قلوب معلقة بالأمل في الشفاء, وأخري حائرة تنتظر مخرجا لفك الكرب, وثالثة تتألم في صمت لأنها لا تجد من يسمعها وغيرها ترتجف خوفا من مجهول قد يفوق احتمالها, ومثلها تائهة لا تجد يدا تلتقطها من كارثة. حكايات عجيبة تدمي القلوب وتدمع لها العيون و يتألم لها الوجدان و لكنها في النهاية ليست بعيدة, فهي جزء منا يعيش فينا لأنها ببساطة نماذج من الحياة . بعد أن فقدت كل شيء..امراة حياتها الأحزان تساقطت دموعها قبل ان تنطق كلمة واحدة تنظر الي في صمت وترقب التقطت عيناها من بين عشرات كانوا في انتظاري رفعت زينب عدسات نظارتها الزجاجية وجففت تلك الدموع التي تتسابق علي وجنتيها فقد تجرعت من الآلام كل شيء علي اختلاف نوعها فقد ذاقت ذل الحاجة عندما مرض زوجها وعاني من مياه بيضاء وزرقاء علي عينيه وتسببت العملية من خلال خطأ طبي ان يفقدهما تماما بعد ضمور العصب البصري ولانه يعمل نجارا فلم يعد له عمل بعد فقدان نظره. ولكن لملمت زينب شتاتها فنجلها الاكبر32 عاما في ظهرها ويساعدها, إلا ان القدر كان لها بالمرصاد لتفقد فلذة كبدها بعد ان قتل هذا الابن لانه شهد شهادة حق علي عاطل امام القضاء ليقتله عقابا له علي هذة الشهادة وتصبح الام الثكلي بلا مصدر رزق ومجبرة علي تحمل ذل العمل في المنازل حتي تنفق علي بناتها الثلاث والزوج الكفيف. وارتضت زينب بقضاء الله ولم يبقي لها إلا البكاء علي فلذة الكبد المفقودة والزوج الضرير ليضعف نظر زينب لدرجة جعلت عملية تصحيح الابصار ضرورة والا فلا عمل في المنازل لزينب والهلاك جوعا لهذة الاسرة ولكن من اين لها ان تجري تلك العملية, وبالنسبة لفقدان البصر فهو لا يهم بقدر فقدان الرزق ولكن بالنسبة لها الاثنين مرتبطين. الموجع ان العمل بالنسبة لزينب في المنازل اصبح امرا شاقا وكل حلمها خمسة الاف جنيه تشتري به بعض الملابس لتتاجر فيها وتكسب قوت يومها دون مذلة وتكفي اسرتها وبناتها ذل الحاجة. الأخوان في انتظار الرحمة.. رضا وأقدام الفيل ارتعدت عندما رأيت حجم ما تعانيه, فهي ليست امراة بدينة فحسب بل ان رضا عبارة عن كتلة من الالام تتحرك علي أقدام الفيل, جاءتني هذة السيدة التي بلغت من العمر الاربعين في صحبة اخيها فقد فرض عليهما القدر ان يعيشا وحيدين بلا اب او ام او عائل ولم يجد امامه هذا الاخ بدا من العمل يوميا ليكسب جنيهات قليلة ينفقها علي امراض اخته المتعددة التي لا تنتهي, ولكنه يحتمل لدرجة جعلته يصل لعامه الثالث والاربعين دون ان يتزوج لان ضيق ذات اليد يجعله يكفي النفقات الضرورية من الطعام والدواء ويرفض فكرة ان يترك اخته المريضة لاي سبب حتي لو بقي طيلة عمره بلا زواج. اما رضا فهي تائهة بين الاوجاع فبين فقرات الظهر والضغط والسكر تحتار المسكينه اما مرض الفيل فهو يقتل ليعيش الانسان ميتا علي قيد الحياة هذة ليست ادعاءات فهي تعاني من السمنة المفرطة اضافة الي اصابتها بمرض الفيل هذا, ناهيك عما تعانيه من اورام تشبه الاحجار في جسدها علي حد تعبيرها وتخضع للاشعاع للتخلص منها كلما ظهرت. ولكن شاء الله ان يرحمها فقد قرر لها احد الاطباء العلاج ولكن بعد التخلص من السمنة المفرطة باجراء عملية وعلاج دوائي يتكلفان14 الف جنيه ساهم اهالي الخير بستة الاف جنيه منها ومازالت في حاجة الي53 الف جنيه اخري. العملية اصبحت ملحة للاخ اكثر من اخته فهو يخشي ان يعيش وحيدا بدونها بعد ان وهب حياته لأجلها فهل يجد قلبا رحيما ينقذهما.