لم يعد السكوت عن حالة رغيف الخبز في قري ومدن محافظة الغربية ممكنا, خاصة بعد أن انتشرت عملية الاتجار به, واستخدامه علفا للطيور والحيوانات; لعدم صلاحيته للاستهلاك الآدمي. وليس أدل علي ذلك من الكميات الكبيرة التي يتم ضبطها يوميا بمعرفة مباحث التموين, حيث تم في إحدي الحملات, بدائرة حي ثاني طنطا, ضبط سيارة محملة بنحو6 أطنان من الخبز المدعم المجفف, تقدر بنحو66 ألف رغيف, وفي حملة أخري تم ضبط كمية من الخبز المطحون تعادل17 ألفا و500 رغيف, بإحدي المدشات بمنطقة العجيزي بطنطا, بالإضافة إلي ضبط15 ألفا و400 رغيف مجفف بدائرة أول طنطا, كما تم التحفظ علي12 ألفا و250 رغيفا, قام أحد التجار بدائرة حي ثاني المحلة بتجميعها وتجفيفها لبيعها لأحد أصحاب المزارع بقرية كفر الشرفا التابعة لمركز طنطا. ولم تعد تجدي استغاثات المواطنين المطالبة بتحسين جودة الخبز, باستمرار حملات الرقابة والمتابعة علي المخابز, بعد أن أصبحت منظومة فصل الإنتاج عن التوزيع هي والعدم سواء. وما بين رداءة حالة الرغيف, حيث لم يعد صالحا للاستهلاك الآدمي في القري, وبيعه للسريحة وأصحاب المزارع, كما في المدن- تمتد طوابير الغلابة, في المناطق العشوائية المكتظة بالسكان, خصوصا في منطقة الكفور القبلية بمدينة طنطا, والمناطق ذات الكثافة العمالية كما في مدينة المحلة الكبري. يؤكد محمود الصعيدي( أحد سكان شارع الشيتي بمنطقة سيجر بطنطا) أنه لكي يحصل علي حاجته من الخبز المدعم( فئة5 قروش) عليه أن يستيقظ فجرا, قبل أن تبدأ معركة العيش اليومية, حيث يتزاحم المواطنون أمام المخابز, في الوقت الذي يقوم فيه بعض أصحابها ببيع الخبز بالجملة لمن يدفع أكثر من التجار والبلطجية, الذين يقومون بدورهم بالاتجار فيه وبيعه ب10 قروش, أو بيعه مجففا لأصحاب المزارع بالقري المحيطة بطنطا. ويضيف ماهر العطار( فني بشركة غزل المحلة) أن كثيرا من المخابز لا تبدأ في عملية بيع الخبز للمواطنين إلا في الساعة الثامنة صباحا, بحجة أنها تعليمات, مما يزيد من ازدحام الطوابير وحدوث المشاجرات بين الطرفين, مما قد يسفر عن وقوع ضحايا, كما حدث قبل ذلك في منطقة الجمهورية بالمحلة, حيث لقي عامل بأحد المخابز مصرعه, وأصيب آخر, نتيجة اشتباكات بين عمال المخبز وأحد البلطجية; لعدم حصول الأخير علي حاجته من الخبز. ويشير إلي أن حالة الخبز ليست جيدة علي الدوام, فهناك بعض المخابز تنتج خبزا لا ترضي المواشي أن تأكله. أما السيد عبد المعطي( من قرية سماتاي التابعة لمركز قطور) فيؤكد أنه يحصل بانتظام علي حصته اليومية من الخبز المدعم, وقدرها7 أرغفة, لقيام جمعية تنمية المجتمع بالقرية بمهمة التوزيع, إلا أنني والأسرة لا نأكل من هذا الخبز; لأنه غير صالح للاستخدام الآدمي, حيث إنه عبارة عن عجينة مشوية, ولذلك نقوم بتجفيفه واستخدامه علفا للطيور. ويطالب بضرورة الإشراف والرقابة التموينية علي المخابز; حتي لا يذهب الدعم للحيوانات والطيور, خاصة أن بعض أصحاب المخابز يتعمد إنتاج خبز غير مطابق للمواصفات, وغير مختمر جيدا; ليجبر المواطنين علي العزوف عن شرائه, وبالتالي يتمكن من بيع الدقيق المدعم; لأنه يحقق ربحا أكبر وأسرع. من ناحيته, رفض الدكتور سامي النحاس, وكيل وزارة التموين بالغربية الإدلاء بأي تصريحات حول أزمة رغيف الخبز, وكيفية العمل علي تجاوزها, وقال: إنها تعليمات وزير التموين.. أنت عايزني أخالف أوامر رئيسي؟!