قبرص كانت ومازالت سفيركم في الاتحاد الأوروبي, كانت هذه كلمات نيكوس أناستا سياديس الرئيس القبرصي في لقائه بالوفد الصحفي المصري في مقر الرئاسة بالعاصمة نيقوسيا, والذي أكد خلاله حرص بلاده علي تكثيف العلاقات مع مصر ودعمها لموقف وإرادة الشعب المصري, وتنفيذ خارطة الطريق, مشيرا الي ان ما يربط مصر وقبرص أخوة وصداقة لم تتأثر بالمشاكل في الماضي, ونعمل علي تقويتها بأقصي حد ممكن. وإذا كانت قبرص هي الدولة الوحيدة التي طلبت كتابة خلال اجتماع مجلس الشئون الخارجية الأوروبية عدم توصيف انحياز القوات المسلحة المصرية لارادة الشعب في30 يونيو بالانقلاب العسكري, وأعلنت دعمها مواقف وإرادة المصريين, وتنفيذ خريطة الطريق, فإن الحوار مع الرئيس القبرصي يعطي دلالته في توضيح مدي قوة العلاقة بين البلدين ومستقبلها والثوابت المشتركة التي تشمل جميع الجوانب وتعطي صورة لمستقبل هذه العلاقات وفرص تطويرها, وفيما يلي نص الحوار الذي أقيم بمقر الرئاسة: كان لقبرص دور واضح مع مصر في دعم ثورتيها25 يناير و30 يونيو, وإصرارها علي عدم وصف إرادة الشعب المصري بالانقلاب العسكري مؤخرا كما فعلت البلدان الأخري, كيف ترون علاقاتكم الآن بمصر بعد التغييرات الأخيرة؟ العلاقات بين البلدين الآن ممتازة, قبرص لاتنسي دور مصر الذي سجله التاريخ و أنها صديقة لقبرص ومواقف مصر مع قبرص ثابتة, والعلاقات بين الحكومتين علاقات وطيدة باستثناء فترة قصيرة,ونعمل دائما علي تقوية هذه العلاقات إلي أقصي حد وخاصة في قضية البيكربونات, والاتحاد الأوروبي والدول المجاورة, ومن خلال هذا الوفد الصحفي المصري, أوجه رسالة إلي الحكومة المصرية والشعب المصري أن يعتبروا قبرص سفيرا لمصر في الاتحاد الأوروبي, وإنها داعمة لإرادة الشعب المصري وباركت ثوراتها, ورفضنا تسمية هذه الإرادة ب الإنقلاب العسكري, وعبرنا عدة مرات للاتحاد الأوروبي لتأخذ مواقف عادلة تجاه مصر في البداية, وأعتقد أنه يجب أن تكون هناك حلول سريعه بين الآراء المختلفة والتوجهات السياسية المختلفة بين أفراد الشعب الواحد. لكن.. لا توجد اختلافات أو مجموعات مختلفة, بل يوجد شعب عبر عن رأيه في يوم30 يونيو يسانده الجيش, وجماعات إرهابية متطرفة؟ فكيف ترون ذلك؟ في الحقيقة تلتزم قبرص بعدم التدخل في الشئون الداخلية لمصر, وأتمني من المصريين جميعا التكاتف ضد أي إرهاب ونبذ العنف الممارس حاليا. ما توقعاتكم للمبادرة المصرية للحوار الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص والذي سيعقد جولة جديدة الشهر المقبل في مصر؟ لاشك أن الحوار الثلاثي يساهم في العلاقات بين البلدان الثلاثة في جميع المجالات وخاصة في المجال الاقتصادي, كما أن هذه المبادرة الثلاثية ستعطي فرصة خاصة لمصر, أن يتقدم موقفها في المنطقة كما أن قبرص قامت في الفترة الأخيرة بتقوية علاقاتها بإسرائيل, وقد تسهم هذه العلاقات بتحسين علاقاتها بإسرائيل, وأيضا من خلال هذه العلاقات الثلاثية, تعقد فرصة تقوية العلاقات مع لبنان أيضا, حيث استغلال هذه الثروات الطبيعية بالصورة اللازمة ومن هذه العلاقات نستطيع استغلال التعاون بين بلدان المنطقة. بمناسبة الحديث عن علاقاتكم بدولة إسرائيل, التي تنامت مؤخرا بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي قبرص, كيف ترون تأثير هذه العلاقات علي الدول العربية وخاصة مصر؟ في البداية أود أن أوضح أن تحسين العلاقات القبرصية الإسرائيلية, لا تتم علي حساب علاقاتنا بالدول العربية وخاصة مصر, فالعلاقات التقليدية والصداقة بين مصر وقبرص ستقوي دائما وأوضحنا ذلك للمسئولين الإسرائيليين أيضا, وتستطيع قبرص أن تلعب دورا مهما وذلك من خلال علاقاتها الجيدة بمصر من ناحية, وعلاقاتها مع إسرائيل من ناحية أخري, في التفاهم بين مصر وإسرائيل, وكان هناك تعاون بين مصر وإسرائيل من قبل فترة قصيرة, حيث كانت مصر تزود إسرائيل بالغاز الطبيعي, كما نقوم بالدور الوسيط في المشكلة القائمة بين إسرائيل ولبنان في قضية المنطقة الاقتصادية الخاصة بالبلدين, وباستثناء الخلاف بين الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل, فليس هناك خلاف بين اي بلدان أخري علي الحدود العربية. تقوم قبرص حاليا ببرنامج الإصلاح الاقتصادي والإجراءات المشددة علي المواطن القبرصي, محاولة منها أن تمر الأزمة الإقتصادية التي هاجمت البلاد مؤخرا, فما هي الخطط القصيرة والمتوسطة وطويلة الأجل لمر هذه الأزمة؟ نحاول أن نمر هذه الأزمة بعدة حلول وخطط في مقدمتها تثبيت النظام المصرفي في قبرص, تطبيق نصوص الاتفاق مع اللجنة الثلاثية حول الاقتصاد القبرصي, كما نعمل علي تقوية الاستثمارات في الداخل والخارج, فبالنسبة للاستثمارات نحاول أن نستفيد من الموقع القبرصي الاستراتيجي, والبيئة القائمة في البلد, فتتميز قبرص بموقع استراتيجي مميز, بالإضافة إلي عضويتها في الإتحاد الأوروبي, ووجود عدد كبير من المستثمرين والمختصين والمحامين والمحاسبين وغيرهم الذين يعملون في مجال الاستثمار, محاولين أن نستثمر كل هذه المميزات لحل أزمتنا الإقتصادية, بالإضافة إلي قانون ضريبة الشركات, التي لا تزيد علي12.5%, ومن هنا نعتمد علي كل هذه الخطط والحلول من أجل تقوية الاستثمارات في قبرص, نحن أيضا سنأخذ قرارات حول القوانين الخاصة بالضرائب للمستثمرين الأجانب. ما هي تقديراتكم لفرص تحقيق اختراق علي صعيد القضية القبرصية خاصة مع ما يلاحظ من بوادر حدوث انفراجة وتطور في الموقف التركي ومع قرب بدء المفاوضات بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك ؟ نحن نعمل الآن من أجل استعادة المفاوضات والمحادثات من أجل التوصل والاستعداد الجيد للجولة الجديدة من المفاوضات, حيث39 عاما كانت هناك مفاوضات من أجل المفاوضات دون أي حلول, وفي إطار الاستعدادات لاستئناف المفاوضات نقوم حاليا ببعض المقترحات, علي سبيل المثال دور الاتحاد الاوروبي في محاولته للتوصل, فنحن الآن نعمل في اطار الاتحاد الأوروبي, ونحاول التوصل لإجراءات بناء الثقة مع تركيا. باعتبار أن قبرص عضوة في الاتحاد الأوربي, وعلاقاتها الجيدة مع إسرائيل ومصر, ماهو دوركم في المبادرة المصرية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي؟ لاشك أننا نؤيد هذه المبادرة المصريية تأييدا كاملا وليس هناك داع لوجود أي نوع من الأسلحة في الشرق الأوسط, ومن حق أي مواطن أن يعيش في سلام في بلاده بدون أي تهديد من أي جهة. هل تخططون لزيارة مصر قريبا؟ زار وزير الخارجية القبرصي ايوانيس كاسوليدس مصر في شهر سبتمبر الماضي والتقي مع كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية وتحدث بشأن زيارتي لمصر, وسأكون سعيدا أن أزور مصر قريبا بصفة رسمية.