حدث ثقافي كبير تشهده مصر الاسبوع المقبل يتمثل في زيارة جماعية يقوم بها عدد من ابرز الكتاب الالمان المعاصرين لتقديم قراءات أدبية في عدة مدن مصرية والحوار مع مجموعة من كتاب مصر حول قضايا الكتابة وتحت عنوان لافت وهو القاهرة. عاصمة النشر الكبري وتكتسب الزيارة اهمية كبيرة في الوقت الذي تحاول السياحة المصرية التعافي من الازمات التي لحقت بها جراء التطورات السياسية العنيفة التي شهدتها مصر. ومن ناحية أخري تجيء الزيارة بعد أيام قليلة من انتهاء معرض فرانكفورت للكتاب الذي يشهد تفاعلا ثقافيا متنوعا مختلفا يجمع بين ناشرين وكتاب من العالم ومن ثم فاللقاء الذي ينظمه معهد جوته بالقاهرة بالتعاون مع منتدي برلين الادبي يمثل ثمرة اخري من ثمرات الحوار بين الجانبين الالماني والمصري علي الصعيد الثقافي, لاسيما وان حدود هذا التعاون ستتخطي القاهرة وربما للمرة الاولي تتاح لكتاب من الغرب قراءة اعمالهم في أسيوطوالمنصورة والغردقة بالتنسيق مع هيئة قصور الثقافة وفي اطار دعوي من مديري ثقافة مؤسسة روبرت بوش. ويضم الوفد الالماني بحسب بيان لمعهد جوتة بالقاهرة كلا من أولريكه دريزنر وكاتارينا هاكر( الحاصلة علي جائزة الكتاب الألمانية عام2006) وهانا ليمكه وأولا لينتسه وديفيد فاجنر, وقد حاز الأخير علي جائزة معرض لايبزيج للكتاب في ربيع عام2013 عن روايته حياة التي أحدثت صدي كبيرا. ويبدأ الكتاب الالمان قراءة أعمالهم في جلسة اولي تقام في السادسة مساء بقصر الامير طاز يوم الاثنين الموافق18 نوفمبر2013 وفي اليوم التالي يلتقون مع أدباء وكتاب مصريين في معهد جوته ليتناقشوا جميعا حول تحديات الكتابة كما يزور ثلاثة من الأدباء الضيوف مدن المنصورة والغردقة وأسيوط ليقرأوا من أعمالهم. أما الندوة التي ستعقد مساء يوم19 نوفمبر2013 فسوف تتناول الأطر العامة للأدب والكتابة في ألمانيا ومصر. إذ يتناقش الضيوف الألمان مع كوكبة من الأدباء المصريين تضم منصورة عز الدين وابراهيم عبد المجيد وخالد الخميسي حول إشكالية تحديات الكتابة تلك الأمسية التي تقام في معهد جوتة بوسط المدينة وتدير الحوار فيها أميرة الأهل. وتضم سيرة الكتاب الالمان مجموعة من المعلومات المثيرة عن اعمالهم التي تحظي بحضور كبير في سوق الكتاب الالماني ويلفت النظر في قائمة المشاركين, التنوع اللافت في أعمارهم, فضلا عن تعدد الموضوعات المطروحة في كتاباتهم وكذلك سمة الكتابة عبر النوعية في تلك الاعمال التي تتنوع ما بين الشعر والرواية والقصة وادب الرحلات وكتابة المقال الادبي صاحب الأربع تفاحات واول هؤلاء الكتاب ديفيد فاجنر المولود عام1971 الذي استهل مشواره الروائي بإصدار رواية بنطالي الأزرق الداكن بلون الليلMeinenachtblaueHose. ثم تبعه بعد ذلك بالمجموعة القصصية كل ما ينقصWasallesfehlt, ثم الكتاب النثري هل يتحدث الطفلSprichtdasKind, ثم مجموعة مقالات نقدية بعنوان أي لون يصبغ برلينWelcheFarbehatBerlin, ورواية أربع تفاحاتVierpfel. ليخرج علي جمهوره عام2013 م بروايته الأخيرة حتي الأن حياةLeben, والتي نال عليها جائزة معرض لايبزج للكتاب. وعالج فاجنر في هذا الكتاب إشكالية التبرع بالأعضاء, حيث حكي فيه عن حياته مع نوع نادر ومزمن من أمراض الكبد وعن إقامته أي فاجنر الطويلة في مشفي فيركوف في برلين. وتتناول الرواية الأيام الطوال والليالي الممتدة في عالم المشفي إلي جانب رفاق الغرفة في الأسرة المجاورة والذين يتبدلون دوما, وتتمايز مصائرهم واعترافاتهم أحدهم بائع مشروبات يزور محبوبته خفية, وأخر لحام لبناني فقد كلا أخويه في الحرب الأهلية. الوعي بقضايا العرب وتشير اعمال الكاتبة أولريكا دريزنر والمشاركة ضمن الوفد الي نوعية أخري من الانشغالات الروائية وهي المولودة عام1962 واللافت انها اعتبارا من العام1993 خلعت عباءة التدريس في جامعة ميونيخ كي تتفرغ لمهنة الكتابة. فظهرت باكورة أعمالها عام1995, في صورة ديوان شعري عنوانه شحذ الذاكرةGedchtnisschleifen. ومنذ ظهورها أصدرت العديد من الترجمات والمقالات النقدية ودواوين الشعر والروايات والأقاصيص. في عام1996 انتقلت أولريكا دريزنر إلي برلين, حيث تعيش حتي اليوم وتعمل كاتبة حرة. وقد استطاعت ابنة الجنوب أن تحصل لإصدارتها علي جوائز تقديرية عديدة من قبيل جائزة هولدرلنHlderlin-Preis وجائزة روزفيتاRoswitha-Preis. وفي كتابها الذي يحمل عنوان( الاستلقاء بشكل صحيح. حكايات في ثنائيات) تحكي بفن رائع وشغف عن العلاقات المذبذبة وأشواق الحب وشهوة البطن والجشع تجاه المال, وتتناول استخدامات الجسد وأولويات الحياة. إنها حكايات عن أزواج وأولئك الذين يحلمون برفيق حياة. وهي كتابة تعلن أراء متناقضة بشكل مدهش, خفيف السخرية وبقلم بارع في رسم البسمة علي وجه القارئ. واستمرار للخط نفسه يلفت النظر كذلك المشروع الادبي الذي تعمل عليه الكاتبة أولا لينتسه التي تبدو ذات صلة وثيقة بالثقافة العربية بسبب خبرتها في الطواف بدول المنطقة وهي من مواليد عام1973 وعقب دراستها للموسيقي والفلسفة في كولونيا, نشرت لها عام2003 باكورة أعمالها الروائية لدي دار نشر دو مونتDuMont بعنوان أخت وأخ وحازت علي عديد من الجوائز,. في السنوات التالية طافت في سلسلة من الرحلات قادتها إلي سوريا وإيران وليبيا والإمارات والهند, حيث كتبت في تلك الفترة عددا من التقارير تسابقت علي نشرها عدة صحف مثل( دي تسايت, وفرانكفورتر ألجمانيه تسايتونج, ونويه تسوريشر تسايتونج). وسبق ان اختيرت أولا لينتسه عام2004 كاتبة للمدينة في دمشق. في عام2009 وستقرأ في مصر من كتابها: البقية القليلة من الموت وفيه تقترب أولا لينتسه بشدة من خلال صورها النثرية البارزة المعالم من تجربة الوداع وفقدان الذات, بطريقة تجعل تلك التجربة حاضرة نفسيا ويمكن إدراكها. يتبع القارئ, وهو يحبس أنفاسه, الراوية الصادرة بضمير المتكلم, يمني النفس بخلاصها مما هي فيه, وهو يعلم أنها الأن أقرب ما تكون إلي الحالات التي لا يصل المرء إليها سوي في أشد الحوادث حزنا وأعمقها تأزما. وتبدو الكاتبة هانا ليمكا هي اصغر كاتبات الوفد الالماني وهي من مواليد عام1981 و في.2006 حصلت علي منحة لحضور ورشة الكتاب من منتدي برلين الأدبي وستقرأ من كتابها الأول مؤمن(2010) الذي يحوي قصصا قصيرة في نبرة مغرية ومقتضبة( فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج). بينما تحكي قصة أبناء الأخوة والأخوات, التي صدرت عام2012 عن دار نشر كونستمان أيضا, عن التقارب البطيء بين الأخوة والأخوات. ومن حيث الشهرة نالت الكاتبة كاتارينا هاكر المولودة عام1967 شهرة كبيرة بسبب روايتها المعوزون, والتي تلقت علي إثرها جائزة الكتاب الألمانية عام2006, والمجموعة الشعرية وصلة فوق الأرض, إضافة إلي الروايات أليكس وأنطون والأخرون وحبة فراولة والدة أنطون; أخيرا ظهرت لها حكاية قرية. وتقول السيدة جابريلا بيكر, مديرة معهد جوته: نحن سعداء للغاية لأن منتدي برلين الأدبي وقع اختياره هذا العام علي المدينة المصرية الكبري, القاهرة, ليقدم فيها نخبة لامعة من الأدباء الألمان.