لم أفهم ان يدافع نظام سياسي ما أو شخص ايا كان عن الديمقراطية وكلاهما في الاصل غير ديمقراطيين ولايمتان بصلة للحرية بكافة أشكالها المتعارف عليها إنسانيا. وربما تذكرت السيد خالد العطية وزير خارجية قطر ونقده الشديد للقاهرة لابتعادها عن المسار الديمقراطي, فبلاده ليست فقط دولة إستبدادية نكلت ومازالت بمعارضيها أشد تنكيلا وبطشا بل تجاوزت ما سطرته عن التوليتارية, الأمريكية الالمانية الاصل حنا ارئدت, لفرط فاشيتها وإرهابيتها. الطريف أنه حينما تكيل الصحف البريطانية النقد لمصر, يكون في مقدمة برنامج أقوال الصحف بالجزيرة التي تعتبر إيصال الحقيقة هدفها الأسمي, أما عن التقريظ الموجه للإمارة كما كان الاربعاء الماضي, ونعتها بالتوحش في اليوم التالي علي خلفية إعادتها نظم سخرة العبيد في إشارة إلي الانتهاكات المروعة الممنهجة ضد العمالة الاسيوية, فلا مكان له في مهنية الشبكة, وقس علي ذلك الكثير من اللامهنية واللاأخلاقية مثل إيرازها الوقفة الاخوانية أمام الاممالمتحدة في حين تجاهلت نظيرتها الأكثر عددا وفاعلية المؤيدة لثورة30 يونيو وخارطة الطريق, يالها من سخرية. الأكثر إثارة أن تجلب لنا عن مسئولة أممية قولها أن الكنانة صارت المكان الاخطر بالنسبة للصحفيين, هل يعقل هذا ؟ وطالما الأمر كذلك كان الأجدر بها أن تبصرنا, وتعطينا نموذجا لبلد عربي واحد يتمتع بحرية صحافة أفضل. وإذا كانت المحروسة بهذا الشكل القمعي, فما بالنا بصحف الخط الواحد, والصحفي الذي يفقد عمله, حال أخطأ دون قصد, في ترتيب اصحاب السعادة والمعالي عند كتابته خبرا وبالطبع سيرجم هو وأهله لو نسي كلمة حفظه الله ورعاه مقرونة بالمفدي الأمير. وللانصاف الصحافة الورقية ما هي إلا ديكور لزوم الحداثة, والفائدة الوحيدة أنها تتيح فرص عمل للعشرات الذين يعتبرون أنفسهم في إجازة من مهنة القلم التي سيعودون لها بعد أن يكونوا قد إدخروا بضعة آلاف من الأخضر الرهيب. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد