كل خيانة جريمة ولكن ليس كل جريمة خيانة. عندما يسرق شخص شخصا آخر أو حتي يقتله فهذه جريمة ولا تسمي خيانة في عرف أهل القانون الجنائي. وقد يكون أهم ما يفرق الجريمة العادية عن الجريمة التي تعتبر خيانة أن الجريمة العادية تقع في الغالب علي فرد واحد أو مجموعة أفراد محدودين ولغرض في ذهن الفاعل يتعلق به وحده في الغالب الأعم من الأمور أما الجريمة التي تعتبر خيانة فأمرها مختلف. الخيانة تقع علي مجموع الناس والدافع لها في الغالب يكون اعتقادا معينا. وإذا جاز استعمال الرأفة أحيانا في الجرائم العادية فإن جواز الرأفة في الجرائم التي تعد خيانة أمر مستحيل ويخالف طبيعة الأشياء. أقول ذلك لكي أصل إلي شيء معين إن ما يرتكب في بعض أرجاء مصر هذه الأيام من تفجيرات وتخريب وقتل هي بيقين جرائم من قبيل الخيانة. لأنها تصدر عن اعتقاد معين أو قد تكون عن عمالة لقوي خارجية ولأنها تقع علي مجموع من الناس ليس مقصودا لذاته وإنما مقصود من أجل ما يحدثه من خراب وذعر. جاء في الصحف العالمية والمحلية أن بعض الدول رفعت الحظر عن السفر إلي مصر وبعد أن بدأت بعض المناطق السياحية يفد إليها عدد من السياح الأجانب وتحقق ذلك بالذات في منطقة شرم الشيخ فإذا بهذه الفئة الضالة الخائنة تستهدف شرم الشيخ وترتكب فيها تفجيرات وتقتل فيها أشخاصا قد يكون بعضهم من السائحين. نحن هنا في مواجهة جريمة من جرائم الخيانة في حق الوطن كله وليس في حق فرد معين أو مجموعة من الأفراد. الشعب المصري كله في الذكري الأربعين لانتصار أكتوبر العظيم كانت جماهيره كلها تعيش حالة من الفرح والاحساس بالشموخ والعزة والانتصار. وكان جيش مصر الوطني العظيم في مقدمة المحتفلين بهذا العيد العظيم ولكن هذه الفئة الضالة الخائنة أرادت أن تجعل من هذا العيد العظيم مأتما فألقت متفجرات هنا وهناك. وقتلت أناسا أبرياء هنا وهناك لغير ما ذنب جنوه. كل ذنبهم أنهم مواطنون مصريون وأن هذه الفئة الضالة تكره كل ما هو مصري وتريد أن تخربه لمصلحة أعداء مصر. وأعداء مصر لا يخفون علي أحد. ولمصلحة من يحدث الاعتداء علي مجمع الأقمار الصناعية في المعادي لكي تتعطل الاتصالات بين العالم الخارجي ومصر ولكي تتعطل الاتصالات بين المصريين وبعضهم. هل هذا لمصلحة مصر. وإذا كان هؤلاء الناس يرتكبون كل يوم جرائم خيانة كبري في حق هذا الوطن الذي ينشد الأمان والاستقرار ويحتاج إلي البناء في كل لحظة فكيف تكون معاملتهم. أنا أتصور أن تكون المعاملة بمنتهي الحزم والشدة التي لا هوادة فيها ولا يضيرنا الدعايات المسمومة التي تطلق في بعض الدول الأوربية وتصور أن مصر فيها انقلاب عسكري يريد أن يمكن لنفسه بمحاربة هؤلاء. الشعب المصري هو المهم. والشعب المصري خرج عن بكرة أبيه في30 يونيو لإسقاط هذه الفئة الضالة ولكي, يفوض ويأمر, جيش مصر العظيم بإنقاذ مصر وازاحة الفئة الضالة. وكما قال الفريق أول السيسي الذي يحبه الشعب المصري كما لم يحب زعيما قبله إلا جمال عبد الناصر لولا30 يونيو لكانت مصر علي أبواب حرب أهلية والعياذ بالله. هذه الفئة الضالة لا تستحق أي نوع من المهادنة أو المصالحة أو الرحمة لأنهم يريدون هدم مصر وتخريب مصر وكسر الوحدة الوطنية في مصر. ومثل هؤلاء لا يستحقون إلا الإبادة حتي ينجو هذا الشعب.القسوة ليست في طبيعتي. يل هي أبعد شيء عني. ولكن مصر أغلي علي وعلي كل مخلص من أبنائها من أي فئة ضالة مخربة. عاشت مصر دائما عزيزة آمنة. دولة لكل المواطنين. لمزيد من مقالات د. يحيى الجمل