اظهر محمد يوسف المدير الفني للفريق الاول لكرة القدم بالنادي الأهلي قدرات رائعة في موسمه الاول الذي تحمل خلاله تبعات المسئولية وكسب الرهان علي الرغم من الظروف الصعبة التي يرفض أي مدرب أن يعمل فيها. ولا شك أن قيادته للفريق والوصول لنهائي أفريقيا للمرة الثانية علي التوالي يعد إنجازا يضع يوسف بين مصاف الكبار بعد معاناة حقيقية شهدتها ملاعب القارة السمراء التي صال وجال فيها أبناء الفانلة الحمراء طوال البطولة الحالية رغم الظروف بالغة القسوة التي واجهت يوسف لعل أهمها عدم وجود ملعب يخوض عليه الاهلي مبارياته بسبب مطاردات الألتراس واضطر في أغلب الأحيان للعب لجونة بالإضافة لاحتراف محمد ناجي جدو وحسام غالي واعتزال الزئبقي بركات وإصابة عماد متعب. وعمل يوسف في هدوء وترك كل المعوقات خلف ظهره ولم يشك أو يتعلل بذلك بل كافح وجاهد حتي قارب علي بلوغ منصات التتويج في العام الاول بمنصب الرجل الأول ويتبقي له خطوة واحدة فقط لبلوغ الحلم, في إطار ذلك حرصت ملاعب السبت علي الدخول في عقل وقلب الرجل قبل48 ساعة فقط من الطيران لجوهانسبرج لخوض مباراة الذهاب فكان الحوار التالي: في البداية.. كيف تري مواجهة أورلاندو في تلك المرة ؟ هي مباراة مهمة لكونها ستحدد الخطوة الاولي نحو اللقب وعلينا أن ننسي تجربة دور المجموعات التي كان لها ظروف محتلفة فالتعويض فيها ممكن, أما المباراة النهائية فلا تقبل الخطأ, وأضاف أن الفريقين كتاب مفتوح لكل منهما ولا يجد ما يخفيه أي طرف عن الأخر. ولكن بماذا تفسر الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها فريقك بالجونة في دوري المجموعات مع نفس الفريق ؟ بصراحة.. لو أقيمت المباراة في ظروف طبيعية ما أستطاع اورلاندو أن يحقق تلك النتيجة ولكنهم استغلوا الظروف المتمثلة في درجة الحرارة العالية والصيام لدرجة أننا قد تناولنا وجبة الإفطار أثناء المؤتمر الصحفي التالي للمباراة بالإضافة إلي أن لاعبينا لم يكونوا في حالتهم بسبب توقف النشاط الرياضي. ألست قلقا من المواجهة الثالة مع اورلاندو في بطولة واحدة ؟ في تلك المواجهات القلق شيء صحي وطبيعي ولكن ما يزعجني هو شئ واحد هو تعرضنا لأي ظروف غير طبيعية قد تؤثر علي الفريق ولكن ليس لدي ثقة في لاعبنا وخبراتهم في انهم يكونون حاضرين بقوة في تلك المواجهات الصعبة التي سيفوز بها الفريق الأكثر هدوءا وتنفيذا لتعليات جهازه الفني. أفهم من ذلك أنك لا تخشي مواجهة بطل جنوب افريقيا ؟ لست خائفا من مواجهة اورلاندو فالبطل لا يخشي أحدا وهو فريق من وجهة نظري لديه نقاط قوة وضعف وسنعمل علي سلبياته وهو لم يفز سوي علي الاهلي والزمالك فقط بينما خسر من ليوبار. هل منحك قرار الاتحاد الأفريقي بإسناد المباراة للحكم الجزائري جمال حيمودي نوعا من الهدوء قبل تلك المواجهة ؟ هذا الكلام لا يعنيني من قريب او من بعيد, فانا اعني فقط بالجانب الفني ويتساوي عندي الحكم العربي والإفريقي, المهم ان يمنح كل فريق حقة. ولكنك هاجمت الاتحاد الافريقي في تصريحاتك بعد مباراة القطن وقلت انه يتربص بك. لم اقصد حكم المباراة في هذا التصريح ولكني قد اتحدث عن المراقب الذي حرمني من غرفة ملابس اللاعبين نهائيا سواء قبل المباراة أو حتي بين الشوطين وهو شيء لأول مرة يحدث, لذا شعرت بالظلم الشديد. لعب فريقك مباريات البطولة الأفريقية في ظروف بالغة الصعوبة.. ما هي أصعب لحظة مررت بها ؟ المشوار من بدايته وحتي الصعود للنهائي كان صعبا جدا ولكن مباراة ليوبار كانت نقطة التحول والفوز بها أعادنا للبطولة بعد أن كنا قاب قوسين أو ادني من الخروج ولكن اللاعبين تفوقوا علي انفسهم وتحملوا مشقة السفر من العاصمة حتي ملعب المباراة لمدة3 ساعة بالإضافة إلي أنه لا يصلح للعب كرة قدم وخوض المباراة في نهار شهر رمضان واللاعبون صائمون. هل تمنيت مواجهة الترجي خاصة بعد المستوي الذي ظهر عليه أمام اورلاندو في لقاء العودة ؟ لا.. لكل مباراة ظروفها والفريق الباحث عن بطولة لا يهمه من يواجهه ولكن عليه ان يستعد جيدا أفضل ما لديه لتحقيق طموحه للفوز بالبطولة وان يقبل التحدي. البعض يقلل من أهمية البطولة الافريقية وبانها لم تعد البطولة القوية.. ما تعليقك؟ لماذا يتردد هذا الكلام في هذا التوقيت.. ولو كان خرج الاهلي من منافستها هل كنا سنسمع ذلك ام ستكون قوية وتفرز لاعبين كبارا, للأسف هناك من يحاول ان يقلل من حجم إنجاز الأهلي الذي صعد للنهائي في ظل توقف النشاط الرياضي بالبلاد, لن نلتفت لما يتردد وسنعمل في صمت لإسعاد جماهيرنا. ماذا كان رد فعلك عند هزيمة المنتخب القاسية أمام غانا والقوام الرئيسي له من نجوم فريقك ؟ يجب الا نعطي الأمور اكبر من حجمها مع الاعتراف أن ما حدث كان قاسيا ولكن في كرة القدم أمر وارد وبقوة ويحدث مع أكبر واعتي فرق العالم, كما ان المنتخب تخلي عنه الحظ والتوفيق في هذا اليوم بينما كان نظيره الغاني في قمة حظوظة وتفوقه. كيف رأيت قرار اعتزال ابوتريكة ؟ هذا القرار تحديدا ليس في وقته وهو ناجم عن ضغوط نفسية جراء أحداث مباراة غانا, نحن متمسكون به ليس من الناحية الفنية فقط ولكن معنويا أيضا وهو فاكهة الكرة المصرية, وهذا الكلام ليس وقته ونحن في المرحلة الأخيرة من منافسات أهم بطولة قارية علي مستوي الأندية. ما هو إحساسك وانت علي قمة الجهاز الفني بالنادي الأهلي ؟ احاسيس متناقضة ما بين الفرح والسعادة والفخر والخوف والضغط العصبي, شيء رائع ان تحقق الحلم الكبير وتجلس علي مقعد سبقك إليه الكبار ولكنني لم أسع إليه بل توفيق من المولي عزل وجل. عند صدور قرار توليك للمدير الفني.. ألم تشعر بالخوف ؟ بلا شك.. شعرت بالخوف والقلق لأن تدريب فريق بحجم الأهلي مسئولية كبيرة فهو فريق لا يعترف سوي بالمركز الاول في أي بطولة يشارك بها وأي نتيجة اخري ستكون مثل غيرك من المدربين.