هل يجوز إعطاء اللاجئين من دولة أخري من الصدقات والزكاة المفروضة؟ يجيب عن هذا السؤال الدكتور سعيد عامر, أمين عام لجنة الفتوي بالأزهر الشريف, قائلا: إن اللاجئين الأجانب سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين يجوز إعطاؤهم الصدقات, ويجوز إنشاء صندوق وقفي يصرف من يصرف من ريعه عليهم, سواء سكنا أو عطاء أو طعاما أو علاجا أو تعليما أو انتقالا...الخ, ويجوز إعطاء الزكاة المفروضة للمسلمين منهم دون غيرهم, لأن شعيرة الزكاة تختص بالمسلمين دون سواهم, فعلي كل قادر أن يسهم في ذلك مساهمة تناسب قدراته وما يطلبه من خير وجزاء عند الله تعالي, ومن ذلك ما فعله الأنصار مع المهاجرين, قال الله تعالي:( والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) سورة الحشر الآية.9 زوجي علي درجة كبيرة من الثراء ولكنه مع الأسف الشديد لا يخرج زكاة ماله, وكذلك لا يحج بيت الله الحرام, وقد نصحته كثيرا بأن يخرج زكاة ماله ويؤدي فريضة الحج, ولكنه لم يستجب فماذا أفعل؟ يجيب أمين عام لجنة الفتوي, مؤكدا أن هذه المرأة التي قدمت هذا التساؤل هي مخلصة بالطبع لزوجها, من مدي حبها له وخوفها عليه, وحرصها علي الدين, وقال: أولا, إن هذا الزوج لديه القدرة والاستطاعة علي أداء الزكاة والحج, وأنا أهيب بهذا الزوج الذي هيأ الله له الحصول علي هذا المال الوفير أن ينفق منه في مواطن الحقوق والواجبات, ومن أهمها إيتاء الزكاة التي أوجبها الله تعالي علي الغني يؤديها للفقير والمسكين..الخ, للأصناف المذكورة في قول الله تعالي إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم سورة التوبة, وقد جعل الله الزكاة ركنا من أركان الدين, وقاعدة في بنائه المتين, روي الطبراني عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم, إن الله فرض علي أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا أو عروا إلا بما يضع أغنياؤهم ألا وإن الله يحاسبهم حسابا شديدا ويعذبهم عذابا أليما, ثانيا, من الخير لهذا الزوج التعجيل بأداء فريضة الحج لا سيما أنه ليس هناك ما يحول بينه وبين أدائها, فالله تعالي يقول: ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين آل عمران الآية97, وروي الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما, قال: ومن كان له مال يبلغه حج بيت ربه أو تجب عليه فيه زكاة فلم يفعل سأل الرجعة عند الموت, فقال رجل: يا ابن عباس إنما سأل الرجعة الكفار؟ فقال: سأتلوا عليك بذلك قرآنا:( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون. وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلي أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين) سورة المنافقون الآية10,9.