هي صناعة شديدة الحساسية بل إنها تكاد تكون زجاجية الطابع من فرط تأثرها بما حولها وكذلك تأثيرها فيه, فلا شك أنها أكثر القطاعات تضررا خلال السنوات الأخيرة.. خسائرها بالمليارات, حملت معها هموم وخسائر4.5 مليون عامل يعملون في قطاع السياحة. فالإرشاد السياحي هاجر ما يقرب من ربع العاملين به.. حالها الآن يؤكد أنها لا تزال علي جهاز التنفس الصناعي بعد أن أعلن خبراؤها أكثر من مرة أنها ماتت إكلينيكيا.. إلا أن قرارات رفع حظر السفر إلي مصر من كثير من الدول وأحدثها روسيا وإيطاليا وقبرص منحها قبلة الحياه من جديد لتبدأ في التعافي.. من خلال السطور التالية نتناول الأوضاع الحالية وروشتة العلاج للخروج من المأزق الحالي بعيون أبنائها والخبراء المتخصصين.. الصورة لا تحتاج تعليقا والكلام لا يحتاج المنشآت السياح مغلقة حتي اشعار آخر! تأكيدا فحال السياحة في مصر ليس خافيا علي أحد فالشركات والفنادق والبواخر العائمة والقري السياحية تصرخ بأعلي صوتها أنقذونا. والخسائر بالمليارات, وهناك أكثر من4 ملايين عامل في هذا القطاع يجهزون أنفسهم ليودعوا هذه المهنة كما فعل غيرهم خلال الفترة الماضية. فالعمل في السياحة حاليا أصبح مجازفة غير مأمونة العواقب,خسائر السياحة منذ قيام ثورة25 يناير تتجاوز حدود العقل حيث تتجاوز60 مليار جنيه والعام الحالي نصيبه20 مليار جنيه كما أن هناك275 فندقا عائما متوقفا عن العمل ولم تكن هذه الضربة الوحيدة للسياحة, حيث تراجع الإنفاق السياحي في مصر إلي16 دولارا في اليوم وهذا أقل معدل إنفاق في العالم وهذه كارثة كبري علي مستقبل السياحة في مصر. أما الفنادق فليست أفضل حالا من الفنادق العائمة حيث بلغت نسبة الإشغال في أسوان16% وفي الأقصر12% وفي الإسكندرية26%, إلهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية اعتبر أن السياحة تعيش أوضاعا مأساوية, وصورة مصر في الخارج غير جيدة والإعلام الغربي يضخم من الأحداث ووزير السياحة يحاول جاهدا تغيير الصورة وبذل مزيد من الجهد, لكنه يعمل بمفرده وهذا لن يؤدي إلي نتائج ايجابية, وهناك فرص جيدة في صالح السياحة المصرية يجب استغلالها وهي أن منظمي الرحلات في الخارج يفضلون التعامل مع مصر لأنها تحقق أرباحا كبيرة لهم ولا بد من تشجيع هؤلاء علي استمرار وضع مصر علي خريطة السياحة العالمية, و لابد من طمأنة السياح الأجانب كما يجب طرح أفكار جديدة مثلما حدث بعد مذبحة الأقصر عام97, حيث تم التعاقد مع شركة علاقات عامة دولية لتغيير صورة مصر. وأكد الزيات أن الأزمة الحقيقية التي تواجه السياحة في مصر تتمثل في تراجع معدلات إنفاق السائح, حيث تراجعت إلي16 دولارا يوميا, وهذا من اقل معدلات الإنفاق علي مستوي العالم, وهذا المبلغ لا يساوي فنجان قهوة في فنادق فرنسا, وللأسف الشديد أصحاب الفنادق في مصر مجبرون علي ذلك لأنهم لديهم حد أدني من الإنفاق لا بد من تحقيقه. الفنادق العائمة تغرق قال محمد أيوب رئيس شعبة الفنادق العائمة باتحاد الغرف السياحية, إن الفنادق العائمة تعمل منها5 مراكب من أصل280 فندقا, وهذا معناه أن نسبة الإشغال لا تتجاوز5%, وتواجهنا تحديات كبيرة أهمها هروب العمالة المدربة من قطاع السياحة, وتم إنفاق مبالغ مالية كبيرة علي تدريبهم خلال السنوات الماضية, والحكومة لم تقدم لنا سوي مساعدة واحدة وهي إعفاء الفنادق العائمة من رسوم الرسوم أما الضرائب وفوائد البنوك مستمرة كما هي, ونطالب الدولة بدعم هذا القطاع كما دعمت قطاع الصناعة, وأضاف أن خسائر قطاع الفنادق العائمة تجاوز خلال السنوات الثلاث الماضية20 مليار جنيه. بيوت أشباح أما هيثم نصار عضو مجلس إدارة غرفة الفنادق, فأكد أن الفنادق هي المتضرر الأكبر في قطاع السياحة, فالسياحة لم تتعاف كما يروج البعض ولن تعود سوي بمزيد من الجهد والعمل, فنسب الأشغال حاليا لا تتجاوز32%, وبلغت العام الماضي48%, وفي أسوان بلغت النسبة16% وفي الأقصر12% وفي الإسكندرية26% والجيزة30% والقاهرة36% وجنوب سيناء50% والبحر الأحمر55%, و الكارثة الكبري علي السياحة كانت خلال شهر سبتمبر الماضي, حيث بلغت في أسوان7% والأقصر4% و25% في الجيزةوالقاهرة والإسكندرية وجنوب سيناء..ولكن لا شك أن قرار العديد من الدول رفع حظر السفر إلي مصر سيكون له تأثير ايجابي خلال الفترة المقبلة, خاصة مع الاحتفال بأعياد الكريسماس, وانه علي الحكومة العمل علي تنشيط السياحة بجنوب سيناء بشكل كبير حيث يوجد بها62 ألف غرفة فندقية, أما القاهرة فيوجد بها17 ألف غرفة فقط, وبلغ عدد الزائرين خلال العام الحالي حتي شهر يوليو6.6 مليون سائح بواقع17 مليون ليلة سياحية, بإيرادات بلغت8.4 مليار دولار, وفي عام2012 زار مصر11.5 مليون سائح ادخلوا10 مليارات دولار, وفي عام2010 كان عدد الزائرين14 مليونا بإيرادات بلغت12 مليارا ونصف المليار دولار, بواقع147 ليلة سياحية. واعترف عضو مجلس إدارة غرفة الفنادق ان هناك أعدادا كبيرة من الفلسطينيين والسوريين والليبيين تم دخولهم إلي مصر خلال السنوات الثلاث الماضية للعلاج أو الدراسة أو الإقامة الدائمة وللأسف الشديد تتمسك الدولة بإضافتهم ضمن قوائم السياحة الوافدة الي مصر, وهؤلاء يقدر عددهم ب2 مليون وافد. أسامة خيري عضو الجمعية العمومية لشركات السياحة قال أن تطبيق حظر التجوال أثر بشكل كبير علي قطاع السياحة وخاصة السياحة العربية وان خسائر السياحة العام الماضي بلغت70%, وان التربص المستمر من بعض الفضائيات العربية والإعلام الغربي للأحداث في مصر ومحاولة إشعالها وتصويرها للعالم بأنها حرب أهلية, جعل الأجانب يرفضون السفر إلي مصر..و مما يضاعف خسائر السياحة حاليا, الحرب التي تواجها الدولة من تنظيم الإرهاب في سيناء, خاصة أن السياح الأجانب يفضلون السفر إلي شرم الشيخ والغردقة ومدن سيناء, وهناك ضرورة ان يقوم الاتحاد العام للغرف السياحية بعرض جميع شركات السياحة المصرية في الخارج وليس عدد محدد من الشركات كما يحدث الآن.