تنمية أي مجتمع لا تحتاج إلي موارد مالية بقدر ما تحتاج إلي تكاتف الجهود والتعاون بين الجهات المختلفة.. ينطبق هذا علي تجربة عاشتها جمعية تنمية المجتمع بقرية' بندف' بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية. التي كانت تعاني من مشاكل مادية كثيرة منعتها من تحقيق غايتها في الارتقاء بالمجتمع وتلبية احتياجات الأهالي, فلجأت إلي الصندوق الاجتماعي للتنمية لطلب منح ومساعدات ادارية ومؤسسية لبناء قدرات العاملين بها تمكنهم من القيام بأدوار أكثرفاعلية. كانت البداية كما يقول حسين سليم رئيس مجلس ادارة الجمعية بالحصول علي منحة من الصندوق قيمتها مائة وثلاثة وثمانون ألف جنيه لتنفيذ مشروع رائد للنظافة وجمع القمامة وتم بالفعل شراء كل المعدات التي يحتاجها, وكان ذلك بمثابة الميلاد الحقيقي للجمعية لأن هذه المنحة ساعدتنا أيضا علي تنفيذ عدة مشروعات تنموية منها انشاء دار حضانة نموذجية لأطفال القرية باعتبار أن الأطفال هم الاستثمار الحقيقي لأي مجتمع, ونتيجة للنجاح الذي حققته منحنا الصندوق مبلغ 60 ألفا أخري لتطويرها وشراء أجهزة كمبيوتر وتجهيز صالة للألعاب حتي أصبحت هذه الدار نموذجا لدور الحضانة الحديثة.. ساعدتنا هذه المنحة أيضا علي استئجار جرار زراعي ومقطورة قلاب يتم اعارتهما للمزارعين بايجار شهري يدفع من خلال الاشتراكات الشهرية التي تحصل منهم نظير هذه الخدمة, ومع الوقت حققت الجمعية فائضا تم استغلاله في عدة مشروعات منها الإقراض التي تشمل قروضا متناهية الصغر في حدود 500 جنيه وقروض صغيرة بحد أقصي 5000 جنيه ومشروعا للسلع المعمرة أتاح فرصة الشراء بالتقسيط نحو 295 عميلا من أهالي القرية.. كما قامت الجمعية بالتعاون مع منظمة الغذاء العالمي ومنظمة العمل الدولية واليونيسيف بتنفيذ مشروع تعليمي للأطفال المتسربين من التعليم يهدف أيضا إلي تمكين أمهاتهم وتدريبهن علي إقامة مشروعات صغيرة ومساعدتهن في الحصول علي قروض لها, هذا بالإضافة إلي انشاء عيادة أسنان مجهزة بجميع المعدات الطبية الحديثة. وبذلك حدثت نقلة نوعية لأهالي قرية "بندف" التي أصبحت نموذجا تسعي قري أخري كثيرة للاحتذاء بها.