يشكل اعتذار السعودية عن قبول مقعدها في مجلس الامن صيحة غضب عالية من سوء استخدام الدول الكبري لمجلس الامن, بسبب معاييرها المزدوجة التي لا تزال تعوق التسوية العادلة للقضية الفلسطينية, وتماطل في اخلاء منطقة الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل, وتعجزعن الحفاظ علي أمن الشعب السوري رغم التضحيات الباهظة التي دفعها!.., واظن ان صيحة الغضب السعودية تعكس أيضا نوعا من غياب الثقة في سياسات واشنطن تجاه الشرق الاوسط ودول الخليج, التي لم تثمر سوي المزيد من الفوضي والتفكك وإشعال الفتن الطائفية وكسر قوة العرب العسكرية, بسبب تخبط السياسات الامريكية تجاه مصر وسوريا والعراق وإيران, وتقلب مواقفها الذي يهدر مصالح العرب وامنهم القومي, ولجوئها إلي اساليب ضغط كريهة لاتوفر الحدالادني للثقة المطلوبة,تستخدم امدادات السلاح عنصر ضغط لاملاء سياسات داخلية تتصادم مع إرادات الشعوب!. ومنذأكثرمن ثلاثة عقود والبشرية تطالب بإصلاح مجلس الامن بحيث يصبح معبراعن إرادة المجتمع الدولي,يتصدي لشرور عالمنا وفق معايير واضحة واحدة يتم تطبيقها علي الجميع,وبرغم كثرة الافكار والمشروعات التي استهدفت إصلاح مجلس الامن, توافقت إرادات الدول الكبري علي سد كل السبل أمام اي إصلاح جاد,كي يبقي المجلس علي حاله الراهن, يتبني المعايير المزدوجة لصالح الكبار, ويتسخدم حق الفيتو في تعطيل مصالح الشعوب,ويعجز عن مواجهة كثير من صور العدوان. وما من شك أن موقف السعودية علي صحته وتجاوبه مع مصالح معظم شعوب العالم, يمكن ان يبقي مجرد صيحة غضب عالية ما لم يكن جزءا من سياسة عربية شاملة تعيد النظر في متطلبات الامن العربي, وتحفظ شروطه من مخاطر تقلبات الدول الكبري, وتضمن له عوامل القوة الذاتية التي تفسد اي ضغوط خارجية, وتدعم ركائزه الاساسية التي تربط بين أمن مصر والسعودية وامن دول الخليج, في وحدة توافقية تضمن استقلال الإرادة العربية ووضوح الرؤية والإلتزام بأهداف التضامن العربي. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد