معنا من أجل السلام والتنمية ونحن نشاطره الشعور بالمسئولية من أجل مستقبل عالمي تقطف فيه جميع الشعوب ثمار السلام بعيدا عن الإقصاء والفقر والصراع.
قصة حياة أمير القلوب وأيقونة المصالحة في العالم
جوهانسبرج- د ب أ:
ولد مانديلا الذي يشار إليه في عشيرته بإسمماديبا او الرجل المبجل بالمعني الوطني للكلمة في18 يوليو عام1918 في بلدة مفيزو بإقليم الكاب الشرقي, ويعتبر مشوار حياته بمثابة قصة أمير أفريقي تخلي عن لقبه عن أجل تحقيق الحرية للأغلبية السوداء في بلاده, ليتوج ملكا علي القلوب خلال هذه الرحلة الطويلة.
كان والده زعيما لعشيرة تسمي تيمبو التي تنتمي لمجموعة قبائل تتحدث لغة الكوسا, وكان يجري اعداده منذ الصغر ليخلف والده حيث أرسل لتلقي علومه في جامعة فورت هير الجامعة الوحيدة آنذاك التي كانت تقبل بدخول السود في البلاد.
ولدي وصوله إلي جوهانسبرج في مطلع الأربعينيات للبحث عن فرصة عمل, أصيب مانديلا بصدمة قوية لدي شعوره بالظلم من التمييز الذي كان سائدا في المجتمع, فقد وجد أن السود والبيض يركبون حافلات مختلفة, ويشربون من فناجين مختلفة في شركة الخدمات القانونية التي كان يتدرب فيها.
وفي عام1943 انضم مانديلا إلي حزب المؤتمر الوطني الافريقي ثم اشترك بعد ذلك بعام مع مجموعة من الشباب الذين اطلق عليهم اسم الأسود الشباب في تأسيس رابطة الشبيبة الراديكالية التي كانت تهدف إلي تحويل الحزب من حركة تحرير تعتمد علي النخبة السوداء إلي حركة شعبية لها قاعدة جماهيرية وفي عام1952, كان مانديلا هو المنظم الرئيسي لحملة التحدي التي قادها الحزب لتنظيم عصيان مدني شامل ضد قانون الفصل العنصري. وبعد أربع سنوات, كان واحدا من بين156 ناشطا وجهت لهم تهمة الخيانة بشأن كتابة ميثاق الحرية الذي تبناه المؤتمر الوطني الافريقي, وتمت تبرئتهم جميعا في وقت لاحق.
ومع تزايد الضغوط علي المؤتمر الوطني, تخلي الحزب عن عقيدة المقاومة السلمية التي انتهجها لعقود وشكل جناحا عسكريا اطلق عليه اسم رمح الأمة وتولي مانديلا رئاسة أركانه, و اعتقلت الحكومة كبار قادة هذه الحركة المسلحة.
وخلال محاكمات ريفونيا التي عقدت بين عامي1963-1964 أعلن مانديلا من خلف القضبان بتهمة التخريب ضد النظام استعداده للموت من أجل القضاء علي نظام الفصل العنصري, وحكم علي ماديبا, واستاذه والتر سيسولو وستة آخرين بعقوبة السجن مدي الحياة في سجن جزيرة روبن أيلاند و أصبح السجين(46664) رمزا عالميا للنضال.
واعتلت صحة مانديلا وأصيب بمرض في رئتيه جراء سنوات طويلة من تكسير الأحجار الجيرية في أحد المحاجر أثناء تمضية فترة العقوبة, وفي الثمانينيات أصيب بالتهاب رئوي وظل يعاني من مشكلات مستمرة بالرئة استلزمت دخوله المستشفي عدة مرات في سنواته الأخيرة حتي غاب عن الحياة.
ومع انتهاء الحرب الباردة في أواخر الثمانينيات, بدأ زعماء الحزب الوطني الذي كان يفرض نظام الفصل العنصري ينظرون إلي مانديلا باعتباره شريكا محتملا لإنهاء العزلة السياسية والاقتصادية التي كانت مفروضة آنذاك علي جنوب افريقيا. وفي يوم11 فبراير عام1990 افرج عن مانديلا وبعد ساعات من إخلاء سبيله من السجن شرع في محاولة استمالة قلوب منتقديه عن طريق توجيه رسالة تسامح ومحاولة نزع فتيل أي نزعة للانتقام في أوساط الأغلبية السوداء.
وفي إطار جهود تسهيل العملية الانتقالية, وافق حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي لم يعد محظورا علي اقتسام السلطة مع الحزب الوطني لمدة خمس سنوات. وفي عام1994 اكتسح حزب المؤتمر الوطني الافريقي الانتخابات ووصل إلي السلطة في أول انتخابات ديمقراطية متعددة الأعراق تشهدها البلاد, وعند توليه الرئاسة, تعهد مانديلا في خطابه الافتتاحي أمام لفيف من زعماء العالم في بريتوريا بأنه لن يحدث أبدا أبدا أبدا مرة أخري في هذه البلاد الجميلة أن يتم قمع طرف بواسطة طرف آخر.
وبعد خروجه من منصبه عام1999, استمر مانديلا في رحلاته الخارجية والادلاء برأيه في القضايا الدولية والمحلية. بداية من عام2004 تجنب مانديلا الخوض في القضايا السياسية و اقتصر ظهوره في المحافل العلنية علي الترويج لجهود مكافحة مرض الايدز ودعم الجمعيات الخيرية الخاصة بالأطفال,.
وكان آخر ظهور لمانديلا في المحافل العلنية في يوليو عام2010 خلال الحفل الختامي لبطولة كأس العالم التي أقيمت في جنوب افريقيا, ولكن شعب بلاده يشعر بوجوده دائما في حياته اليومية بعد إصدار عملات ورقية تحمل صورته في نوفمبر عام2012.
نظام الفصل العنصري الذي حاربه الرجل المبجل
جوهانسبرج- أ ف ب:
كان نظام الفصل العنصري الأبارتاتيد عقيدة تهدف إلي فرض تمييز عنصري صارم علي المجتمع علي كل المستويات في جنوب افريقيا, وأصبحت الأبارتاتيد, الكلمة التي تعني بلغة الافريكان تفريق الاشياء وتترجم عادة بالتنمية المنفصلة, نظاما مطبقا بشكل منهجي بعد فوز الحزب الوطني في انتخابات.1948
لكن البلاد بدأت اصلا عملية فصل بين الاعراق منذ المستوطنين الهولنديين الاوائل في القرن السابع عشر, واجبر الهوتنتو, احد شعوب المنطقة, علي الحصول علي تصريح خاص للتنقل اعتبارا من1797 بينما ابعدت مدينة مثل جوهانسبرج منذ تأسيسها في1889 سكانها السود الي احياء واقعة في اطرافها. وقد عاش الزعيم الهندي الراحل غاندي الذي امضي اكثر من20 عاما في جنوب افريقيا هذه التجربة عندما طرد من عربة للدرجة الاولي مخصصة للبيض في القطار عند وصوله عام.1893 وفي تجاهل كامل لابنائها السود, ولدت جنوب افريقيا المعاصرة في1910 من اتحاد بين البيض ضم اسياد البلاد الانكليز والافريكان اوبورز احفاد المستعمرين الهولنديين.
ورد بعض السود بانشاء المؤتمر الوطني الافريقي الحزب الذي قاده نيلسون مانديلا في وقت لاحق, الا ان هؤلاء لم يتمكنوا من منع تبني سلسلة قوانين تعزز الفصل العنصري في العقدين الثاني والثالث ومن بينها منع السود من شراء اراض خارج المحميات الفقيرة والضيقة ومن مزاولة بعض المهن. والعملية اصبحت منهجية في1948 بعد فوز الحزب الوطني, الحركة التي تجاهر بعنصريتها وتريد حماية مصالح الافريكان من الخطر الاسود الذي اختلط بسرعة بالخطر الاحمر الشيوعي في اجواء الحرب الباردة.
وسرعان ما توسعت الاجراءات التي اتخذها قادة البلاد المتأثرون بالايديولوجية النازية والمقتنعين بانهم ممثلو الله, ليشمل جميع اوجه حياة السكان في جنوب افريقيا حتي في غرف النوم ففي عام1949 صدر اول قانون يمنع الزواج بين الاعراق, ثم صدر قانون اخر في عام1950 يمنع العلاقات الجنسية بين اشخاص من اعراق مختلفة, ويقوم هذا النظام المعروف بقانون تسجيل السكان علي تصنيف البشر هناك الي اربع فئات او اعراق بحسب لون بشرتهم وهي البيض, والهنود, والخلاسيون, والسود, محددا بذلك كل اوجه حياتهم, من المهد حتي اللحد.
وارسي قانون حول السكن المنفصل في1950 الفصل في الاماكن واصبح كل شبر في المدينة مخصصا لهذا العرق او ذاك.
وبسبب الفصل العنصري ازيلت احياء باكملها مثل صوفياتاون في جوهانسبرج, والمنطقة السادسة في اقليم الكاب وتم ابعاد السكان السود الي اماكن بعيدة في مدن صفيح, وطرد حوالي3.5 مليون شخص بالقوة و تمت مصادرة احيائهم او مزارعهم لتمنح الي البيض.
ودفعت حركات العصيان التي قام بها السود بقيادة المؤتمر الوطني الافريقي والضغوط التي مارستها الاسرة الدولية الي عزل جنوب افريقيا عن العالم.
فيلم مانديلا.. الطريق الطويل نحو الحرية.. مازال ينتصر بنضاله السلمي
كتبت مرفت دياب:
فيلم' مانديلا: الطريق الطويل نحو الحرية', يهتم بمعارك بدأت بمعركة شخصية بين مانديلا الذي يجسده الممثل البريطاني' ادريس آلبا' وزوجته الأولي التي انبهرت بالمحامي الشاب الجنوب أفريقي والحياة الجميلة في جوهانسبرج, لكنها لم تستطع أن تستمر معه بسبب علاقاته النسائية المتعدده, أما ويني وتجسد دورها الممثلة البريطانية' ناعومي هاريس', التي تزوجها بعد ذلك, فقد انبهرت بالناشط السياسي المناضل الذي انضم للجناح العسكري في' الكونجرس الوطني الأفريقي' بعد حادث إطلاق النار الذي قامت به شرطة نظام الحكم العنصري في' شاربفيل' حيث فتحت النيران علي متظاهرين أفارقة سلميين.
والمعركة الشخصية بدأت بعد عامين فقط من انضمام مانديلا للجناح العسكري للكونجرس الأفريقي- عام1962- حيث وقف مانديلا أمام محكمة من قضاة النظام بسبب أعمال العنف التي اجتاحت بلاده وباعتباره عضوا في تنظيم مسلح. أكد مانديلا انه مستعد للموت من أجل بلده, لكن القاضي الأبيض قرر أنه لن ينال هذا الشرف ولن يجعل منه شهيدا ورمزا لجنوب أفريقيا, والحقيقة التي نعرفها جميعا هي إن مانديلا تحول إلي رمز ليس فقط لبلاده وانما لكل المناضلين ليس في افريقيا بل العالم بأسرة. سبع وعشرون عاما قضاها مانديلا خلف أسوار السجن في جزيرة منعزله, ماذا كان يفعل هناك, وكيف عاش هذه السنوات الطويلة خلف الأسوار دون أن تقضي عليه, كيف عاشت زوجته وأولاده المطاردون دائما بسببه, والأهم كيف أصبح مانديلا أيقونه للمعارضة في أفريقيا والعالم؟.. إجابة السؤال كما قدمها الفيلم- من خلال مذكرات لمانديلا نفسه- هي جوهر التحول الذي وقع داخل البطل الأفريقي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.