االلي يشوف فرسة غيره تهون عليه فرسته.. هذا هو الشعار الذي تأسست من أجله صفحة يوميات زوجة مفروسة قبل عشرة أشهر ووصل عدد متابعيها إلي نحو نصف مليون شخص, أغلبهم- كما يتضح من إسم الصفحة- من الزوجات المفروسات من أفعال أزواجهن.. لكن ذلك لا يمنع من وجود100 ألف رجل كانت نيتهم في البداية السخرية من الصفحة لكن بعد فترة أصبحوا مشاركين فعالين ومهتمين, وهذا ما تؤكده رؤي كمال مؤسسة الصفحة. وهي أول مفروسة تفكر في مشاركة الآخرين لها في همومها, لتكتشف أن همومها هي هموم عامة تشاركها فيها آلاف الزوجات.. رؤي زوجة في أوائل الثلاثينيات وأم لطفلين, اعتقدت أن الزواج سيحقق جميع أحلامها, ففي بيت أبيها كان كل شئ مؤجلا لما بعد الزواج.. فالخروج والدخول بمواعيد وكل شئ له حدود ومسموح وممنوع.. قالوا لها بعد الزواج ستكونين علي راحتك مع زوجك لكنها بعد الزواج_ كما تقول- اكتشفت الخديعة لأنه مفيش حاجة اسمها علي راحتك ومفيش حاجة اسمها راحتك أساسا فالزواج عبارة عن أعباء وراء أعباء تقوم بها الزوجة وحدها, وزوج ينتظر منها القيام بكل الأدوار, حتي مذاكرة الأبناء ومواعيد الطبيب والطبخ, وكل شئ.. حتي لو تحدثت في التليفون مع صديقة تجد التعليق: وكنتي بتعملي أيه طول النهار علشان الشويه اللي أنا قاعدهم في البيت تتكلمي في التليفون؟ المهم من شدة الفرسة أطلقت رؤي صفحتها يوميات زوجة مفروسة وانضمت لها صديقتاها دينا الحريري وسارة النساج.. زوجتان مفروستان أيضا وأمان.. كان حلم رؤي أن تجد من تفضفض معه فكانت صفحة يوميات زوجة مفروسة التي تحولت فيما بعد إلي منتدي ومدونة وقناة علي اليوتيوب وأصبحت ملتقي لكل النساء المفروسات. بعد قليل من إطلاق الصفحة حققت نجاحا ملحوظا, واكتشفت الصديقات أن كل الستات مفروسات من الرجال, فكانت الصفحة هي مساحة للفضفضة, أحيانا بشكل ساخر وأحيانا بشكل جاد.. كل حسب ثقافته ورأيه وتجاربه. المشتركات يرسلن مشاكلهن علي الإنبوكس وتعيد الأدمنز نشرها دون أسماء وطرحها للنقاش العام والاستفادة من آراء المشاركين. تقول الصديقات من خلال صفحتهن ان أكثر مايفرس الزوجة المصرية من الزوج هو الإهمال, الزوجات دائما يشتكين علي الصفحة من عدم تقدير الزوج لزوجته وعدم اعترافه بالدور الكبير الذي تقوم به.. أغلب الخناقات سببها أن الزوجة تحتاج إلي اهتمام ورومانسية وكلمة حلوة.. والزوج يسخر من مطالبها.. خيبة الأمل في توقعت ما قبل الزواج عامل مشترك لكل الزوجات. المفروسات يعترفن أن ستات كتيرات ينكدن علي أزواجهن بسبب المقارنات وفكرة جوز فلانة يعمل وليه إنت مش زيه, هو خدها وفسحها وطلعوا اجازة و جابلها هدية أو أعطاها عيدية, ليه انت مش زيه؟ المقارنات دائما أس البلاء والابتلاء. عادة عندما تشتكي زوجة من هذا النوع من المشاكل تأتي الردود متباينة وتحاول المشاركات في حل المشكلة التخفيف عن المراة ونصيحتها بالحسني. من خلال الصفحة اكتشفت المفروسات أن نسبة كبيرة من السيدات تعانين من مشكلة الشك والخيانة ومش عارفين يعملوا أيه!.. أحيانا المشتركات يتبادلن النصائح: أتركيه.. استحمليه.. كل الرجاله كده لكن لا أحد يتدخل أو يحاول اعتبار نفسه المصلح الاجتماعي, كل الحلول من واقع التجارب الشخصية. جملة عايز أنام من أكبر المشاكل التي تواجهها المرأة المصرية لو اعتبرنا ان الصفحة تقدم عينة بحث افتراضية.. هي تخطط ليوم الاجازة وهو يرغب في النوم وعدم الإزعاج وليست لديه إلا خطة واحدة.. النوم ثم النوم ثم النوم!! من واقع الصفحة والتعليقات التي تكتبها المشاركات كما تقول دينا الحريري: المهام المنزلية وشغل البيت سبب رئيسي للفرسة, فالرجل لا يشارك أبدا في شغل البيت ويعتبره واجبا أساسيا علي الست, وإذا ما وجد شيئا في غير مكانه يقوم الدنيا, برغم أنه من الممكن أن يعمله بنفسه!! يوميات زوجة مفروسة لها منتدي يضم سيدات من جميع الدول العربية وقناة علي اليوتيوب يقدمن من خلالها برنامجا إذاعيا ويتلقين الاتصالات الهاتفية, والهدف ليس أكثر من الفضفضة المجانية لزوجات مفروسات فحسب..