في ضوء أزمة الثقة في التقارير الواردة من إسرائيل طلب البيت الأبيض الأمريكي من عناصر المخابرات الأمريكية زيادة يقظتها وتزويده بأقصي قدر من المعلومات عن الوضع في ساحة القتال من المصادر الذاتية.. وفي يوم الثلاثاء9 أكتوبر توجه السفير الإسرائيلي يطلب إلي كيسنجر تزويد إسرائيل بالأسلحة والإمدادات العسكرية وحاول كيسنجر طمأنة السفير بقوله أنه تحدث عن المشكلة مع الرئيس نيكسون الذي أصدر تعليمات إلي البنتاجون لتنظيم شحنات فورية من المعدات إلي إسرائيل. وفي الاجتماعات التي عقدها السفير الإسرائيلي مع كيسنجر بحث- بالإضافة إلي قضية الإمدادات موضوع وقف القتال أيضا, وعلي حد قول السفير' توافق إسرائيل علي وقف القتال بشرط أن تعود القوات إلي خطوط السادس من أكتوبر كما كانت قبل نشوب المعارك'.. بيد أن الوضع تغير فجأة برمته يوم الثلاثاء9 أكتوبر عند الظهر بتوقيت واشنطن السابعة مساء بتوقيت الشرق الأوسط حيث وصلت إلي السفارة الإسرائيلية برقية مذعورة من إسرائيل طلب فيها إلي أبا إيبان وزير الخارجية وسمحا دينتيز السفير الإسرائيلي لدي واشنطن العمل علي وقف القتال فورا دون أية شروط من جانب إسرائيل.. وقد ساد الذهول في السفارة خصوصا أن برقية مذعورة أخري وصلت بعد وقت قصير تطلب من السفارة العمل بصورة مستعجلة للحصول علي إمدادات فورية من قذائف الدبابات.. وفي ضوء ذلك عاد فريق العمل الأمريكي وعقد اجتماعا آخر برئاسة كيسنجر وقد وضعت أمام الأعضاء قائمة بخسائر إسرائيل البشرية وخسائرها في المعدات وكانت الصورة مؤلمة, وقد أبدي أحد المشتركين في الفريق ملاحظة قال فيها:' تحطمت أسطورة إسرائيل التي لا تقهر'.. وقال آخر:' من المؤسف أن يحدث ذلك'.. واتصل كيسنجر تليفونيا بالسفير الإسرائيلي وسأله:' هل حصلتم علي جميع المعدات التي تحتاجون إليها؟'.. وأضاف:' أصدر الرئيس تعليماته بتزويدكم بكل ما يلزم'. خير الكلام: من الضروري الحذر في استرداد ما ضاع تجنبا لفقد ما تبقي! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله