بحث الرئيس السوري بشار الأسد مع الأخضر الإبراهيمي الموفد الدولي الخاص إلي سوريا الموجود في دمشق صباح أمس سبل إجراء محادثات حول مؤتمر جنيف-2 الهادف إلي إيجاد حل للأزمة السورية المستمرة منذ منتصف مارس2011 وذلك وسط تأكيدات جناحي المعارضة العسكري والسياسي علي أن أي مفاوضات يجب أن تستند إلي خروج الأسد من الصورة. وقالت مصادر سورية إن اللقاء تم, دون أي تفاصيل عما دار فيه. وأوضحت أن اللقاء استمر لأقل من ساعة, عاد الإبراهيمي بعدها إلي مقر إقامته برفقة فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورية. وكان الإبراهيمي قد التقي أمس الأول وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي جدد التأكيد علي أن سوريا ستشارك في مؤتمر جنيف2, انطلاقا من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته, وشدد علي أن الحوار في جنيف سيكون بين السوريين وبقيادة سوريا.وعرض الإبراهيمي خلال اللقاء نتائج جولته في المنطقة والجهود الهادفة لعقد مؤتمر جنيف. ومن ناحية أخري, بحث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري الوضع في سوريا والاستعداد لمؤتمر جنيف2. وذلك جاء خلال محادثات هاتفية بين الوزيرين أمس الأول. وفي الوقت ذاته نفت خولة مطر المتحدثة باسم الإبراهيمي مانقل علي لسانه من انتقادات لدور السعودية بشأن سوريا,وقالت إنه لا يكن للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين الا كل التقدير والاحترام, وما نقل علي لسانه حول الدور السعودي غير صحيح.وأضافت أنه يقدر دور المملكة في إعطاء دفع لعملية السلام ويأمل في مشاركتها في جنيف2. ومن جهة ثانية, شدد السفير الايراني في سوريا محمد رضا شيباني علي أهمية حضور إيران مؤتمر جنيف2 المزمع عقده في23 من الشهر المقبل. يأتي ذلك في وقت, قصفت القوات الحكومية السورية حيي اليرموك والعسالي في دمشق أمس. وذكرت شبكة سكاي نيوز البريطانية أمس أن الجيش السوري استخدم الطائرات الحربية والمدفعية في قصف مخيم اليرموك وحي العسالي.وفي سياق متصل, أعلنت مصادر في المعارضة السورية عن مقتل عدد من عناصر القوات الحكومية في اشتباكات بريف اللاذقية حسب الشبكة . وفي حلب, قصفت القوات الحكومية محيط مطار كويرس وأحياء حلب القديمة. ومن جهة أخري, أفاد ناشطون سوريون أن الجيش السوري الحر المعارض تمكن من السيطرة علي حاجز الجلمة بريف حماة الشمالي وقتل عددا من جنود الجيش. وفي هذه الأثناء, تم اجلاء حوالي ألفي شخص من مدينة معضمية الشام الواقعة جنوب غرب دمشق والمحاصرة منذ حوالي سنة من قوات النظام, بحسب ما ذكر ناشطون. وتمت العملية بإشراف الهلال الاحمر السوري وبالتنسيق مع السلطات السورية والمعارضة والمجتمع الدولي. وكان الائتلاف السوري المعارض قد حذر مرارا من كارثة إنسانية في معضمية الشام, متهما النظام السوري بالقيام ب حملة تجويع وتهجير ممنهجة في المنطقة. وفي غضون ذلك, قالت منظمة الصحة العالمية أمس إن مرض شلل الأطفال تفشي في شمال شرق سوريا, وأنه يضع الشرق الأوسط كله في خطر. ومن جانبه, قال الائتلاف الوطني السوري المعارض, أكبر تشكيلات المعارضة السياسية السورية إن قصف قوات النظام السوري لمدينة يبرود في ريف دمشق طال واحدة من أقدم الكنائس في المدينة. وذكر الائتلاف, أن هذا القصف تصادف مع نشر مقطع فيديو فيه إساءة للمقدسات الدينية من قبل أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. ورأي الائتلاف أن هذه المصادفة تكشف النقاب عن عقلية واحدة, تستهتر بمقدسات الآخرين وحياة المدنيين, وتكاد تؤكد العلاقة العضوية بين هذا التنظيم الإرهابي وبين النظام السوري. وفي بيروت, رجحت صحيفة السفير اللبنانية أمس أن قضية إعفاء نائب رئيس الوزراء السوري للشئون الاقتصادية قدري جميل من منصبه معدة كسيناريو مسبق لإخراجه من عباءة النظام, ليكون له مقعد في وفد المعارضة السورية في مؤتمر جنيف2, معتبرة أن هذا الإعفاء يشير إلي أن المقعد الأول لشخصية معارضة قد حجز فعليا. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أمس إن عملية الإعفاء لجميل, الذي غادر مع عائلته دمشق منذ20 يوما إلي موسكو, قد تندرج في إطار استراتيجية روسية متواصلة منذ أشهر لدفع قدري جميل, أقرب المعارضين السوريين إلي موسكو, إلي صفوف المعارضة, وبدعم من النظام السوري نفسه, فيما كان الأمريكيون, بحسب مواقفهم الأخيرة, يفضلون بقاءه في الحكومة السورية للعب دور تصالحي بين المعارضة وبين النظام.