المذيع يجب أن يكون محايدا وان يعرض جميع وجهات النظر وليس وجهة نظره الشخصية.. هكذا عرفنا ما يجب ان تكون عليه البرامج وما يجب ان يلتزم به المذيع تجاه المشاهد. ولكن ما نراه اليوم علي الشاشات لا يمت للمهنية بصلة.. لميس الحديدي مثال صارخ لخروج المذيع عن تقاليد المهنة وعدم التزامه بواجباته, وأهمها أن يكون علي الحياد, فبرامجها لا تخلو من وجهات نظرها المتعصبة لفريق علي حساب آخر, أو تتحول إلي ضيف ومحلل لتتقمص جميع الوجوه, وتستحوذ علي الشاشة وحدها فتجدها أمامك مذيعا وضيفا ومحللا سياسيا في وقت واحد, لميس الحديدي تعمل بقاعدة ان ذاكرة المصريين ضعيفة ولن تستوعب وتتذكر انها كانت تعمل في حملة الرئيس المخلوع حسني مبارك في2005 لرئاسة الجمهورية, وكانت تدافع عن سياساته وتدافع عن نظامه وتتغزل فيه, ولعل رد الأستاذ أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام الأسبق عليها كان بليغا عندما اتهمته بأنه فلول فرد عليها قائلا: إذا كنت أنا فلول فأنت( أم الفلول), وكانت من حاشية التوريث وداعمة لجمعية شباب المستقبل التي كانت واجهة جمال مبارك في التوريث من منطلق مساعدة الشباب, وعندما قامت الثورة كانت ضد أن يرحل من كانت تروج له بالأمس, وعندما أصبح رحيله حقيقة مؤكدة ونجاح ثورة يناير واقعا رغما عنها تبدل جلدها وغيرت القناع وارتدت قناع الثورة وأصبحت تدافع عن النظام البديل, وبعد30 يونيو أصبحت تروج لنفسها كثورية لها الفضل في إزاحة النظم الظالمة لمصر وشعبها منتظرة من المشاهد ان يصدق انها محرك الثورات ضد من كانت تقدسهم وتعمل لحسابهم يوما ما, وليس غريبا ان تصنفها دراسة أجراها المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام بعنوان تكامل مصر باعتبارها أسوأ إعلامية في مصر, ولأنها لا تقبل المختلفين معها فقد كتبت عبر تويتر عبارات ضد المركز والعاملين فيه. سقطاتها اليومية لا تعد ولا تحصي, ولها علي مواقع اليوتيوب نصيب من مقاطع السقطات, منها ماذكرته عن وجود تجاوزات ايام الانتخابات وان مدرسة سعد زغلول بإحدي الدوائر الانتخابية لا يوجد بها قضاة واذا بقاض من اللجنة يكذب ماتقول, ومرة اخري في برنامج مصر تنتخب في وقت انتخابات مجلس الشعب عندما ذكرت اسم المرشح(محمود عشماوي) في أحد الدوائر فيأسيوط علي انه من فلول الحزب الوطني المنحل( الذي كانت تروج له) في انتخابات2010 واتضح انه مرشح عن حزب النور وانه لم يترشح يوما ما عن الحزب الوطني لأن سنه ببساطة لم تكن يسمح له بالترشح قانونيا وهو ما دفع النائب لرفع دعوي قضائية ضد(لميس عبد الحميد فهمي) وضد القناة ومالكها( محمد الأمين رجب). وقد تناست وقتها أن المادة48 من القانون رقم124 لسنة2011 تنص علي أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تتجاوز ال5 سنوات, وغرامة لا تقل عن10 آلاف جنيه, ولا تتجاوز ال100 ألف لكل من نشر أو أذاع أخبارا أو أقوالا كاذبة عن الانتخابات أو سلوك أحد المرشحين أو أخلاقه مع علمه بذلك, بقصد التأثير في نتيجة الانتخابات أو الاستفتاء, كما ان ميولها كانت واضحة في الانتخابات الرئاسية, فكانت تنفعل علي حملة مرشح بعينه وقالت لأعضاء حملته علي الهواء اهدوا علينا شويه عندما وضحوا للمشاهد تحيزها ونشرها أخبارا غير دقيقة عن مرشحهم, بل ووجهت في احدي الحلقات عبارة ابقي وريني هتحكم ازاي, وحتي قبل أيام قليلة كذبها رئيس اتحاد الطلبة بجامعة الزقازيق بعد ان علق علي مداخلة لآخر علي انه هو رئيس اتحاد الطلبة وهو مانفاه الشخص الاصلي علي عدة مواقع. كما ان استفزازها للضيوف كي تثبت قناعتها تجاه أمر معين غير خاف علي المشاهد المصري, وكثيرا ماوضعت نفسها عرضة للإحراج نتيجة تخليها عن الحيادية وتبنيها لوجهة نظر تسعي لإثباتها بكل الطرق, وكان أشهرها هو حديثها مع السفيرة الامريكية بعد فوز الرئيس المعزول, وهو ما استهجنته السفيرة, رغم إلحاح المذيعة وإعادتها للأسئلة بطرق مختلفة اصرارا منها علي ان يكون رأيها هو الصحيح. أما من يعارض المذيعة علي الهواء في مداخلة تليفونية فإن مصيره هو قطع الاتصال الهاتفي عنه دون مراعاة للآداب أو المهنية كما سبق ان فعلتها مع نادر بكار المتحدث باسم حزب النور في احدي الحلقات التي تناولت هجوم بعض السلفيين علي مقر حزب الوفد بعد ان طالبها بكار بعدم تحديد متهمين بأعينهم قبل التأكد وقبل ظهور التحريات والدلائل ولكن الكلام لم يعجبها لينقطع الاتصال فجأة حتي دون ان تعيد الاتصال به مرة اخري. سياسة قناة سي بي سي معروفة لأغلب المشاهدين بأنها قناة التطبيل لجهات معينة تتضمن مؤسسات ورجال أعمال وأذناب نظام منحل, تتكلم كلسان حالهم وتعادي أعداءهم, وهو ما وضح جليا في منع أحد البرامج التي تدر دخلا لا بأس به للقناة مقابل ازدراء هؤلاء, وهم يقينا سيعوضون القناة خسائرها مقابل هذه الخدمة او قد تكون الارضاءات مجانية.. قطع برنامج باسم يوسف كشف وجها قبيحا للقناة التي كثيرا ما هاجم مذيعيها وكشف ابتعاد اغلبهم عن المهنية, وكشف أيضا كذب ادعاءات القناة التي ظهرت في غفلة من الزمن وسط علامات استفهام عديدة علي مالكها, ومن يكون؟ وما دخله بالإعلام؟