بعد أن اعلنت احدي كبري شركات الأدوية العالمية عن طرح عقار جديد تحت اسم سوفوسبيوفيرsofosbuvir لعلاج مرضي فيروس سي يحقق نسبة شفاء تصل إلي98% دون أعراض جانبية خلال مدة لا تتجاوز3 أشهر بالمقارنة مع العقاقير المتاحة حاليا التي لا تتجاوز نسبة الشفاء عند استخدامها بنسبة أكثر من60% في أحسن الظروف,بدأت أزمة جديدة تلوح في الأفق تكاد تبدد أمل مرضي فيروس سي في الشفاء وهي مشكلة تسعير الدواء الجديد. ففي تقرير نشرته مجلة فوربس رجحت طرح عقار سوفوسبيوفير للمرضي بالولاياتالمتحدةالأمريكية خلال عام بتسعيرة تتراوح بين80 الف دولار إلي90 الف دولارخاصة أن الشركة المطورة للعقار أنفقت11 مليار دولار لتطويره وأيضا لعدم وجود عقار منافس يحقق النتائج نفسها ويعالج جميع أنواع سلالات فيروس سي بما فيها المنتشرة في مصر. وجاء في التقرير علي لسان أندرو هيل أحد الباحثين في جامعة ليفربول أن لدي الشركة المنتجة لعقار سوفوسبيوفير خيارين فأما علاج عدد قليل جدا من المصابين بمرض فيروس سي بتكلفة عالية جدا, او تخفيض التكلفة للوصول إلي أكبر عدد ممكن من المرضي في أنحاء العالم للقضاء فعليا علي المرض, فالتكلفة تعتبر مرتفعة حتي في دولة كالولاياتالمتحدةالأمريكية تضم4 ملايين مصاب بفيروس سي واوضح هيل بدون وقف خطط الشركة لطرح السوفوسبوفير بسعر منخفض فلن يكون للعلاج الجديد أي تأثير, حتي في الولاياتالمتحدةالأمريكية, متوقعا أن تكلفة إنتاج الجرعة اليومية لمريض فيروس سي من سوفوسبيوفير التي تعادل400 مللي جرام تتراوح بين68 إلي138 دولارا بينما يحتاج المريض تناول تلك الجرعة من العلاج يوميا علي مدار3 أشهر. وبدأ عدد من المنظمات الحقوقية ومناصري حق الفقراء في تلقي العلاج بحث الشركة علي طرح العقار بسعر مخفض أسوة بتخفيض أسعار العقاقير المعالجة لمرض الأيدز حتي لا تدفع حكومات الدول الفقيرة إلي إصدار تراخيص لإنتاج الدواء دون الرجوع للشركة أو مراعاة براءة الاختراع, إلا أن الشركة ترفض طمأنة مرضي فيروس في أنحاء العالم. من جانبه يقول الدكتور سعيد عون وكيل وزارة الصحة سابقا: إن فعالية الدواء الجديد في القضاء علي فيروس سي أهم من تكلفته, وإذا كانت النتائج التي أعلنتها الشركة المنتجة لسوفوسبوفير حقيقية وتصل بنسبة الشفاء إلي98% فهو يستحق أي مبلغ, مشددا علي ضرورة إجراء تجارب علي العلاج الجديد علي مرضي مصريين من أعمار مختلفة ومناطق جغرافية متعددة سواء لمصابين من المناطق الريفية أو الدلتا ولمدة تتجاوز تسعة أشهر للتأكد من مدي استجابة مرضي فيروس سي في مصر للعلاج لكون التجارب التي أجرتها الشركة علي مرضي مصريين ليست كافية حتي الآن وأيضا لأن90% من مرضي فيروس سي المنتشر في مصر مصابون بالسلالة الرابعة والتي لا تنتشر إلا في مصر. ويطالب الحكومة والجمعيات الأهلية بالتعاون في توفير قيمة العقار الجديد في حالة ثبوت جدواه في علاج المرضي المصريين المصابين بفيروس سي خاصة أن أغلب المصابين بالمرض في مصر فقراء, مؤكدا قدرة الحكومة علي الدخول في مفاوضات مع الشركة المطورة لعلاج سوفوسبيوفير لتخفيض سعره في مصر لأن مصر هي الدولة الأولي في العالم بالإصابة بالفيروس. وبنظرة متفائلة, يري الدكتور جمال عصمت أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب القاهرة رئيس وحدة زراعة الكبد بطب قصر العيني, نائب رئيس جامعة القاهرة أن طرح الدواء في أوروربا وامريكا بسعر مرتفع يصل إلي90 ألف دولار لا يعني اننا سنضطر لشرائه بنفس السعر, مؤكدا أننا في مصر لا نتعامل مع شركات ويمكننا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمات حقوق الإنسان الضغط علي الشركة المنتجة للعقار بهدف تخفيض سعره ليصل إلي ما يقارب سعر الإنترفيرون, مشيرا إلي أننا نجحنا في مصر في الضغط علي الشركات المنتجة لدواء الانترفيرون لتخفيض السعر90%, حتي حصلنا عليه في حدود15 ألف جنيه للكورس, وهو ما يقل عن سعر الأنترفيرون في أوروبا بينما يباع في أوروبا وأمريكا بما يعادل150 ألف جنيه, كما يؤكد أننا نجحنا في الحصول علي أدوية لعلاج فيروس بي بما يعادل5% من قيمتها العالمية, وبالتالي يجب علينا بدء التفاوض مع الشركة المنتجة علي تخفيض سعر السوفوسبيوفير.