في محاولة لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين موسكو وسول, أجرت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه أمس محادثات قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يقوم بزيارة رسمية إلي كوريا الجنوبية. وأصدر الزعيمان عقب لقائهما بيانا مشتركا يشمل التوصل إلي اتفاق علي بذل البلدين الجهود لتعزيز التعاون فيما يتعلق بمبادرة أوراسيا وإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية. كما وقعا مذكرة تفاهم حول مشاركة شركات كورية جنوبية في مشروع طريق حرير جديدة للسكك الحديدية والذي يربط بين ميناء ناجين في كوريا الشمالية, وهاسان في روسيا مما قد يحول موسكو إلي أكبر ممر تجاري بين شرق آسيا وأوروبا كبديل لقناة السويس, في إشارة الي أن المشروع يواجه عقبات سياسية ضخمة نظرا الي هشاشة العلاقات بين الكوريتين. واتفقت الدولتان علي مشروع ضخم في قطاع بناء السفن يعمل علي نقل الجانب الكوري الجنوبي للتكنولوجيا إلي الجانب الروسي مقابل فوز كوريا الجنوبية بصفقات لبناء أكثر من13 ناقلة للغاز الطبيعي المسال.كما توصلا إلي اتفاق بشأن تقديم الدعم إلي الشركات الكورية الجنوبية لدخولها روسيا مثل إنشاء منصة الاستثمار والتمويل المشترك بين كوريا الجنوبيةوروسيا لتخفيف المخاطر في الاستثمار. وأكد الرئيسان في بيان مشترك أن البلدين اتفقا علي تعزيز الحوار السياسي والأمني علي المستوي الرفيع بين الطرفين وتنشيط التشاور مثل الحوار الدوري بين مكتب الأمن الرئاسي ونظيره للاتحاد الروسي. ودعا البيان كوريا الشمالية إلي توقيع معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية في أسرع وقت ممكن, مؤكدا أن كوريا الجنوبيةوروسيا ترفضان تطوير القدرات النووية والصاروخية الذي يتناقض مع دعوة المجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي. وأكد بوتين في كلمته التي ألقاها في مؤتمر لرجال أعمال روس وكوريين جنوبيين في أثناء زيارته التي تستغرق يوما ضرورة تسوية القضايا السياسية بين الكوريتين سريعا من أجل تنفيذ مشاريع التعاون الاقتصادي المشترك بين الكوريتين وروسيا. وأشار الرئيس الروسي إلي مشروع الربط بين السكك الحديدية عبر سيبيريا والسكك الحديدية عبر كوريا قد يسهم في تحقيق المصالح الاقتصادية الضخمة للدول الثلاث وفي إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا.