في آدم الأول فشلنا في الوصول الي الله بسبب ثقل حمل خطايانا علي أكتافنا بل وانفصلنا عن الله واختبأنا وهربنا من أمام وجهه وفي آدم الثاني مولود المذود لا أقول وصلنا الي الله بل اتحدنا به وعرفناه وصرنا معه واحدا في مغارة بيت لحم من خلال التجسد والميلاد الثاني الجديد للبشرية كلها في الغني ورفاهية الحياة التي وهبنا إياها الله في آدم الأول خسرنا كل شئ ولكن في شقاء الحياة المتعبة مع مريم العذراء وفقر بيت لحم ربحنا الله وربحنا كل شئ في آدم الثاني فانكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح انه من أجلكم افتقر وهو الغني لكي تستغنوا أنتم بفقره(2 كو8:9). من الأمور المهمة أننا عندما نعد لعيد الميلاد أن يعرف كل واحد منا لمن أتي عيسي ابن مريم ولماذا أتي؟! لأنه يولد لنا ولدا ونعطي ابنا وتكون الرياسة علي كتفه ويدعي اسمه عجيبا, مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام( إش9:6). والسيد المسيح أتي الي كل إنسان علي كل وجه الأرض قاطبة بلا استثناء وأتي من أجل كل كائن حي أيضا, السيد المسيح رفض أن يكون حكرا علي جماعة أو حزب من الأحزاب الدينية أو حكرا علي أسرة. من هي أمي ومن هم أخوتي, ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أمي وإخوتي لأن كل من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي( مت48:12 و49), أيضا السيد المسيح رفض أن يكون حكرا حتي علي تلاميذه ورسله ومبشريه ومريديه يامعلم رأينا واحدا يخرج الشياطين باسمك فمعناه لأنه ليس يتبعك معنا, فقال له يسوع لاتمنعوه لأن من ليس علينا فهو معنا( لو49:9). السيد المسيح أتي رافضا التعصب وتأليه الإنسان والاستمساك بآراء البشر كل واحد منكم يقول أنا لبولس وأنا لأبولوس وآخر أنا لصفا وأنا للمسيح, هل انقسم المسيح العل بولس صلب لأجلكم أم باسم بولس اعتمدتم؟(1 كو:12 و13). السيد المسيح ولد من أجل العالم كله لأنه أحب العالم كله ومن أجل كل العالم سفك دمه علي الصليب وهذا الدم كفارة ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا(1 يو2:2). وهذا هو هدف مجيء السيد المسيح وميلاده في عالمنا المادي المملوء بالخطايا والأحقاد والكراهية وعدم الحب للآخر, لأن السيد المسيح بمجيئه الي أرضنا وبموته امتص سم العداوة وغسل خطية العالم. هذه هي الرسالة التي ظلت متعطلة ومحبوسة في اطارات حديدية من الأنانية والطائفية والعنصرية والتعصب للأجناس والأديان والعقائد وبهذا تتوحد كل شعوب الأرض في مولود بيت لحم.