في هذا المناخ الملبد بسحب من شكوك داكنة وزعابيب كثيرة وشغب واسع,وإضرابات ومظاهرات تستهدف افشال العام الدراسي في الجامعات وتوسيع رقعة الفوضي في البلاد, يخرج دستور جديد لمصر لعله أكمل دساتيرها واكثرها حفاظا علي حقوق الانسان المصري, تحاول جماعة الاخوان المسلمين وحلفاؤها من أنصار الفوضي غير البناءة العمل علي خنقه وطمسه وهو لايزال وليدا, وترتب لذلك خطة متكاملة هدفها الاول افشال يوم الاستفتاء, وتقليل حجم الحضور امام الصناديق, واكراه المصريين علي التزام بيوتهم خوفا من اتساع دوائر العنف,علي امل ان يقل الحضور يوم الاستفتاء الجديد عن نسبة الحضور في استفتاء دستور2012, وتدخل البلاد مأزقا جديدا يأخذها مرة اخري إلي حافة الصدام الاهلي. ومع الاسف فان حكومة الببلاوي أكثر بطئا وحذرا من ترتيبات وخطط جماعة الاخوان التي يتصاعد تنفيذها علي أرض الواقع, وتاخذ أبعادا سياسية تستهدف تفكيك الجبهة الداخلية وانصرام قوي الثورة وخلق حالة من الاحباط وسط الجماهير, بينما لا تملك حكومة الببلاوي رؤية شاملة أبعد من المعالجة الامنية لمشكلات الشغب التي ينوء بحملها رجال الشرطة والجيش. واظن ان التحدي الحقيقي الذي يواجه كافة القوي الاجتماعية والسياسية التي ساندت ثورة يونيو, ان تخرج جموع الشعب المصري إلي صناديق الاستفتاء, تسد قرص الشمس وتخرق عيون هؤلاء الذين لايزالون يعيشون في عالم افتراضي غير موجود, ويتصورن انهم قادرون علي كسر إرداة الشعب المصري, لان خروج المصريين علي هذا النحو الكثيف سوف يخرس كل الالسنة, ويضع كل القوي السياسية في حجمها الطبيعي, ويثبت ان الصخب العالي لقوي الشغب والفوضي لا يمثل شيئا في بحر الجماهير الواسع, ومن المؤكد أن نجاح يوم الاستفتاء يعني انه لا صوت يعلو علي صوت الشعب المصري, ويختصر الطريق إلي تحقيق نصركاسح يلزم الجماعة ان تعود إلي جحورها, ويفتح آفاقا جديدة امام مصر لقيام ديمقراطية صحيحة تعفيها من هذه الثنائية الصعبة التي يمثلها حكم العسكر وحكم جماعة الاخوان. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد