في يوم الخميس11 أكتوبر عندما أصبح الوضع في إسرائيل من ناحية المعدات القتالية وضعا حرجا اتصلت رئيسة الحكومة جولدامائير تليفونيا بالرئيس نيكسون وطلبت تدخله شخصيا في هذا الأمر, وأصرت علي أن يقوم الرئيس نيكسون بنفسه بالسعي لحل المشكلة التي لا يوجد أخطر منها بالنسبة إلي إسرائيل في هذا الوقت. وفي يوم الخميس نفسه أصدر الرئيس نيكسون أمرا إلي البنتاجون بتزويد إسرائيل بالإمدادات بطائرات النقل العسكرية الأمريكية فورا. واجتمع كيسنجر مع أبا إيبان وقد طرح كيسنجر قضية وقف إطلاق النار بينما كان أبا إيبان يطلب تزويد إسرائيل بالطائرات, وقال كيسنجر إن الولاياتالمتحدة ستحترم التزاماتها نحو إسرائيل, ولكن نظرا لأن المعارك تستمر خلافا لما كان متوقعا فإن علي إسرائيل أن توافق مبدئيا علي وقف القتال مقابل تجديد مواردها العسكرية التي نضبت! وفي اليوم التالي مباشرة هبطت في إسرائيل أول طائرة جلاكس حملت معها معدات عسكرية ثقيلة ومنذ ذلك الوقت فصاعدا بدأ الجسر الجوي الأمريكي الذي لم تعرف إسرائيل مثيلا له في تاريخها, والذي ساعدها علي استعادة توازنها من جديد, لكنه لم يغير من الحقائق الجديدة علي الأرض التي اعترفت بها كل صحف العالم خصوصا الأمريكية والغربية التي جندت نفسها6 سنوات متصلة لجلد الشخصية المصرية.. ثم اضطرت أن تتحدث عن المعجزة المصرية وتبدي انبهارها بما حدث.. وبرز علي السطح ما يشبه الإجماع بين خبراء الاستراتيجية في أن واقعا جديدا قد فرض نفسه علي جميع من يراقبون أوضاع الشرق الأوسط في ضوء حقائق ما بعد6 أكتوبر عام.1973 خير الكلام: الحق مثل الفلين محصن ضد الغرق! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله