وثيقة ادانة دولية دامغة, تكشف عن حجم انتهاكات نظام أردوغان الاستبدادي لحقوق الانسان في تركيا, وقعت تحت يدي للتو. سوف أكشف في السطور التالية بعضا مما جاء في هذه الوثيقة, لعل وعسي يستحي الرجل, ويركز جهده في علاج ما يمكن وصفه ب ارهاب الدولة في تركيا, ويتوقف عن التدخل السافر والبغيض في الشأن الداخلي للآخرين, وبالذات مصر, ويأخذ بالمثل القائل: اذا كان بيتك من زجاج.....!! قبل استعراض وثيقة الادانة, وجب التنويه الي ما ذكره موقع صحيفة زمان بأن قناة أي تي في التركية طردت مقدمة البرامج غوزدي قانسو بعد يومين من انتقاد نائب رئيس حزب العدالة والتنمية, حسين جيليك, لفستانها(!!), بالمناسبة, الحزب التركي المذكور هو الحاكم والمرادف والتوءم للحزب الاخواني بمصر! التقارير الصحفية أشارت الي احتمال ارتباط قرار طرد المذيعة بدعمها للمظاهرات المناهضة لحكومة أردوغان في شهر يونيو احتجاجا علي ازالة حديقة جيزي في ميدان تقسيم.. توقيت طرد مقدمة البرامج تزامن مع دخول قرار حكومة أردوغان حيز التنفيذ بخصوص رفع الحظر علي ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة بزعم اصلاحات تهدف الي تعزيز الديمقراطية(!!) فضلا عن تزامنه مع قيام الحكومة بمكافأة الشرطي الذي قتل شابا في مظاهرات تقسيم وذلك بمنحه منصبا جديدا في ادارة الحماية بهيئة الشرطة التركية! تحت عنوان الحالة التركية, أعدت لجنة أوروبية خاصة, تقريرها السنوي, بشأن انتهاكات حكومة أردوغان, لحقوق الإنسان, في عام2013, ليضم التقرير9 اتهامات محددة, فيما يلي موجزها: 1 تقييد حرية التعبير والاختفاء القسري: حيث أظهر تقرير منظمة فريدم هاوس لعام2013 تراجع تركيا من المستوي الثالث الي المستوي الرابع في مؤشر المنظمة الخاص بالحريات المدنية بسبب احتجاز الآلاف من المواطنين الأكراد والصحفيين وزعماء اتحادات العمال والطلاب وضباط الجيش بدون توجيه تهم لهم ولفترات طويلة وفي حملات يعتقد أنها ذات دوافع سياسية. 2 حقوق الأقليات: تستمر حكومة أردوغان في ممارسة المواقف العدائية والتمييز تجاه الأقليات الاثنية والدينية, خاصة الاعتداءات الأمنية المتكررة علي الأكراد واستهداف المدنيين منهم, بالاضافة الي انتهاك حقوق الأقليات من الغجر. 3 العنف ضد المرأة: بالذات جرائم العنف المنزلي وممارساته التي تزداد بشدة في عهد أردوغان, فضلا عن ارتفاع معدلات ما يعرف بجرائم الشرف وحالات الزواج القسري, وتشير البيانات الي أن42 في المائة من نساء تركيا تتعرضن للعنف الجنسي أو الجسماني, ويعجز الأمن والقضاء في توفير الحماية اللازمة للنساء اللائي تقدمن بطلبات لحمايتهن من عنف الأزواج. 4 .. والتمييز ضد المرأة: أظهرت احصائيات العام المنصرم أن ثلث قوة العمل من النساء التركيات هن فقط اللائي يحصلن علي فرص عمل لتحتل تركياالمرتبة124 من بين135 دولة في مؤشر الفجوة بين الجنسين العالمي. 5 انتهاكات الأحكام الأساسية للمحكمة الأوروبية لحقوق الانسان في قبرص:وبحكم سيطرة تركيا العسكرية علي جزء من الجزيرة, فان نظام أردوغان مسئول عن انتهاكات القوات المسلحة التركية أو الادارة المحلية الخاضعة لسيطرتها لحقوق الانسان بالمنطقة. 6 التعذيب والمعاملة السيئة في المؤسسات العقابية وأماكن الاحتجاز بما يشمله من حبس انفرادي ونقص الرعاية الطبية للمسجونين واحتجاز الأطفال في أوضاع لا تختلف كثيرا عن أماكن احتجاز الكبار بالاضافة الي اتهامات بالاستغلال الجنسي والبدني للأطفال في بعض المؤسسات العقابية. 7 استخدام القوة المفرطة بواسطة قوات الأمن لقمع المتظاهرين في الأماكن العامة, مثلما حدث في حديقة جيزي باستانبول وكذلك في أنقرة أوائل شهر يونيو الماضي وليمتد الي أكثر من مدينة تركية. 8 انتهاك حقوق المتهمين في محاكمات عادلة وقصور الضمانات والشفافيةواجراءات التقاضي والدفاع, واساءة استخدام الحجز التحفظي لسنوات دون محاكمة. أظهر تقرير حديث لمنظمة هيومان رايتس ووتش وجود8995 محتجزا بتهم ارهابية, ضمن125 ألفا, اجمالي المسجونين في تركيا, وأن نصف العدد الأول( حوالي4500 محتجز) ما زالوا في انتظار حكم ابتدائي في قضاياهم. 9 سوء الظروف والأحوال لاحتجاز اللاجئين وطالبي اللجوء, مما يعرضهم لمخاطر الملاحقة والقبض عليهم وتوجيه التهم لهم من قبل الدول التي يفرون منها. [email protected] لمزيد من مقالات كمال جاب الله