عندما اقتحم جيشنا العظيم.. خير أجناد الارض كما وصفهم رسول الله صلي الله عليه وسلم بأن جند مصر خير أجناد الارض قناة السويس الي سيناء الحبيبة كان نداؤهم الله أكبر.. الله اكبر. فرد عليهم المطربون: بسم الله.. الله أكبر.. بسم الله.. بسم الله.... تلك الكلمات التي كتبها عبد الرحيم منصور وصاغها لحناالموسيقار بليغ حمدي وغنتها المجموعة. وعندما قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات إن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلا بالفحص والدرس.. أمام عملية السادس من أكتوبر سنة1973 رد عليه الشاعر محمد حمزة والموسيقار بليغ حمدي وحنجرة العندليب عبد الحليم حافظ بأغنية عاش اللي قال عاش.. عاش اللي قال.. الكلمة بحكمة وفي الوقت المناسب.. وعندما انطلقت حرب تحرير سيناء في الثانية وخمس دقائق من ظهر السادس من أكتوبر سنة1973 العاشر من رمضان والجنود صيام بصيحات الله أكبر الله أكبر. انطلقت أجهزة التسجيل بأستوديوهات الدور السابع بمبني ماسبيرو وبالتحديد ستوديو46 مساء ذلك اليوم مباشرة بأصوات المجموعة بسم الله.. الله اكبر أذن وكبر بسم الله لتذاع في السادسة من صباح الثامن من أكتوبر كأول اغنية معبرة عن النصر الكبير في معركة العزة والكرامة. يتذكر وجدي الحكيم مدير المنوعات بإذاعة صوت العرب وقتذاك ذلك اليوم انه بمجرد إذاعة أول بيانات المعركة في حوالي الخامسة والربع مساء السادس من اكتوبر وكنا علي موائد الافطار نتناوله في اليوم العاشر من رمضان توافد الفنانون من انفسهم الي مبني ماسبيرو وتحول الدور السابع منطقة الاستوديوهات لخلية نحل وتوافد الموسيقيون والمؤلفين الشعراء والملحنون والمطربون كل يريد تقديم جزء من حبهم وعشقهم لمصر يتواكب مع عطاء الجيش المصري علي الجبهة في معركة التحرير. ويقول مثلما انطلقت المدافع في قلوب العدو انطلقت حناجر المطربين لقلوب الجيش والشعب الكل يعبر عما يجيش في الصدور من حب مصر المحروسة. فجاءت وردة بأغنتيها حلوة بلادي السمره ثم تلتها ثالثة الاغاني التي قدمها صوت العندليب عبد الحليم حافظ وهي لفي البلاد يا صبيه تلك التي أذيعت بعد البروفة الاولي وكتبها محسن الخياط ولحنها الموسيقار محمد الموجي. يواصل وجدي الحكيم ذكرياته أن الفنانين جميعهم بما فيها العازفون قدموا تلك الأعمال الوطنية في حب مصر بدون مقابل وتنازلوا عن أجورهم برغم اقامتهم خارج منازلهم طوال الاسبوع الاول من حرب اكتوبر المجيدة وتولت الفنانة شادية احضار أية أدوية يحتاجها الفنانون وورده تكفلت بإحضار الأطعمة حتي أن عبدالحليم حافظ أسعف عازف الايقاع حسن انور الذي تعرض لهبوط مفاجئ بإعطائه حقنة مهدئة وكنا ننام في مكتبي بصوت العرب بالدور الثالث وفي طرقات ومدخل استوديوهات الدور السابع وكذلك داخل الاستوديوهات44 و45 و41 و46 و47 و35 في الدور الرابع وكذلك استراحة الدور السابع وصالة البروفات التي تشغلها الآن القنوات المتخصصة وكان يشرف علي تلك الاعمال المخرج محمد محمود شعبان( بابا شارو) رئيس الاذاعة حينذاك والذي كان يتولي مهمة لجنة النصوص وأجازة الإعمال الغنائية. أما أغنية عاش اللي قال تلك التي غناها حليم فقد كان مقررا أن يرد الكورال عندما يقول عبد الحليم عاش ليكي ابنك فيقول الكورال السادات.. عاش اللي حبك.. السادات رد اعتبارك.. خلي نهارك احلي نهار الا ان الرئيس السادات عندما علم بذلك رفض ذكر اسمه في الاغنية فتم تغيير اسمه الي عاش.. عاش.. عاش وتم اعادة تسجيل الاغنية. يوم الثامن من اكتوير سنة1973 خرجت الاهرام بمانشت كتبه الكاتب الكبير توفيق الحكيم( عبرنا الهزيمة) ولما قرأه الشاعر عبد الرحيم منصور من الطبعة الاولي مساء7 اكتوبر كتب أغنية بنفس العنوان ليلحنها الموسيقار بليغ حمدي وتغنيها الفنانة شادية والتي تقول كلماتها عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة.. باسمك يا بلادي تشتد العزيمة.. لتذاع الأغنية في العاشرة صباح يوم صدور الاهرام بعد ماسجلت في السابعة صباحا. ولما كان موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب متواجدا في بيروت أثناء حرب أكتوبر وردا علي الشائعة التي سرت لسفرة الي لبنان خوفا علي نفسه فقد قام بتسجيل أغنية حي علي الفلاح التي كتبها الاخوان الرحباني ولحنها محمد عبد الوهاب وتقول طول ما أملي معايا وفي ايديا سلاح ح افضل اجاهد وامشي من كفاح لكفاح وأرسل الأغنية عبر الطائرة وأذيعت بعد أسبوع من بدء حرب اكتوبر. وبعد أسبوع من بدء حرب أكتوبر طلب عبد الحليم من الشاعر عبد الرحمن الابنودي العوده من لندن الذي حضر وكتب أغنية صباح الخير يا سينا ولحنها الموسيقار كمال الطويل. أما زكريا عامر كبير مهندسي استوديوهات الدور السابع فقال مع بدء حرب أكتوبر اننا أقمنا في ماسبيرو وكأننا في معسكر وشعرنا وكأننا مجندون علي جبهة حب مصر والتعبير عما في صدور المصريين. وستظل تلك الأعمال خالدة عبر الأجيال لانها تحمل ذاكرة وطن.