للأسف, واضح أنه لا توجد لدينا أي فكرة عن الرياضة, لا معناها, ولا مفهومها, ولا الهدف منها. معلوماتنا عن الرياضة أنها أهلي وزمالك وصراعات ومصالح وتعصب وشتائم وإدارات بيزنس, وأشباه نجوم, ونجوم بوشين, ونجوم بمليون وش, ومناخ كفيل بإفساد أي موهبة حقيقية أصلا! بالتأكيد, العالم كله يتعامل مع الرياضة علي أنها صناعة وتجارة, ولكنه مع ذلك يدرك أنها في النهاية رياضة, يعني أنك قد تخسر اليوم, ولكنك قد تفوز غدا, فقط عليك بذل الجهد ومحاولة تحقيق الفوز حتي ولو كان خصمك أفضل منك, وحتي إن كانت إمكانياتك لا تسمح بذلك, فعليك أن تحاول وتكافح فربما يقف الحظ بجانبك وتحقق المفاجأة, وإما أن تنجح في إمتاع الناس فيصفق لك الجميع رغم خسارتك. فإلي الآن, لم يولد بعد هذا الفريق السوبرمان القادر علي الفوز للأبد, فالبرازيل نفسها تخسر, وبرشلونة كذلك, وميسي أعظم لاعب في العالم فشل مع فريق بلاده الأرجنتين في آخر كأس عالم وخرج بفضيحة علي يد ألمانيا, والبرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو مهددة بالغياب عن المونديال المقبل! أما عندنا, فقد انقلبت الدنيا بعد الهزيمة الكبيرة التي لقيها منتخبنا أمام غانا6-1 في كوماسي, وأصيب الجميع باليأس, واعتبرنا أن حلم التأهل للمونديال تلاشي, وظهرت تعليقات تطالب منتخبنا بالانسحاب من مباراة العودة الثلاثاء المقبل ترشيدا للنفقات, أو تجهيز أنفسنا لعد الأهداف التي ستدخل مرمانا في تلك المباراة, وهو ما يعكس جهلا مطبقا بمعني الرياضة. فالرياضة يا سادة تؤكد أن المستحيل ممكن, بشرط أن تكون لدينا إرادة للفوز, حتي ولو كنا أقل من خصومنا, فملاعب العالم شهدت وقائع كثيرة تحقق فيها ما هو أصعب من ذلك, فلكل مباراة ظروفها! فقط علينا أن نتجرأ ونلعب بشراسة للفوز, وأن نهاجم طوال المباراة, ولو بعشرة لاعبين, فربما حققنا المستحيل وفزنا بالخمسة, وقد نفوز ولا نتأهل, ووقتها سيصفق لنا العالم, أو ربما نخسر بهدف أو بستة أهداف أخري, لا فرق, ووقتها لن يضيرنا شيء, ولنصفق للفائز, ولكننا سنكون علي الأقل قد احترمنا أنفسنا, وفهمنا معني كلمة رياضة! لمزيد من مقالات هانى عسل