طوال فترة أسره في مصر كنت مرافقا للعقيد الإسرائيلي عساف ياجوري قائد اللواء 190 مدرع الذي كتبت علي يديه شهادة الوفاة النهائية للمحاولات الإسرائيلية المتكررة لتوجيه ضربة مضادة للعبور المصري طوال ال96 ساعة الأولي من بدء الحرب ظهر يوم السادس من أكتوبر. وطبقا لما رواه لي عساف ونحن نتجول علي مدي أيام عديدة في شوارع القاهرة زار خلالها المعبد اليهودي في شارع عدلي وعدد من الأسر اليهودية في حي الظاهر وابتاع ما أراد من مصنوعات في خان الخليلي فإن إسرائيل توهمت أنها ستصنع بهجومها المدرع في المحور الأوسط مفاجأة تقلب الموازين رأسا علي عقب بتطويق الفرقة الثانية المصرية مشاة واختطاف قائد اللواء حسن أبو سعدة وتفجير مفاجأة فجر9 أكتوبر للرد علي مفاجأة المصريين ظهر 6 أكتوبر بعودة القوات الإسرائيلية مرة أخري إلي شاطئ القناة.. ولكن علي حد رواية عساف ياجوري تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث فوجئ اللواء 190 مدرع الذي يقوده بعد ساعات من الأمل بأن المهمة باتت مهددة بصواريخ مصرية تنطلق كالحمم عليهم من كل جانب وبدأت أطقم الدبابات الإسرائيلية المحترقة تفر مذعورة هربا من جحيم المصريين من صائدي الدبابات المسلحين بقذائف آر بي جي وصواريخ ساجر بعد أن خرجوا من باطن الحفر المختبئين فيها تحت الأرض وداخل براميل تم رصها علي طول طريق الهجوم الإسرائيلي وهو ما يعني أن المخابرات المصرية كانت علي علم مسبق بكل خطوات الهجوم الإسرائيلي قبل حدوثه... وبعد أقل من 3 ساعات ومع بزوغ ضوء فجر 9 أكتوبر اضطر عساف ياجوري أن يخرج من دبابة القيادة رافعا منديلا أبيض ويصيح باللغة العربية قائلا: لقد انتهي كل شيء.. سوف نستسلم.. أرجوكم أيها المصريون لا تقتلونا. خير الكلام: الثبات علي الموقف شجاعة ولكن التمسك بالخطأ حماقة! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله