تختتم اليوم بالنمسا أعمال المؤتمر العالمي لحوار الأديان, الذي ينظمه مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات( كاسيد) تحت عنوان: دور التعليم في إثراء ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات بمشاركة500 من القيادات الدينية والخبراء وأصحاب القرار العاملين في المجالات التربوية والثقافة من90 دولة عربية وأجنبية. ويمثل مصر في المؤتمر الدكاترة عباس شومان وكيل الأزهر, وإبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية, ومصطفي الفقي. وناقش المؤتمر صورة الآخر وأثرها في نجاح الحوار بين أتباع الأديان والثقافات, ودور المنظمات الدولية في علاج أوجه القصور والتشويه في صورة الآخر بين أتباع الأديان والثقافات, وأفضل الممارسات والتطبيقات في السياسات التعليمية, بالإضافة إلي صورة الآخر ضمن سياق النظرة التاريخية, وسبل الاستفادة من التقنيات الحديثة في تقديم صورة موضوعية صادقة عن الآخر لدي أتباع الأديان والثقافات كافة, ونشر السلام والتسامح والتعايش بين الأديان وظاهرة التعصب التي تصاعدت وتيرتها في الإعلام الغربي في الفترة الأخيرة وكيفية تقديم الصورة الحقيقية السمحة والمعتدلة للإسلام في المجتمع الأوروبي. وعلي هامش المؤتمر نظم السفير المصري بالنمسا لقاء موسعا للدكتور عباس شومان, وكيل الأزهر, ووفد الكنيسة المصرية مع السفراء العرب بفيينا. وأكد شومان, إدراك الأزهر أهمية الحوار لنشر قيم السلام والتسامح, ورعاية حوار الحضارات والانفتاح علي الآخر انطلاقا من ثوابت شرعنا الحنيف, الذي قبل الآخر كمكون من مكونات الدولة الإسلامية. وأشار إلي أن التنسيق في المواقف المتعلقة بالمصلحة العامة للوطن بين الأزهر والكنيسة أصبح مثالا يحتذي به, وان اختلاف المعتقد لا يعني عدم إمكانية التعايش السلمي والتعاون لمصلحة الجميع, فالدين لله والوطن للجميع. من جانبه عرض الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية, تجربة دار الإفتاء العالمية في مجال التواصل بين أصحاب الحضارات والثقافات والأديان باستخدام أدوات التكنولوجيا العصرية لنشر السلام والتسامح والتعايش بين الأديان. وأكد أن التعايش بين الأديان يستلزم التصدي لظواهر التعصب والإسلاموفوبيا, والتي زادت وتيرتها في العديد من وسائل الإعلام الغربية التي لا تبرح وصف الإسلام بالرجعية والإرهاب, مشددا علي أن هذه الموجات العدائية من شأنها أن تعرض كل جهد يبذل في مجال التقارب والتعايش للخطر بأن تفقده جدواه وتفرغه من مضمونه.