الكرة المصرية علي موعد مع مجد جديد في كوماسي.. ضعف الامكانات وقف حائلا أمام مشاركة مصر في كأس العالم عام1930

ظل تاريخ مشاركات مصر في بطولات كأس العالم لكرة القدم والدورات الأوليمبية مجهولا وغامضا لكل الأجيال المتلاحقة حتي ظهر الدكتور أحمد شيرين عبدالرحمن فوزي( والذي عين قبل أسابيع قليلة محافظا للمنوفية)
إذ يظل البحث والتوثيق الكروي هو متعته الكبري مهما كلفه هذا من جهد وعناء في تسلق أشجار المعلومات, وأصطياد الصور الموثقة لكل ما ذهب إليه.
وأخيرا ظهرت رائعته موسوعة مشاركات المنتخب المصري في كأس العالم والدورات الأوليمبية والأندية التي أخرجت نجوم هذه البطولات, والتي أهداها إلي روح والده الكابتن عبدالرحمن فوزي نجم منتخب مصر وصاحب هدفي مصر في المجر في كأس العالم بإيطاليا عام.1934
وما يعنينا في هذا العرض في الأساس الحديث عن مسيرة المنتخب المصري في بطولات كأس العالم باعتبار أن مباراة غانا اليوم في كوماسي هي الحدث الأهم لدي اهتمامات الجماهير العربية كلها من المحيط إلي الخليج.. وعلي هذا يقتصر الحديث مؤقتا في هذه الجزئية التي تمثل ثلث الموسوعة تقريبا وقد زينتها مجموعة نادرة من الصور التي لاتجد لها مثيلا في أي أصدار سابق, علاوة علي ذكر لأهم وأعظم نوابغ كرة القدم المصرية في التاريخ.. حيث البداية عن حسين حجازي نجم وكابتن منتخب مصر في العشرينيات والثلاثينيات والذي لقب بأبو الكرة المصرية.. ثم كان الكلام عن قصة دخول كرة القدم مصر بأقدام جنود الاحتلال البريطاني عام1882 في شوارع القاهرة والاسكندرية وبورسعيد, وبعد أقل من ثلاث سنوات انتشرت هواية لعب الكرة بين المصريين داخل كل حي وأصبح لكل فريق من هذه الأحياء أسما شهيرا به.. وأحدث هذا التطور قناعة ناظر المعارف محمد زكي باشا بجعل التربية البدنية مادة أساسية في المدارس عام1896, وأسندت مسئولية تنظيم نشاط للكرة إلي محمد باشا زغلول وكيل نظارة( وزارة فيما بعد) المواصلات, مما شجع علي تكوين فرق قوية للعبة في المدارس مع مطلع عام.1900 وكان أبرزها في القاهرة المدرسة السعيدية الثانوية ومدرسة محمد علي الابتدائية ومدرسة التوفيقية الثانوية والناصرية الابتدائية.. وفي الاسكندرية مدرسة رأس التين ومدرسة سعيد الأول وابراهيم الاول.
وفي عام1910 قام اليوناني أنجلو بولانكي السكندري المولد والنشأة والاقامة والذي كان يمثل مصر في اللجنة الأوليمبية الدولية بتأسيس الاتحاد المختلط للأندية الرياضية. ومعظم الأعضاء كانوا من الأجانب.. وهذا الاتحاد هو الذي قام بتأسيس أول مسابقة عام1913 أشترك فيها عدد من أندية الاسكندرية وبعض فرق الجاليات الأجنبية بالقاهرة والاسكندرية.
ومع بداية شهر مارس1914 تقدم صاحب السعادة أحمد حشمت باشا ناظر المعارف ورئيس الجمعية العمومية للنادي الأهلي بكأس تقام عليها مسابقة لطلبة المدارس العليا, واستمرت هذه المسابقة علي كأس حشمت باشا18 عاما فاز فيها الحقوق7 مرات والهندسة6 مرات والبوليس مرتين. وفي عام1916.. وافق السلطان حسين كامل علي اقامة مسابقة وأهدي كأسا باسمه وأطلق علي المسابقة الكأس السلطانية.
وكان أول منتخب مصر تم تكوينه عام1923, وأول بطاقات للاعبين يتم أصدارها من أتحاد الكرة عام1925, وبلغ عدد الأندية المصرية التي أنضمت للاتحاد المصري عام1930 نحو55 ناديا.
وفي هذا العام نظمت أوراجواي كأس العالم, ولم يتم عمل تصفيات تمهيدية حيث وجهت أوراجواي دعوة مفتوحة للمنتخبات للمشاركة, واعتذرت مصر بسبب بعد المسافة حيث كانت الرحلة مصر إلي أوروبا تستغرق نحو أسبوع بالباخرة, ومنها إلي أوراجواي في زمن يتجاوز الأسابيع الثلاثة بالإضافة إلي المصروفات الباهظة للرحلة.
وفي البطولة الثانية عام34 فازت مصر علي فلسطين في التصفيات المؤهلة يوم16 مارس بالقاهرة1/7 وفي لقاء العودة في القدس فازت1/4 يوم16 أبريل.
وفي البطولة الرابعة عشرة في ايطاليا عام1990 ضمت مجموعة مصر في التصفيات ليبريا وملاوي وكينيا ففازت علي ليبريا2/ صفر يوم6 يناير1989 وانهزمت من ملاوي صفر/1 في ملاوي, وتعادلت مع كينيا دون أهداف في كينيا ثم عاد المنتخب المصري وفاز علي ملاوي بالقاهرة1/ صفر وعلي كينيا2/ صفر وانهزم بهدف في ليبريا, وصعد للدور النهائي, ولعب مع المنتخب الجزائري في قسطينطينة وتعادل معه دون أهداف وفاز عليه بالقاهرة يوم8 مايو1990 بهدف واحد نظيف سجله حسام حسن.
وبعد.. فإن هذا هو التاريخ الذي يكتبه اليوم أبناء مصر في كوماسي في وقائع مرتبة مستوفاة دون زيادة أو نقصان.. حيث إن أمام أبناء بوب برادلي الامريكي الفرصة لدخول التاريخ من أوسع الأبواب فيما لو نجحوا في تخطي عقبة غانا اليوم ومساء يوم19 نوفمبر بالقاهرة.