23 شركة مصرية تعمل بالمشروع.. وزير النقل: القطار الكهربائي يصل لمطروح    رئيس "رياضة النواب": نسعى لتحقيق مصالح الشباب حتي لا يكونوا فريسة للمتطرفين    هنية للأسرى الفلسطينيين: إن مع العسر يسرا وطوفان الأقصى سيحقق لكم الحرية    إسماعيل هنية: طوفان الأقصى اجتاحت قلاع الاحتلال الحصينة.. وتذل جيشا قيل إنه لا يقهر    "الشحات في الصدارة".. تعرف على قائمة هدافي الأهلي في دوري أبطال أفريقيا حتى الآن    بسبب نصف مليون جنيه.. سمية الخشاب تتهم منتج سينمائي في محضر رسمي بقسم الهرم    21 ضحية و47 مصابا.. ما الحادث الذي تسبب في استقالة هشام عرفات وزير النقل السابق؟    ضبط عاطل بحوزته كمية من الحشيش في قنا    إليسا توجه رسالة ل أصالة نصري في عيد ميلادها    أمين الفتوى يكشف عن طريقة تجد بها ساعة الاستجابة يوم الجمعة    مخاطر الإنترنت العميق، ندوة تثقيفية لكلية الدعوة الإسلامية بحضور قيادات الأزهر    وزارة النقل تنعى الدكتور هشام عرفات وزير النقل السابق    «أونروا»: نحو 600 ألف شخص فرّوا من رفح جنوبي غزة منذ تكثيف بدء العمليات الإسرائيلية    المشدد 7 سنوات لمتهم بهتك عرض طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بكفر الشيخ    وزارة النقل تنعى هشام عرفات: ساهم في تنفيذ العديد من المشروعات المهمة    بعد انفصالها عن العوضي.. ياسمين عبدالعزيز ترتدي فستان زفاف والجمهور يعلق    «الشعب الجمهوري» يهنئ «القاهرة الإخبارية» لفوزها بجائزة التميز الإعلامي العربي    أمير عيد يكشف ل«الوطن» تفاصيل بطولته لمسلسل «دواعي السفر» (فيديو)    بعد تشغيل محطات جديدة.. رئيس هيئة الأنفاق يكشف أسعار تذاكر المترو - فيديو    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    خالد الجندي: ربنا أمرنا بطاعة الوالدين فى كل الأحوال عدا الشرك بالله    رئيس جامعة المنصورة يناقش خطة عمل القافلة المتكاملة لحلايب وشلاتين    يكفلها الدستور ويضمنها القضاء.. الحقوق القانونية والجنائية لذوي الإعاقة    الكويت تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال إلى قرارات الشرعية الدولية    "الزراعة" و"البترول" يتابعان المشروعات التنموية المشتركة في وادي فيران    كوارث النقل الذكى!!    6 مستشفيات جديدة تحصل على اعتماد «جهار» بالمحافظات    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    بث مباشر مباراة بيراميدز وسيراميكا بالدوري المصري لحظة بلحظة | التشكيل    رسميًا| مساعد كلوب يرحل عن تدريب ليفربول.. وهذه وجهته المقبلة    رغم تصدر ال"السرب".. "شقو" يقترب من 70 مليون جنية إيرادات    جامعة قناة السويس ضمن أفضل 400 جامعة دولياً في تصنيف تايمز    زياد السيسي يكشف كواليس تتويجه بذهبية الجائزة الكبرى لسلاح السيف    مدعومة من إحدى الدول.. الأردن يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة من ميليشيات للمملكة    الطاهري: القضية الفلسطينية حاضرة في القمة العربية بعدما حصدت زخما بالأمم المتحدة    نائب محافظ الجيزة تشهد فعاليات القافلة العلاجية الشاملة بقرية ميت شماس    الزراعة: زيادة المساحات المخصصة لمحصول القطن ل130 ألف فدان    2 يونيو.. محاكمة 3 متهمين بإطلاق النار على شخصين خلال مشاجرة بالسلام    لسة حي.. نجاة طفل سقط من الدور ال11 بالإسكندرية    الحكومة توافق على ترميم مسجدي جوهر اللالا ومسجد قانيباي الرماح بالقاهرة    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    محافظ بورسعيد يناقش مقترحا للتعاون مع ممثلي وزارة البترول والهيئة الاقتصادية لقناة السويس    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    صور.. كريم قاسم من كواليس تصوير "ولاد رزق 3"    الصحة: تقديم الخدمات الطبية ل898 ألف مريض بمستشفيات الحميات    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    بالفيديو.. غناء وعزف أنتوني بلينكن في أحد النوادي الليلية ب"كييف"    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13238 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    وزارة العمل: 945 فرصة عمل لمدرسين وممرضات فى 13 محافظة    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحيل مانديلا رمز النضال والتسامح
قصة حياة أمير القلوب وأيقونة المصالحة في العالم أكبر جنازة رسمية في التاريخ منذ وفاة تشرشل
نشر في الأهرام اليومي يوم 06 - 12 - 2013

'في اليوم الأخير من حياتي أريد ان أتيقن من ان من عاشوا بعدي سيقولون ان هذا الرجل الذي يرقد هنا قام بواجبه من أجل بلده وشعبه', هكذا لخص الزعيم الراحل نيلسون مانديلا رحلته في الكفاح من أجل الحرية والنضال ضد نظام الفصل العنصري( الأبارتيد) في جنوب إفريقيا.
لقد قضي27 عاما في غياهب السجون في جزيرة روبن آيلاند ثم في سجن' بولسمور' وسجن' فيكتور فيرستر', ولكن ذلك لم ينل من عزيمته وإصراره رغم اعتلال صحته. وضرب مانديلا نموذجا ومثالا يحتذي به أيضا في التسامح, وقال في أول خطاب له كرئيس لجنوب افريقيا في10 مايو1994' حان الوقت لمداواة الجراح.. حان وقت تخطي الهوة التي فرقت بيننا, حل علينا وقت البناء'.
لقد تم تتويج مانديلا, الذي أطلق عليه في قبيلته لقب' ماديبا' أو' الرجل المبجل', ملكا علي القلوب بسبب رحلته الطويلة من النظال والتسامح, وخيم الحزن علي العالم أمس بعد تلقيه نبأ وفاة مانديلا, ليودع واحدا من أبرز قادته وأحد مشاعل الحرية في القرن العشرين, وسط توقعات بجنازة رسمية تاريخية في منتصف الشهر الجاري. وتوالت علي جنوب إفريقيا ردود أفعال زعماء دول العالم الذين أعربوا عن تعازيهم في وفاة المناضل الإفريقي بعبارات الإشادة والتخليد التي تليق بالمناضل الإفريقي الحائز علي جائزة نوبل للسلام.
القاهرة:سيظل مصدر إلهام للشعوب ونموذجا للتضحية
كتب- محمود النوبي وسحر زهران ومحمد فؤاد:
نعت رئاسة جمهورية ببالغ الحزن والأسي المناضل الأفريقي العظيم نيلسون مانديلا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا الأسبق, الذي ربطته روابط وثيقة وتاريخية بمصر والمصريين, علي طريق نضاله من أجل القيم الإنسانية النبيلة, والتي تمثلت في كفاحه ضد التمييز العنصري, ومن أجل الديمقراطية, وتحقيق السلام, والمصالحة الوطنية.
وقالت الرئاسة في بيان لها إن مصر التي كان لها دورها الرائد في مساندة نضال الدول الإفريقية لتحقيق تحررها واستقلالها, وموقفها الرافض لسياسات التمييز العنصري في جنوب أفريقيا, لم تتردد في قطع علاقاتها الدبلوماسية بنظام الفصل العنصري الجنوب افريقي, مستضيفة أحد أوائل مكاتب تمثيل المؤتمر الوطني الإفريقي خارج جنوب افريقيا, وذلك حتي زوال نظام الفصل العنصري.
وأضاف البيان إن زعماء بقامة نيلسون مانديلا وجمال عبد الناصر والآباء الأفارقة المؤسسين للنضال والكفاح الإفريقي من أجل الحرية والاستقلال, سيظلوا أبد الدهر مصدر إلهام للشعوب, ونموذجا يحتذي للتضحية والفداء في سبيل المبدأ, تحقيقا للقيم الإنسانية والكرامة الوطنية وتطلعات الشعوب. وأكد البيان أن مانديلا سيظل في قلوب وعقول المصريين كأحد أبرز رموز الكفاح والنضال الوطني في عالمنا المعاصر, وإذ تعرب مصر عن خالص عزائها لجنوب أفريقيا حكومة وشعبا, لتدعو الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته.
كما نعت رئاسة مجلس الوزراء مانديلا, الذي يعد رمزا للحرية والتسامح والإخاء الإنساني, وتقدم المجلس بخالص التعازي إلي حكومة وشعب جنوب إفريقيا.
من جانبه, أكد نبيل فهمي وزير الخارجية أن العالم فقد رمزا تاريخيا وإبنا أفريقيا مخلصا قاد مع زعمائها التاريخيين ناصر ونكروما شعوبها في مرحلة تاريخية للحصول علي استقلالهم وحريتهم وحقوقهم.وأضاف فهمي- في بيان له- أن دور مانديلا تجاوز حدود موطنه في جنوب أفريقيا ليصبح مصدر إلهام لكفاح شعوب القارة الأفريقية بل والعالم في سعيها للتخلص من العنصرية والظلم للحصول علي حياة كريمة وحرة. من جانبه, قال عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين لإعداد الدستور إن مانديلا سيظل مصدر إلهام لي وللأجيال القادمة, وإرثه سيكون هو الحب والاحترام والتقدير.وقال محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان, إن مانديلا عاش رحلة كفاح ضد العنصرية البغيضة والاستعمار انتصر فيها ليحقق عزة إفريقيا وينقلها من عصر العبودية الي عصر الحرية والمساواة.ووصف الدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة والرئيس الشرفي للمجلس القومي لحقوق الإنسان, مانديلا بحكيم افريقيا وبطل الحرية والتسامح.
التأبين يستمر12 يوما ودفنه في مسقط رأسه
أكبر جنازة رسمية في التاريخ منذ وفاة تشرشل
الجارديان: أوباما ورؤساء أمريكا السابقون وكاميرون سيلقون نظرة الوداع علي ماديبا
لندن- جوهانسبرج- وكالات الأنباء:
استيقظت جنوب أفريقيا علي خبر حزين وهو وفاة الزعيم المناضل ومناهض التمييز العنصري نيلسون مانديلا, وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن مراسم تأبينه ستستمر لمدة12 يوما من يوم اعلان وفاته.
وانهالت علي جنوب أفريقيا برقيات التعازي في وفاة مانديلا الذي كان طريح فراش المرض طوال عام بسبب مشاكل في الرئة ترجع الي27 عاما, بينما أعرب المواطنون هناك عن بالغ حزنهم لرحيل مانديلا, واكتفي العديد منهم بالتعليق بجملة واحدة وهي: جنوب أفريقيا أصبحت بلا مانديلا.
وأمر الرئيس الجنوب افريفي جاكوب زوما, بتنكيس جميع أعلام جنوب افريقيا وأن تستمر منكسة حتي بعد جنازة ماديبا الاسم الذي يطلق علي مانديلا.
وأضحت الصحيفة أن الجنازة الرسمية ستنافس جنازة بابا الفاتيكان الأسبق يوحنا بولس الثاني في عام2005, والتي جذبت خمسة ملوك وست ملكات وسبعين رئيسا ورئيسا للوزراء, بالاضافة إلي مليوني مسيحي.
وتوقعت الصحيفة البريطانية أن تكون أكبر جنازة رسمية في التاريخ منذ وفاة رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل, وسيشارك فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزوجته, وكل رئيس أمريكي علي قيد الحياة, بالاضافة الي الوفود الأجنبية, والأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون, بالاضافة الي الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلاري.
وأشارت الصحيفة إلي أن عددا من المشاهير الذين كانت تربطهم علاقة قوية بمانديلا سيشاركون في الجنازة, مثل مقدمة البرامج الأمريكية الأشهر عالميا أوبرا وينفري.
واطلعت الصحيفة البريطانية علي وثيقة حكومية جنوب افريقية تضع خطة تستمر لاثني عشر يوما منذ يوم اعلان وفاة الزعيم الافريقي, مشيرة إلي أن الخطة تم وضعها منذ عام وتخضع للمراجعة, وتوضح كيف كان المسئولون في جنوب افريقيا يستعدون لمثل هذه اللحظة.
وتوضح الوثيقة انه بالنسبة لليوم الأول فان الجثمان سيتم نقله إلي المشرحة تحت حراسة الشرطة, حيث سيتم الاعداد لمراسم نقل حي للجثمان في رحلته إلي المشرحة. وبالنسبة لليوم الثاني سيتم فتح كتب التعزية لجميع البعثات الأجنبية لتسجيل حضورها وعزائها.
وفي اليوم الثالث فإن جميع الدبلوماسيين الأجانب سيتم اطلاعهم علي تطورات ومراسم الجنازة في بريتوريا. وفي اليومين الرابع والخامس مختلف الشخصيات والوفود ستزور عائلة مانديلا لتقديم التعازي. وأشارت الجارديان إلي أن اليوم السادس سيشهد اقامة حفل تأبين يحضره كبار الشخصيات ورؤساء المنظمات في بريتوريا حيث سيكون الجثمان متواجدا. ويلقي الرئيس جاكوب زوما كلمة في الحفل تنقل من خلال شاشات عرض عملاقة في مختلف المدن ومن بنها سويتو وكيب تاون ومدن أخري.
وأوضحت الوثيقة أنه في اليوم الثامن سيتم وضع جثمان مانديلا في مبني البلدية في بريتوريا لمدة ثلاثة أيام, وسيبقي الجثمان في مكانه لوقت متأخر كل يوم. وفي اليوم التاسع يبدأ الجيش في التدريب علي الجنازة الرسمية في مبني الاتحاد( مقر ادارة الدولة) الذي أقسم فيه مانديلا اليمين كرئيس للبلاد بعد أول انتخابات ديموقراطية في عام.1994 ويصل في ذلك اليوم رؤساء الدول إلي مطاري بريتوريا وجوهانسبرج.
ويتواصل وصول الوفود والرؤساء المشاركين في الجنازة في اليوم العاشر, بالاضافة الي اغلاق الشوارع وتطبيق كل الاجراءات الامنية والانتهاء من الاستعدادات النهائية, بالاضافة الي نقل الجثمان لاعداده للجنازة ومراسم الدفن.
وفي اليوم الحادي عشر تبدأ مسيرة من المشرحة إلي مبني الاتحاد يعقبها جنازة رسمية في مدرج مبني الاتحاد يحضرها رؤساء الدول وزعماء العالم, وسيتم عرض تلك المراسم في شاشات عملاقة ليتابعها الملايين.
وتضيف الوثيقة أن الجثمان سينقل بعد ذلك عن طريق طائرة حربية إلي قونو مسقط رأس الزعيم الجنوب افريقي شرقي اقليم كيب من أجل اتمام مراسم الدفن.
وفي اليوم الأخير لخطة تأبين وجنازة مانديلا سيتم تنظيم موكب في الصباح في كل الشوارع ثم إلي منزل عائلة مانديلا للانتهاء من مراسم الدفن النهائية في مجمع مانديلا وليس في مقبرة العائلة.
وفي جوهانسبرج, أقيم قداس في الكنائي جنوب إفريقيا علي روح مانديلا وحضر زعيم آخر لمقاومة الفصل العنصري كبير اساقفة كيب تاون السابق ديزموند توتو, وقال توتو الذي قاد قداسا في كاتدرائية سان جورج الانجيلية في كيب تاون فلنقدم له هدية.. جنوب أفريقيا متحدة واحدة.
عباس: أشجع رجال العالم.. وملك الأردن: سيظلبطل الحرية
عواصم عربية- وكالات الأنباء:
أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس بتنكيس الأعلام حزنا علي وفاة رئيس جنوب إفريقيا السابق الزعيم نيلسون مانديلا.وقال عباس ننعي الزعيم الأممي الكبير فقيد شعوب العالم أجمعها وزعيم جنوب افريقيا وفقيد فلسطين الكبير الذي وقف معنا وكان أشجع واهم رجال العالم الذين وقفوا معنا.وفي سياق متصل, نعي نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسي أبو مرزوق وفاة مانديلا ووصفه بأنه أحد أهم رموز الحرية في العالم.
وفي الإمارات, بعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات برقية تعزية ومواساة إلي الرئيس جاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا في وفاة الزعيم السياسي التاريخي الرئيس الأسبق لجنوب افريقيا نيسلون مانديلا.وأعرب الشيخ خليفة عن خالص تعازيه لأسرة الزعيم الراحل مانديلا ولشعب وحكومة جنوب أفريقيا في فقدان رمز السلام الدولي والشخصية الاستثنائية الذي استطاع بحكمته وتواضعه وقيادته أن يتجاوز آلام مرحلة التمييز العنصري.
ومن جانبه, قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن مانديلا سيظل بطل الحرية بعد أن كرس حياته في خدمة لبلاده ونيل حريتها واستقلالها ودفاعا عن قضايا العدل والسلام في العالم أجمع.وأشاد الملك عبدالله الثاني بمسيرة مانديلا وعطائه الموصول قائلا إننا في الأردن نستذكر زيارة مانديلا لبلدنا وشراكته معنا من أجل السلام والتنمية ونحن نشاطره الشعور بالمسئولية من أجل مستقبل عالمي تقطف فيه جميع الشعوب ثمار السلام بعيدا عن الإقصاء والفقر والصراع.
قصة حياة أمير القلوب وأيقونة المصالحة في العالم
جوهانسبرج- د ب أ:
ولد مانديلا الذي يشار إليه في عشيرته بإسمماديبا او الرجل المبجل بالمعني الوطني للكلمة في18 يوليو عام1918 في بلدة مفيزو بإقليم الكاب الشرقي, ويعتبر مشوار حياته بمثابة قصة أمير أفريقي تخلي عن لقبه عن أجل تحقيق الحرية للأغلبية السوداء في بلاده, ليتوج ملكا علي القلوب خلال هذه الرحلة الطويلة.
كان والده زعيما لعشيرة تسمي تيمبو التي تنتمي لمجموعة قبائل تتحدث لغة الكوسا, وكان يجري اعداده منذ الصغر ليخلف والده حيث أرسل لتلقي علومه في جامعة فورت هير الجامعة الوحيدة آنذاك التي كانت تقبل بدخول السود في البلاد.
ولدي وصوله إلي جوهانسبرج في مطلع الأربعينيات للبحث عن فرصة عمل, أصيب مانديلا بصدمة قوية لدي شعوره بالظلم من التمييز الذي كان سائدا في المجتمع, فقد وجد أن السود والبيض يركبون حافلات مختلفة, ويشربون من فناجين مختلفة في شركة الخدمات القانونية التي كان يتدرب فيها.
وفي عام1943 انضم مانديلا إلي حزب المؤتمر الوطني الافريقي ثم اشترك بعد ذلك بعام مع مجموعة من الشباب الذين اطلق عليهم اسم الأسود الشباب في تأسيس رابطة الشبيبة الراديكالية التي كانت تهدف إلي تحويل الحزب من حركة تحرير تعتمد علي النخبة السوداء إلي حركة شعبية لها قاعدة جماهيرية وفي عام1952, كان مانديلا هو المنظم الرئيسي لحملة التحدي التي قادها الحزب لتنظيم عصيان مدني شامل ضد قانون الفصل العنصري. وبعد أربع سنوات, كان واحدا من بين156 ناشطا وجهت لهم تهمة الخيانة بشأن كتابة ميثاق الحرية الذي تبناه المؤتمر الوطني الافريقي, وتمت تبرئتهم جميعا في وقت لاحق.
ومع تزايد الضغوط علي المؤتمر الوطني, تخلي الحزب عن عقيدة المقاومة السلمية التي انتهجها لعقود وشكل جناحا عسكريا اطلق عليه اسم رمح الأمة وتولي مانديلا رئاسة أركانه, و اعتقلت الحكومة كبار قادة هذه الحركة المسلحة.
وخلال محاكمات ريفونيا التي عقدت بين عامي1963-1964 أعلن مانديلا من خلف القضبان بتهمة التخريب ضد النظام استعداده للموت من أجل القضاء علي نظام الفصل العنصري, وحكم علي ماديبا, واستاذه والتر سيسولو وستة آخرين بعقوبة السجن مدي الحياة في سجن جزيرة روبن أيلاند و أصبح السجين(46664) رمزا عالميا للنضال.
واعتلت صحة مانديلا وأصيب بمرض في رئتيه جراء سنوات طويلة من تكسير الأحجار الجيرية في أحد المحاجر أثناء تمضية فترة العقوبة, وفي الثمانينيات أصيب بالتهاب رئوي وظل يعاني من مشكلات مستمرة بالرئة استلزمت دخوله المستشفي عدة مرات في سنواته الأخيرة حتي غاب عن الحياة.
ومع انتهاء الحرب الباردة في أواخر الثمانينيات, بدأ زعماء الحزب الوطني الذي كان يفرض نظام الفصل العنصري ينظرون إلي مانديلا باعتباره شريكا محتملا لإنهاء العزلة السياسية والاقتصادية التي كانت مفروضة آنذاك علي جنوب افريقيا. وفي يوم11 فبراير عام1990 افرج عن مانديلا وبعد ساعات من إخلاء سبيله من السجن شرع في محاولة استمالة قلوب منتقديه عن طريق توجيه رسالة تسامح ومحاولة نزع فتيل أي نزعة للانتقام في أوساط الأغلبية السوداء.
وفي إطار جهود تسهيل العملية الانتقالية, وافق حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي لم يعد محظورا علي اقتسام السلطة مع الحزب الوطني لمدة خمس سنوات. وفي عام1994 اكتسح حزب المؤتمر الوطني الافريقي الانتخابات ووصل إلي السلطة في أول انتخابات ديمقراطية متعددة الأعراق تشهدها البلاد, وعند توليه الرئاسة, تعهد مانديلا في خطابه الافتتاحي أمام لفيف من زعماء العالم في بريتوريا بأنه لن يحدث أبدا أبدا أبدا مرة أخري في هذه البلاد الجميلة أن يتم قمع طرف بواسطة طرف آخر.
وبعد خروجه من منصبه عام1999, استمر مانديلا في رحلاته الخارجية والادلاء برأيه في القضايا الدولية والمحلية. بداية من عام2004 تجنب مانديلا الخوض في القضايا السياسية و اقتصر ظهوره في المحافل العلنية علي الترويج لجهود مكافحة مرض الايدز ودعم الجمعيات الخيرية الخاصة بالأطفال,.
وكان آخر ظهور لمانديلا في المحافل العلنية في يوليو عام2010 خلال الحفل الختامي لبطولة كأس العالم التي أقيمت في جنوب افريقيا, ولكن شعب بلاده يشعر بوجوده دائما في حياته اليومية بعد إصدار عملات ورقية تحمل صورته في نوفمبر عام2012.
نظام الفصل العنصري الذي حاربه الرجل المبجل
جوهانسبرج- أ ف ب:
كان نظام الفصل العنصري الأبارتاتيد عقيدة تهدف إلي فرض تمييز عنصري صارم علي المجتمع علي كل المستويات في جنوب افريقيا, وأصبحت الأبارتاتيد, الكلمة التي تعني بلغة الافريكان تفريق الاشياء وتترجم عادة بالتنمية المنفصلة, نظاما مطبقا بشكل منهجي بعد فوز الحزب الوطني في انتخابات.1948
لكن البلاد بدأت اصلا عملية فصل بين الاعراق منذ المستوطنين الهولنديين الاوائل في القرن السابع عشر, واجبر الهوتنتو, احد شعوب المنطقة, علي الحصول علي تصريح خاص للتنقل اعتبارا من1797 بينما ابعدت مدينة مثل جوهانسبرج منذ تأسيسها في1889 سكانها السود الي احياء واقعة في اطرافها. وقد عاش الزعيم الهندي الراحل غاندي الذي امضي اكثر من20 عاما في جنوب افريقيا هذه التجربة عندما طرد من عربة للدرجة الاولي مخصصة للبيض في القطار عند وصوله عام.1893 وفي تجاهل كامل لابنائها السود, ولدت جنوب افريقيا المعاصرة في1910 من اتحاد بين البيض ضم اسياد البلاد الانكليز والافريكان اوبورز احفاد المستعمرين الهولنديين.
ورد بعض السود بانشاء المؤتمر الوطني الافريقي الحزب الذي قاده نيلسون مانديلا في وقت لاحق, الا ان هؤلاء لم يتمكنوا من منع تبني سلسلة قوانين تعزز الفصل العنصري في العقدين الثاني والثالث ومن بينها منع السود من شراء اراض خارج المحميات الفقيرة والضيقة ومن مزاولة بعض المهن. والعملية اصبحت منهجية في1948 بعد فوز الحزب الوطني, الحركة التي تجاهر بعنصريتها وتريد حماية مصالح الافريكان من الخطر الاسود الذي اختلط بسرعة بالخطر الاحمر الشيوعي في اجواء الحرب الباردة.
وسرعان ما توسعت الاجراءات التي اتخذها قادة البلاد المتأثرون بالايديولوجية النازية والمقتنعين بانهم ممثلو الله, ليشمل جميع اوجه حياة السكان في جنوب افريقيا حتي في غرف النوم ففي عام1949 صدر اول قانون يمنع الزواج بين الاعراق, ثم صدر قانون اخر في عام1950 يمنع العلاقات الجنسية بين اشخاص من اعراق مختلفة, ويقوم هذا النظام المعروف بقانون تسجيل السكان علي تصنيف البشر هناك الي اربع فئات او اعراق بحسب لون بشرتهم وهي البيض, والهنود, والخلاسيون, والسود, محددا بذلك كل اوجه حياتهم, من المهد حتي اللحد.
وارسي قانون حول السكن المنفصل في1950 الفصل في الاماكن واصبح كل شبر في المدينة مخصصا لهذا العرق او ذاك.
وبسبب الفصل العنصري ازيلت احياء باكملها مثل صوفياتاون في جوهانسبرج, والمنطقة السادسة في اقليم الكاب وتم ابعاد السكان السود الي اماكن بعيدة في مدن صفيح, وطرد حوالي3.5 مليون شخص بالقوة و تمت مصادرة احيائهم او مزارعهم لتمنح الي البيض.
ودفعت حركات العصيان التي قام بها السود بقيادة المؤتمر الوطني الافريقي والضغوط التي مارستها الاسرة الدولية الي عزل جنوب افريقيا عن العالم.
فيلم مانديلا.. الطريق الطويل نحو الحرية.. مازال ينتصر بنضاله السلمي
كتبت مرفت دياب:
فيلم' مانديلا: الطريق الطويل نحو الحرية', يهتم بمعارك بدأت بمعركة شخصية بين مانديلا الذي يجسده الممثل البريطاني' ادريس آلبا' وزوجته الأولي التي انبهرت بالمحامي الشاب الجنوب أفريقي والحياة الجميلة في جوهانسبرج, لكنها لم تستطع أن تستمر معه بسبب علاقاته النسائية المتعدده, أما ويني وتجسد دورها الممثلة البريطانية' ناعومي هاريس', التي تزوجها بعد ذلك, فقد انبهرت بالناشط السياسي المناضل الذي انضم للجناح العسكري في' الكونجرس الوطني الأفريقي' بعد حادث إطلاق النار الذي قامت به شرطة نظام الحكم العنصري في' شاربفيل' حيث فتحت النيران علي متظاهرين أفارقة سلميين.
والمعركة الشخصية بدأت بعد عامين فقط من انضمام مانديلا للجناح العسكري للكونجرس الأفريقي- عام1962- حيث وقف مانديلا أمام محكمة من قضاة النظام بسبب أعمال العنف التي اجتاحت بلاده وباعتباره عضوا في تنظيم مسلح. أكد مانديلا انه مستعد للموت من أجل بلده, لكن القاضي الأبيض قرر أنه لن ينال هذا الشرف ولن يجعل منه شهيدا ورمزا لجنوب أفريقيا, والحقيقة التي نعرفها جميعا هي إن مانديلا تحول إلي رمز ليس فقط لبلاده وانما لكل المناضلين ليس في افريقيا بل العالم بأسرة. سبع وعشرون عاما قضاها مانديلا خلف أسوار السجن في جزيرة منعزله, ماذا كان يفعل هناك, وكيف عاش هذه السنوات الطويلة خلف الأسوار دون أن تقضي عليه, كيف عاشت زوجته وأولاده المطاردون دائما بسببه, والأهم كيف أصبح مانديلا أيقونه للمعارضة في أفريقيا والعالم؟.. إجابة السؤال كما قدمها الفيلم- من خلال مذكرات لمانديلا نفسه- هي جوهر التحول الذي وقع داخل البطل الأفريقي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.