برغم أنها نالت قسطا وفيرا من التعليم وأصبحت معلمة تربي الأجيال وبرغم أنها كانت منتقبة وبرغم أنه تزوجها بعد طلاقها من شخص آخر برغم أنها تكبره بأكثر من17 سنة ورغم أنها أيضا أنجبت منه طفلة مازالت صغيرة تحبو لكنها ضربت بكل هذه الاعتبارات عرض الحائط ويبدو أن إرتداءها للنقاب كان فقط من أجل أن تخفي به خصالها السيئة واجرامها الدفين بين طيات صدرها حيث تجردت هذه الزوجة من كل مشاعر الإنسانية وقررت التخلص من زوجها وذهبت خصيصا لمقر موطنها الأصلي بالإسماعيلية وهو أيضا موطن زوجها وطليقها السابق لتتفق مع ثلاثة يحملون نفس صفاتها منهم قريب لطليقها لكي يأتوا اليها للغردقة للتخلص من زوجها مقابل مبلغ مالي لهم وهو مبلغ الجمعية التي يشارك فيها الزوج مع آخرين والتي قد حل دوره لاستلامها لكن كل تخطيطاتها بأن جريمتها لن تنكشف باءت بالفشل وتكشفت أبعاد الجريمة التي شهدتها إحدي أكثر المناطق هدوءا ورقيا في الغردقة الجميلة وكان لموتور سيارة الزوج المجني عليه نصيب الأسد في كشف أبعاد هذه الجريمة النكراء خاصة في عدم تمكن الجناة من نقل جثة القتيل من مسرح ارتكابها إلي مكان آخر للتخلص منها لكن يبدو أن سيارته تحالفت معه حتي لا يضيع حقه. بداية هذه المأسة الإنسانية بلاغ كان قد تلقاه اللواء حمدي الجزار مدير أمن البحر الأحمر من المقدم أحمد لاشين رئيس مباحث قسم ثان شرطة الغردقة يفيد بالعثور علي جثة شخص يدعي أحمد إسماعيل متولي24 سنة ملقاة بجوار سيارته التي تقف بجوار مسكنه بمنطقة الهلال بالغردقة وبها إصابات بالغة وأن المجني عليه يعمل في مجال توريد العصائر وعلي الفور تم تشكيل فريق بحث ضم العمداء أحمد صادق مدير إدارة البحث الجنائي ومنتصر عويضة مفتش فرع الأمن العام وصلاح فراج رئيس مباحث المديرية وكشفت التحقيقات الأولية أن زوجة المجني عليه وتدعي عبير السيد وتعمل مدرسة قد اتصلت بأحد معارف زوجها أخبرته أن بعض الأشخاص يقومون بالأعتداء علي زوجها أمام مسكنه وطلبت منه الحضور لانقاذه وعلي الفور قام هذا الشخص بابلاغ الشرطة والتوجه لمكان المنزل وكانت المفاجأة العثور علي القتيل مدرجا في دمائه بعدها تولد شك لدي المقدم رضا النحاس مفتش مباحث القسم والرائد طارق سكر معاون المباحث بأن الزوجة قد تكون بطلة هذه الجريمة وتمكن الرائد أحمد حبشي من ضبطها وبعد تضيق الخناق حولها إنهارت أمام تحقيقات المقدم أحمد لاشين رئيس مباحث القسم والعقيد عاصم الشريف وعلاء عبدالعزيز بإدارة البحث الجنائي وراحت الزوجة تبوح بأسرار الجريمة حيث قالت أن زوجها كان دائم السهر خارج المنزل وكان مقصرا معها في الحقوق الشرعية وأنه سبق أن طعنها في شرفها واتهمها بالخيانة وفي الفترة الأخيرة شعرت بحالة من اليأس وسئمت الحياة معه وأنها قبل الجريمة بعشرة أيام سافرت إلي بلدتها بالإسماعيلية وتقابلت مع3 من معارفها وهم محمود محمد وحمادة حسان ومحمد علاء والأخير قريب طليقها السابق وطلبت منهم مساعدتها في التخلص من زوجها فطلبوا منها مبلغا من المال فأخبرتهم أن زوجها سوف يتسلم مبلغ من جمعية مشترك فيها وفور حصولها منه علي هذا المبلغ سوف تمنحه لهم وقبل وقوع الجريمة بيومين حضر المذكورين للغردقة وبعد أن تسلم زوجها مبلغ الجمعية ومنحه لها وخلال وجوده خارج المنزل اتصلت بهم وحضروا لمسكنها وأدخلتهم غرفة النوم لانتظار الزوج وبالفعل فور وصوله ودخوله لغرفة النوم كان هؤلاء الأشخاص في انتظاره حيث كانت بحوزتهم قطعة حديدية لها رأس مدببة ضربه أحدهم علي رأسه ثم خنقوه بكيس وأخرجوه من الغرفة وتوجهوا به لسيارته كي يقوموا بنقله لمكان بعيد للتخلص من الجثة ولكن كان القدر لهم بالمرصاد حيث فور قيامهم بتشغيل السيارة إنبعثت من الموتور أدخنة كثيفة فانزلوا الجثة واصيبوا بالارتباك وفروا هاربين تاركين الزوجة وحدها والتي قامت بالاتصال بأحد معارف زوجها تخبره بأن بعض الاشخاص يعتدون علي زوجها خارج المنزل وتمت احالة الزوجة إلي عبدالمنعم حماد وكيل نيابة الغردقة الذي أمر بحبسها أربعة أيام علي ذمة التحقيق وضبط وإحضار بقية المتهمين.