في ظل تصاعد الاجواء المتوترة قبل اللقاء المرتقب بين مصر وغانا.. لجأت الاصوات العاقلة هناك الي محاولات للتهدئة حتي لا يحدث ما لا يحمد عقباه في حالة لو سارت الامور علي ما يريد جمهور اي طرف وظهرت في الافق بوادر للتهدئة من خلال استرجاع التاريخ الطويل من العلاقات بين البليدين, والدور الرئيسي لمصر في تغيير ملامح دولة النجوم السمراء. بدأت وسائل الاعلام حديثها بالاشارة الي انه عندما تدق الساعة السادسة مساء الغد إيذانا بانطلاق المواجهة المرتقبة, انها تجمل بين طياتها تاريخا طويلا من العلاقات الاقتصادية والتجارية وايضا الدبلوماسية بين البلدين, بخلاف الصداقة الطويلة التي تربط بين الشعبين, وقالت إنه لا ينسي احد في غانا دور مصر في استقلال البلد فقد ساهمت في حصولها عليه عام.1957 واضافت ان الرئيس الراحل د.كوامي نيكروما بعد ان قاد البلاد للاستقلال اختار ان يتزوج مصرية أسمها فتحية, لتصبح مصر من اوائل دول العالم التي تتبادل العلاقات الدبلوماسية مع غانا. وان الرئيسين نيكروما وجمال عبد الناصر باتا صديقين مقربين بشكل غير عادي لدرجة ان كل بلد تبادلت اطلاق اسماء شوارع لديها علي اسميهما. وشددت وسائل الاعلام علي ان الفرق المصرية التقت نظراءها في غانا مرات كثيرة وسط اجواء هادئة في بطولات الاتحاد الافريقي, كما ان الدوري المصري نفسه كان قبلة الكثير من اللاعبين الغانيين علي مدار سنوات, كما ان كل دولة تمثل حجر زاوية هام في اقتصاد الاخري. واكدت وسائل الاعلام أنه علي ضوء كل هذه المعطيات فان لقاء بعد الغد سيكون فرصة أخري طيبة لدعم الاحترام المشترك بين الجانبين, مع وجود رغبة أكيدة للنجاح والأداء بما يتماشي مع اللعب النظيف, وانه اذا كان زواج نكروما من المصرية فتحية كان تعبيرا عن روح الفريق ومثالا للوحدة الافريقية فان لقاء الثلاثاء سيمثل تعبيرا عن المشارع الطيبة والارتباط بين البلدين, ولذلك فان الجميع لا يملك سوي تقديم الامنيات الطيبة للفريقين في طريقه نحو الصعود الي نهائيات كاس العالم. وكانت الايام الماضية قد شهدت حشدا معنويا ونفسيا من بعض الصحف للجماهير من أجل مساندة النجوم السمراء في مهمتها الصعبة, وهو ما انعكس علي اللاعبين انفسهم لدرجة انهم وصفوا اللقاء بمسالة حياة أو موت, كما ان المشجعين لم يعد لديهم تصور مختلف سوي هزيمة المصريين وبفارق كبير الاهداف, خاصة بعد التصريحات النارية للمدير الفني كوايسي أبياه الذي اكد انه يمتلك كتيبة من الهدافين قادرة علي هز شباك اي منافس, بدليل ان نسبة التسجيل بلغت خلال مباريات تصفيات المونديال ثلاثة أهداف في كل مباراة. كما زاد من الشحن المعنوي سواء للجماهير او اللاعبين الحديث المتواتر عن ضرورة حسم الصعود من مباراة الذهاب دون انتظار للعودة, والقضاء تماما علي فرص المصريين في التأهل تجنبا لاي مفاجأت غير سارة في القاهرة.