الحديث بات مكررا بل ومملا.. في كل مرة نقترب من قطف الثمرة.. تمتد يد أخري لتسبقنا وتحصل عليها.. ولم يعد هناك سوي شعار واحد ز ما اشبه الليلة بالبارحة.. فالمنتخب الوطني اصبح البوابة الملكية لدخول اي من ابناء القارة السمراء عالم الكبار في كأس العالم, فالهزيمة الساحقة الماحقة امام غانا الاسبوع الماضي والاقتراب من توديع حلم المونديال, امر ليس بجديد علي الفراعنة.. فالتاريخ يسجل لهم انهم يتمتعون بقدر عال من الروح الرياضية بتمهيد الطريق امام الاخرين للعبور الي الكرنفال العالمي, سواء كان من شمال او وسط او غرب افريقيا, فمن يريد الحصول علي تاشيرة السفر الي هذه البطولة يمكنه ان ينالها دون مشقة من المصريين. علي مدار تاريخ مشاركات المنتخب في تصفيات المونديال فانه لم يظهر قوة وصلابة امام منافسيه, فبعيدا عن صعوده الي نهائيات1934 والتي تحققت علي حساب فلسطين الضعيفة بالفوز1/7 و1/4 ذهابا وايابا, ثم في1990 بايطاليا ايضا بتخطي المنتخب الجزائري1/ صفر بمجموع اللقائين, لم يفلح الفريق في تقديم اوراق اعتماده علي الاطلاق. ولكن الملفت للنظر انه في الوقت الذي كان فيه الفراعنة ابطال القارة شمالا وجنوبا لدرجة احتكارهم اللقب ثلاث مرات متتالية اعوام2006 و2008 و2010 فانه فشل وبجدراة يحسد عليها في التغلب علي عقدة المونديال.. وظهر ذلك بوضوح في السنوات الاخيرة, بداية من نهائيات1998, فقد فرط الفريق في بطاقة الصعود لنسور قرطاج او تونس, فعلي الرغم من بدايته القوية امام ناميبيا وفوزه بسباعية الا انه سقط امام النسور التي طارت مباشرة الي فرنسا من خلال بوابة الفراعنة. المشهد لم يتغير كثيرا في تصفيات2002.. فقد عرف أسود الستغال طعم المونديال للمرة الاولي في تاريخهم عن طريق المنتخب الوطني, فعلي الرغم انه بدأ المشوار بشكل طيب امام موريشيوس ثم في مرحلة المجموعات تفوق علي الجزائر الا انه تعثر في الامتار الاخيرة, وترك البطاقة للسنغاليين بفارق نقطتين وكان يكفيه الفوز علي نظيره الجزائري بثلاثية, ولكن هيهات ذهب كل ذلك ادراج الرياح. سار افيال كوت ديفوار علي درب اسود التيرانجا في تصفيات2006, فقد حصل علي تاشيرة السفر الي نهائيات كاس العالم للمرة الاولي في تاريخه عن طريق القاهرة, فعلي الرغم من الفوز علي السودان بملعبها بثلاثية الا ان الفريق عاد لفصوله الباردة وتخبط في نتائجه بالتعادل مرة والخسارة مرة أخري, ليصدق علي صعود الافيال الي مونديال المانيا. وبينما كان المنتخب افضل جيل له في تصفيات2010, وترجم ذلك بالحصول علي لقب كاس الامم عامي2006 و2008, الا انفاسه تقطعت كما هي العادة في مشوار المونديال.. فقد سار بشكل رائع حتي وصل الي المباراة الفاصلة مع الجزائر ليسقط دون داع بهدف للاشيء, والغريب والمثير لل ضيق انه بعدها بشهور قلائل اكتسح منافسه الجزائري في نهائيات انجولا برباعية نظيفة وحصد اللقب القاري للمرة الثالثة علي التوالي. الجدير بالذكر ان الخساره امام غانا هي الأكبر في تاريخ مصر في تصفيات كأس العالم علي مدار مسيره سنوات طويلة من المشاركة فيها, أما ابرز خمس هزائم في تاريخها بكاس العالم:. فقد خسر منتخب مصر امام ايطاليا ذهابا وايابا2/1 و5/1 في المجموعه التاسعه لتصفيات المونديال الذي اقيم في سويسرا عام1954.. اما ثاني اكبر خساره فكانت بنتيجه4/0 امام نيجيريا في تصفيات1978 قبل ان يرد في الجوله التاليه بالفوز3-1, وفي نفس التصفيات خسر المنتخب في الجوله الاخيره4/1 امام تونس.وكان يكفيه التعادل في الجولة الاخيره للتأهل لمونديال الارجنتين, لكن الجيل الذهبي لنسور قرطاج نجح في حسم التاهل برباعية تاريخية, كما نال الهزيمة بثلاثية مقابل هدف أمام الجزائر في تصفيات.2010