كثفت قوات الأمن والجيش من تواجدها أمس في محيط ميدان التحرير وانتشرت أعداد كبيرة من المدرعات وحاملات الجنود علي أطراف الميدان والشوارع المؤدية إليه, تحسبا لتوجه مسيرات إخوانية اليوم إلي الميدان تحت عنوان التحرير لكل المصريين, وهي الدعوة التي أطلقتها عدد من الحركات والتحالفات الموالية لتنظيم الإخوان بهدف الاعتصام داخل الميدان. "الأهرام" حصل علي خريطة مظاهرات اليوم وخطوط سيرها التي لم يعلن عنها أصحاب الدعوات بهدف ارباك الأجهزة الأمنية وكشفت مصادر من داخل التنظيم عن خطة الجماعة التي تتلخص في خروج مؤيديهم في مظاهرات في القاهرة من مساجد السلام والرحمن الرحيم بمدينة نصر, والفتح برمسيس, والنور بالعباسية, ومسجد الخلفاء الراشدين, وعمرو بن العاص, والريان بالمعادي, وفي الجيزة تتحرك المسيرات من مساجد أسد بن الفرات بالدقي, والاستقامة بالجيزة, والرحمة بالهرم, وخاتم المرسلين, وخالد بن الوليد بإمبابة, والمحروسة بالمهندسين, وقباء بالوراق. وتستخدم الجماعة اليوم تكتيكا جديدا لتلافي الاحتكاك بالأهالي, وذلك من خلال اختيار شوارع معينة يتم زراعة عناصر منهم داخلها لتأمين سير المسيرات حتي وصولها الي ميدان التحرير وأكدت المصادر أن ما يسمي ب التحالف الوطني لدعم الشرعية أبقي علي سرية التحركات علي أن يتم إعلانها لحظة بلحظة خلال المسيرات وأنه لا يعلم عنها سوي قيادات التحالف والتي سترسل التعليمات إلي المسيرات بالشوارع التي ستنطلق منها إلي أن تصل جميع المسيرات إلي ميدان التحرير في وقت واحد حتي تكون الأعداد ضخمة ولا يستطيع الأمن إيقافها. من جانبه أصدر التحالف الإخواني بيانا جديدا أمس طالب فيه أنصاره بالتوجه الي الميدان والاعتصام به حتي عيد الأضحي والصلاة بساحته, وطالبهم بالثبات وأن يقدموا أرواحهم في سبيل الوصول إلي قلب الميدان, وذلك بعد نجاح خطتهم في إفساد الاحتفال بأعياد نصر أكتوبر المجيد. في سياق متصل كثفت الأجهزة الأمنية من وجودهم ووضعت قيادات الأمن بالقاهرة خطة لمجابهة تلك التحركات لتأمين الميادين اليوم وخلال أيام عيد الأضحي لاحباط مخططات الاخوان التي تستهدف إفساد فرحة المصريين بالعيد, حيث عقد اللواء أسامة الصغير مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة اجتماعا مع القيادات الأمنية بالمديرية لوضع اللمسات الأخيرة للخطة الأمنية. وتتضمن الخطة تكثيف الخدمات المرورية أمام المحال التجارية والمنشآت السياحية والحدائق والمتنزهات ودور السينما والملاهي, وكذلك بمناطق المراسي والبواخر النيلية والسياحية, وتكثيف الخدمات المرورية علي المساجد والساحات المفتوحة لأداء صلاة العيد, ومنع انتظار السيارات بالمناطق المحيطة بدور العبادة والمنشآت المهمة والحيوية, ومنع تواجد أي سيارات مشتبه فيها بما يسمح بالتأمين الكامل. من جانبه, أكد اللواء أسامة الصغير أنه تم رفع حالة الاستعدادات الي الدرجة القصوي وإلغاء راحات الضباط والأفراد لقوات أمن القاهرة و تأمين جميع المنشآت الحكومية وأماكن تجمع المواطنين في المتنزهات وانتشار الكمائن الثابتة والمتحركة وحراسات مشددة علي المنشآت الهامة.. مشيرا الي انه سيتم تسيير دوريات أمنية بالمحاور والشوارع المؤدية إلي مناطق الاحتشاد وتزويدها بالكلاب البوليسية الخاصة بالكشف عن المفرقعات في إطار تأمين أيام العيد. وأضاف اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية للأمن العام أن الخطة تشمل تكثيف التواجد الأمني اليوم بمحيط ميدان التحرير وقصر الاتحادية والحيلولة دون اقتحامهما من جانب العناصر التخريبية, فضلا عن تكثيف التواجد الأمني بمحيط المنشآت المهمة والحيوية بالتنسيق مع القوات المسلحة لتأمينها علي مدار الساعة ومن بينها مجلسا الشعب والشوري ومجلس الوزراء ومبني اتحاد الإذاعة والتليفزيون والبنك المركزي ومحطات الكهرباء والمياه الرئيسية ومدينة الإنتاج الإعلامي لضمان عدم محاولة البعض لاقتحامها أو التعدي عليها. وكشف عن أن الخطة تشمل تأمين أقسام ومراكز الشرطة من خلال تزويدها بكاميرات مراقبة لتصوير أي حالات اعتداءات عليها لتحديد هوية المعتدين وضبطهم, بالإضافة إلي تزويد كل قسم ومركز شرطة بمجموعة قتالية من قطاع الأمن المركزي, بجانب القوات الأمنية المكلفة بتأمين القسم أو مركز الشرطة لصد أي هجوم عليه, حتي لا تستغل بعض العناصر الإجرامية المظاهرات في الهجوم علي أقسام ومراكز الشرطة لتهريب المحبوسين بداخلها. وفي مجال الحماية المدنية, أكد اللواء ممدوح عبد القادر مدير الحماية المدنية بالقاهرة أنه أمر بالغاء راحات واجازات ضباط و افراد الادارة ورفع حالة الاستعداد القصوي لجميع وحدات الاطفاء و الانقاذ. بدوره أكد اللواء حسن البرديسي مدير مرور القاهرة بأنه تم إجراء تحويلات مرورية اليوم تحسبا للتكدسات التي سببتها المسيرات وتم تعزيز انتشار سيارات المرور من الدوريات الراكبة والدرجات البخارية لتجوب المحاور الهامة والميادين الرئيسية بالقاهرة لملاحظة الحالة المرورية والإخطار الفوري عن أية ملاحظات.