قام أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عصر الجمعة 15 نوفمبر 2013 بزيارةإلى ولاية آراكان بميانمار هي الأولى منذ اندلاع أعمال العنف. وجاءت زيارة إحسان أوغلو على رأس وفد ضم أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي، و محمود يوسف وزير الخارجية الجيبوتي، ورؤساء وفود المملكة العربية السعودية، ومصر، وماليزيا، وبنغلاديش، وإندونيسيا، واستهدفت مخيمات النازحين والمتضررين جراء أحداث صيف 2012 من المسلمين والبوذيين. واشتملت الزيارة الميدانية جولة في مخيم "مونج داو" الذي يقطنه مسلمون وبوذيون حيث استمع الوفد لأبرز شكاوى الطرفين كما حرص على تفنيد الفهم الخاطئ إزاء دور منظمة التعاون الإسلامي في الأحداث التي جرت في ميانمار، نافيا الشائعات التي أوردتها بعض التقارير الصحفية حول تدخلها في شؤون الولاية ومؤكدا في الوقت نفسه، موقفها من عدم التفريق في مبدأ تقديم المساعدات الإنسانية لكلا الطرفين في مخيمات النازحين. كما نفى إحسان أوغلو أن تكون التعاون الإسلامي منظمة دينية مشددا على أنها منظمة سياسية تجمع في عضويتها العديد من الدول التي تجمعها علاقات جيدة مع حكومة ميانمار. وأكد إحسان أوغلو أن بناء الثقة بين البوذيين والمسلمين هو أول الطريق الذي من شأنه أن يجسر الهوة بين الجانبين داعيا أبناء الديانتين إلى التعايش والالتفات إلى بناء ولايتهم، ونبذ الخلافات فيما بينهم. وأدى الوفد صلاة الجمعة في مسجد ثاباتشونغ في قرية مسلمة قرب العاصمة سيتوي كما التقى إحسان أوغلو بسكان القرية، والمخيم القريب، من المسلمين، واطلع على أوضاعهم، واستمع إلى شكاويهم.وطمأن الجموع الغفيرة التي احتشدت للقاء وفد المنظمة مؤكدا أنه تلقى تطمينات من الحكومة الميانمارية بشأن تعديل أوضاعهم. من جهة ثانية، استمع إحسان أوغلو ووفود التعاون الإسلامي لشروحات من وزراء الخارجية، والحدود، والوزير الأول لولاية آراكان عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الميانمارية بشأن احتواء الأزمة الإنسانية التي نشأت في أعقاب الأحداث الدامية في يونيو 2012، وأكتوبر 2013. وعقد وفد المنظمة حوارا مفصلا مع مسؤولين بولاية آراكان، أطلع خلاله الأمين العام، المسؤولين البوذيين على حقيقة دور المنظمة، ببعديه السياسي والإنساني، كما استمع إلى شرح لأوجه القلق التي تساور أبناء الولاية، بسبب الخلافات الدينية والعرقية في آراكان، وسبل اجتثاث جذور المشكلة بين الجانبين.
ميانمار تقر بوجود سوء فهم بين المسلمين والبوذيين في آراكان على الصعيد نفسه، التقى أكمل الدين إحسان أوغلو، ووفود سبعة دول إسلامية مرافقة، بنائب الرئيس الميانماري، ساي موك خام، ونائب رئيس البرلمان ناندا كواسوار، الخميس، 14 نوفمبر 2013، في العاصمة نيبيداو، حيث أطلع إحسان أوغلى القيادة السياسية في البلاد على موقف الدول الإسلامية مما يجري في ميانمار، والآفاق الممكنة للتعاون بين الجانبين من أجل تجاوز تداعياتها. وأعرب إحسان أوغلو عن الأمل في فتح قنوات للتواصل بين الجانبين، كما طالب بضرورة احترام حقوق الإنسان بعد الانتهاكات التي تعرض لها أبناء أقلية الروهينغيا في أحداث صيف 2012. من جانبهم، أقر أعضاء بالبرلمان بسوء الفهم الجاري بين الجانبين، مشددين على ضرورة بناء الثقة المتبادلة، والتمهيد للتعايش السلمي بين أبناء الولاية. وقال الأمين العام ل التعاون الإسلامي، إن وفد المنظمة شرح للجانب الرسمي الميانماري ضرورة توضيح موقفهم من أجل رفعه إلى اجتماع وزراء الخارجية المرتقب في كوناكري غينيا، في 13 ديسمبر المقبل. وأشار إلى أن القيادة السياسية الميانمارية أكدت أنها منخرطة في العملية، وتود المضي في المرحلة الانتقالية، لضمان نجاح الديمقراطية في البلاد. وأشار إحسان أوغلو أن الحكومة الميانمارية طلبت مساعدة منظمة التعاون الإسلامي من أجل بناء الثقة مع أقلية الروهينغيا، مشيرا إلى أن الجانبين أكدا أهمية توفير تذليل كافة العقبات وتقديم التسهيلات اللازمة، بغية تقديم المساعدات إلى المتضررين في ولاية آراكان. من جهة ثانية، عقد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، جلسة حوار أديان مع ممثلين عن الأديان الأربعة في ميانمار، (البوذية والإسلام والهندوسية والمسيحية)، حيث بحث وفد مجموعة الاتصال حول الروهينغيا التابع للمنظمة والجانب الميانماري، الأسباب الجذرية للتوتر القائم بين المسلمين والبوذيين، وكيفية إيجاد الحلول اللازمة .