إعتاد ملوك مصر القديمة البدء عقب توليهم أمور البلاد فى تشويه وهدم معابد الملوك السابقين وإنشاء معابدهم الخاصة على أنقاضها، وهى عادة فرعونية توارثناها حتى الآن. وهذا يفسر ما يحدث لجامعة النيل، ففى قلب مدينة الشيخ زايد كان يجرى العمل منذ عدة سنوات على قدم وساق. لتخرج فى النهاية للنور جامعة النيل وتنفرد مع الجامعة الأمريكية بنوعية المناهج والدراسة والمدرسين واختيار الطلاب. وبعد أن ارتبطت بمشروعات بحثية وتمويلية وبعثات مع جامعات عالمية، أصبح مستقبل الطلاب دون ذنب اقترفوه بعد أن قضوا ثلاث سنوات بالجامعة فى مهب الريح. فعقب نجاح ثورة 52 يناير والاستقبال الباهر من الجميع دون استثناء لخبر عودة الدكتور أحمد زويل، وقد عبر الرجل عن اهتمامه بقضية التعليم والبحث العلمى وأعلن عن مشروعه «مدينة زويل للعلوم» ورغم سعادتى بكل هذا صدمت لثلاثة أمور: 1 أن المدينة ستقام على أنقاض جامعة النيل وكان الأفضل أن يترك الجامعة كما هى خاصة أننا نحتاج إلى عشرات الجامعات الجديدة وأن تبنى مدينة زويل بعيدا عنها وعلى مساحة لا تقل عن 0051 فدان وليس قرابة 003 فدان فقط ولدينا صحراء شاسعة تحتاج إلى إعمار. 2 التسرع فى عرض المشروع ومحاولة الحصول على موافقة دون تقديم دراسة جدوى علمية تفصيلية يتم مناقشتها مع المتخصصين من العلماء المصريين بالخارج والمجتمع المدنى ودون الانتظار لعرضها على الحكومة التى سيتم تشكيلها عقب انتخابات مجلس الشعب. 3 النظر إلى تجربة طلعت حرب الذى بنى الاقتصاد المصرى من بنوك وشركات وطنية اطلق عليها اسم «مصر» وليس اسم «طلعت حرب» لذلك أرجو من الدكتور زويل أن يطلق على مدينة العلوم التى يريد أن يرعاها اسم «مصر». أخيرا أقول بكل حب وتقدير دكتور زويل عفوا لا أراك إلها ولكنى أراك بشرا تصيب وتخطىء وقد أخطأت فى حق جامعة النيل، وكنت أراك اكبر من أن تقيم صرحا عملاقا على أنقاض جامعة هى الأفضل بعيدا عن الأشخاص الذين اتهموا بالفساد وارتبطوا بها ولكنى اتحدث عن الصرح العلمى بالمقارنة بالجامعات الخاصة التى خرجت من شقق وفيلات مؤجرة بحى الدقى.