'الحالة الفرعونية'' حالة ذاتية معاكسة تماما للموضوعية, فبالرغم من الإضافة الفريدة التي قدمتها الحضارة الفرعونية للعالم القديم والحديث, فإن هذه الحالة في أي عمل جديد تنزع منها قيم الجدية والتفوق, فلا يكاد يبدأ مشروع جديد الاويسعي في هدم او إلغاء سابقه, مهما كان هذا الذي سبق حتي ولو كان ناجحا. وإذا كنا بهذا التنويه نسعي إلي حماية وصيانة مشروع مدينة زويل مستقبلا مما قد تسببه الحالة الفرعونية بهدف أن المحافظة عليه وتقويته واستمراره بعد استكماله, ليظل ناجحا بعيدا عن حالات التبديد والهدم والإهمال دون الاعتماد علي وجود أصحابه أو مؤسسيه مستقبلا, كما يحدث لكثير من المشروعات التي ننفق عليها مليارات الجنيهات والوقت والجهد ثم يأتي أناس جدد لمشروع في القطاع نفسه لايكملونه ولكن ليبدأ من جديد وتلك الحالة هي إحدي أهم معضلات التراجع وسمات التأخر في مصر. وخلال لقاء مع الدكتور زويل بالأهرام في منتصف العام الحالي2011 سألتة كيف نجنب مشروعك العلمي الحالة الفرعونية, ونضمن استمراريته مستقبلا, فأجاب بانه يدرك تماما هذه الحالة وأضاف انه سيضع منهجا تنظيميا يكفل الاستمرارية للمشروع مستقبلا.. وفي معرض إجابته عن النصف الثاني من السؤال حول هذه الحالة الفرعونية وتعني,ليس السعي لصيانة المشروع من تأثيراتها السلبية مستقبلا, ولكن أيضا ألا يقام المشروع بديلا عن مشروع أو كيان سابق له, او استغلال أصول وكيانات سابقة ونسبتها إلي المشروع الجديد والمقصود بذلك هو كيان جامعة النيل الذي اقامته الجامعة واستغرق بناؤه9 سنوات, كانت إجابة الدكتور زويل انه سيدرس ضم جامعة النيل إلي مشرعه ولن يترك طلاب الجامعة, ولكن بعد مرور نحو10 شهور منذ بدء إطلاق مشروع زويل يبدو أن جامعة النيل لم تعد استثناء من الحالة الفرعونية. حيث مازال طلبة'' جامعة النيل'' حائرين, تتفاقم لديهم مشاعر القلق والضياع حول مستقبلهم ومصير الجامعة ومقرها الجديد وموقعهم علي خارطة مشروع زويل الذي يبدو إنه يقام علي أنقاض جامعة شيدت وفق أحدث التقنيات العلمية التي تلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية باعتبارها أول جامعة بحثية في مصر وتم بناء المقر في أوائل يناير الماضي2011, وقبل ان تكتمل عمليات الانتقال اليه قامت ثورة25 يناير لتؤجل ذلك. ولأسباب بعيدة عن الاهتمامات العلمية والأكاديمية ولعلها سياسية, صدرت, بعد الثورة, قرارات متعجلة بدمج الجامعة بمشروع جديد أعلن عنه وهو'' مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا'' حيث شكل هذا القرار, ومازال, مفاجأة مؤلمة للجامعة بطلابها وأولياء الأمور وإدارة الجامعة. وبالرغم من العبارات غير الواضحة بعدم التفريط في الطلاب وضم الجامعة للمشروع أو تكامل الاثنين, وهي مازالت كلمات غير حاسمة ولم تصدر من زويل بشكل حاسم فان طلاب الجامعة لديهم أسباب منطقية علمية ونفسية للتمسك بحقهم في الجامعة ويستبعدون الموافقة علي كل ماعبر عنه زويل بشأن الجامعة. المزيد من مقالات ثابت أمين عواد