رسالة اسطنبول: عبد الوهاب حامد: دخلت العلاقات المصرية التركية مرحلة جديدة في جميع المجالات, السياسية والاقتصادية خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان. الطفرة التي حققتها تركيا في المجال الزراعي تدعو إلي التوقف وهناك تجارب يمكن الاستفادة منها تشمل التعاونيات وما قدمته للمنتجين الزراعيين بدءا من المراحل الأولية لإنتاج المحاصيل وحتي المرحلة النهائية وهي التسويق, كما ان هناك تجارب لابد من الاستفادة منها. لتحقيق ذلك وفي مشاركة بين المنتجين الزراعيين والقطاع الخاص المنتج للأسمدة, زار تركيا أخيرا وفد يمثل الحركة التعاونية الزراعية من الاتحاد العام والجمعيات العامة للائتمان والإصلاح, والهدف الاقتراب أكثر من التجرية التركية وإحداث مشاركة تخدم المنتجين في كلا البلدين. المهندس رضا إسماعيل رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي المركزي يقول: إن التعاونيات لايمكن أن تقف موقف المتفرج للمتغيرات العالمية بل لابد من الانفتاح مع منظمات الفلاحين في المنطقة العربية والإقليمية والعالمية لأن النغلاق لن يحقق شيئا ولابد من الانفتاح وإيجاد اسواق كبيرة للحاصلات الزراعية, وأعتقد أن الفائدة لن تقف عند هذا الحد بل ستتعدي إلي الاستفادة من كل التجارب والنتائج العلمية لزيادة الإنتاج المراعي للبيئة الذي يوجد سوقا جديدانظرا لأهمية هذه القضية, وأرجو ان تمتد المباحثات والاتصالات إلي عقد صفقات للتبادل التجاري وإلي فتح أسواق للأسمدة المصرية ليس للاستهلاك التركي فقط بل الإسهام في استغلال علاقاتها المتميزة مع الدول الأخري المجاورة. السيد أبو العباس عثمان رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للائتمان يؤكد ان الوضع العالمي الآن في مجال الزراعة ورفع الدعم الذي كان موجها إلي الفلاحين في فترات سابقة سواء في مستلزمات الإنتاج أو القروض الزراعية وكذلك حرية تسويق المحاصيل لعدم التزام لحكومة بذلك وكل هذه المتغيرات تستلزم من الحركة التعاونية سواء من اتحادها العام أو جمعياتها العامة التعرف علي كل مايجري حولها سواء في اساليب الإنتاج أو التسويق للاستفادة منها, ومن هنا جاءت الرغبة المستحدثة من القائمين علي الحركة التعاونية في كلا البلدين بمصر وتركيا, وقال إن المرحلة المقبلة ستشهد نتائج مهمة لهذه الزيارة لمصلحة المنتجين الزراعيين. يقول المحاسب محمد الزيات مدير عام الجمعية التعاونية للائتمان ان زيارة الوفد التعاوني الزراعي المصري لتركيا جاءت تلبية لرغبة كلا الجانبين لأحداث تكامل يخدم المزارعين بكلا البلدين وهي ضرورة بعد الزيارة الناجحة والأخيرة لرئيس وزراء تركيا طيب اردوغان لمصر وماحققته من نتائج أهمها توقيع العديد من الاتفاقات, وهذا تطلب تحركا سريعا من المنظمات غير الحكومية للاستفادة من هذا التقارب وعلي رأسها منظمات الفلاحين, وقد سبق هذه الزيارة احداث مشاركة مع شركة أبو زعبل للأسمدة والمواد الكيماوية لتكون جنبا إلي جنب مع الوفد التعاوني والزراعي وصولا إلي وجود سوق جديدة لمستلزمات الإنتاج المصري بالأسواق التركية. المهندس رضا إسماعيل رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي المركزي يري ان مزاعم التنافس بين القاهرة وانقرة ومحاولة إحياء الامبرطورية العثمانية اوهام عفا عليها الزمن وهي من صنع الكارهين للتقارب المصري التركي, ولكن الحقيقة المؤكدة ان هناك رغبة تركية في الاستفادة من الاقتصاد للصعود عالميا من هنا يمكن فهم السبب في الدور التركي المتزايد في المنطقة الي تفوق الاقتصاد الذي أسهم فيه محاولات الأتراك الدخول إلي الاتحاد الأوروبي والذي استفادت منه تركيا كثيرا إذ ان شروط ومعايير الانضمام كانت تقتضي الحد من الفساد ورفع الشفافية والقدرة الثقافية ومعايير نوعية عالية للسلع والخدمات, الأمر الذي رفع من درجة الاستعداد وطور الاقتصاد التركي وكل هذه معايير يمكن ان تعتبر نموذجا للمصريين للاستفادة منها والخروج إلي العالمية. ويقول المهندس محمد علاء جمال الدين وكيل وزارة الزراعة رئيس الإدارة المركزية للتعاون الزراعي إنه لايمكن الاعتماد علي الجهود, الحكومية في التنمية حيث انه في ظل التحرر الاقتصادي وآليات السوق فلابد من دور بارز للقطاع الخاص والتجربة التركية خير شاهد علي ذلك حيث ان رجال الأعمال الصناعيين اثبتوا جدارتهم في ترجمة آمال شعبهم إلي واقع والأرقام تؤكد ان متوسط دخل الفرد التركي ارتفع من2000 دولار سنويا عام2002 إلي نحو10 آلاف دولار عام2009 برغم الأزمة الاقتصادية العالمية التي اثمرت سلبا علي صادرات تركيا التي انخفضت إلي نحو100 مليار دولار سنويا مقابل115 مليار قبل ظهور الأزمة, ومن هنا كان القطاع الخاص في مصر يطالب في هذه المرحلة خاصة بعد ثورة يناير بالاستفادة مما حققته التجرية التركية, والحركة التعاونية القريبة جدا من القطاع الخاص مطالبه وأكثر الحاحا بالدخول في هذه المنظومة بعيدا عن مظلة الحكومة لتحقيق اقصي استفادة ممكنة لاعضائها خاصة من الفلاحين الذين عاشوا عشرات السنين يشكون التهميش ومعاناة تسويق محاصيلهم. السيد مجدي شراكي رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعي , وعضو الوفد المصري: ان توقيت الزيارة مناسب حيث تحرص كل من تركيا ومصر في الفترة الراهنة علي توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين, فهناك فرص سانحة لمزيد من التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل السلعي والفرص الاستثمارية المشتركة بينهما, خاصة بعد الزيارة الأخيرة لطيب أردوغان.