كشفت دراسة تاريخية بعنوان شعر الغزل والغرام في مصر القديمة أن المصريين القدماء هم أول من كتبوا أشعار الغزل والغرام في التاريخ. وأن مصر عرفت أنماطا متنوعة وأجناسا مختلفة من الأدب مثل أدب السير الذاتية والتراجم الشخصية وأدب الحكمة وهو أدب التربية والتعليم, والأدب الاصلاحي والتهذيبي الذي ظهر علي يد من يسمون بالأنبياء الاجتماعيين مثل الحكيم بتاح حتب والحكيم آني والحكيم أمنئوبي. وأشارت الدراسة التي أجراها الدكتور خالد شوقي البسيوني أستاذ التاريخ الفرعوني بجامعة القناة, أن الأدب المصري القديم شمل أدب القصة مثل بردية الملاح الغريق, وبردية القروي الفصيح, وبردية سنوهي, وبردية الأمير المسحور وبردية الأخوين وفي مقدمة هذه بردية خوفو والسحرة, وأدب الرسائل والخطابات الملكية, مثل رسائل تل العمارنة والدبلوماسية في مصر القديمة والأدب الديني والجنائزي وأوضح أنه في الدولة الحديثة ظهر نمط جديد من الأدب في سياق الوثائق الكتابية والنصية وهو شعر الغزل والغرام من قصائد عاطفية ووجدانية بما يعكس تطور الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية في عصر الدولة الحديثة والتطور الطبقي بالمعني الحضاري. وأكد الباحث أن بردية شستر بيتي تعتبر النموذج الأمثل الذي يعكس هذا النوع من الشعر في مجال الحب والغرام والمشاعر الحميمة, بما ينفي صفة الجمود والجنائزية, ومظاهر الميلودراما في مجمل الحياة العصرية القديمة من حياة القصور والترف في أحياء العواصم الكبري في طيبة وتل الفراعنة, وأن هناك نماذج من الشعر المصري القديم في ترنيمة نفتيس إلي أوزوريس أحضر توا يا سيدي يا من ذهبت بعيدا أحضر لكي تفعل ما كنت تحبه تحت الأشجار لقد أخذت قلبي بعيدا عني آلاف الأميال معاك أنت فقط أرغب في فعل مع أحب إذا كنت قد ذهبت إلي بلد الخلود فسوف أصحبك فأنا أخشي أن يقتلني طيغون( الشيطان ست) لقد أتيت هنا من أجل حبي لك فلتحرر جسدي من حبك, كما أن هناك قصيدة العاشقة العذراء وهي من الغزل العفيف عن بردية شستر بيتي, والتي تقول لقد أثار حبيب قلبي بصوته وتركني فريسة لقلقي وتلهفي إنه يسكن قريبا من بيت والدتي ومع ذلك فلا أعرف كيف نحوه ربما تستطيع أمي أن تتصرف حيال ذلك, ويجب أن أتحدث معها وأبوح لها إنه لا يعلم برغبتي في أن آخذه بين أحضاني ولا يعرف بما دفعني للافصاح بسري لأمي إن قلبي يسرع في دقاته عندما أفكر في حبي إنه ينتفض في مكانه, لقد أصبحت لا أعرف كيف أرتدي ملابسي ولا أضع المساحيق حول عيني ولا أتعطر أبدا بالروائح الذكية!.