عشق أهل مصر للسعودية لايقف عند حد.. ومن أجل هذا الحب الذي يتدفق لأرض تضم جسد الرسول عليه الصلاة والسلام تقوم الآن السواعد المصرية بإحياء معالم التراث الثقافي السعودي وبالذات في حي الطريف وهو جزء من النسيج العمراني بمدينة الدرعية التاريخية المتمثل في أحيائها القديمة المعروفة. ويقود د.صالح لمعي- عالم الآثار المصري- عمليات انقاذ هذه المنطقة التي ترتبط بمؤسس الدولة السعودية الأولي محمد بن سعود وتضم قصور حكم الأئمة ومساجدهم ومدارسهم وقصور أمراء الدولة.. وكانت منطقة الدرعية قد أصبحت منارة للعلم والعلماء واعتبرت من كبريات مدن الجزيرة العربية إلا أنها تعرضت للجيوش الغازية وتم تدمير حي الطريف مركز الدولة سنة1818 م. وعن القيمة التاريخية والمعمارية لحي الطريف يقول د.صالح لمعي ان بقايا القصور في المنطقة شواهد تاريخية لأئمة الدولة السعودية الأولي, كما أنها ذات تميز معماري لتراث حضاري.. وفي اعتراف عالمي بالمكانة التاريخية والتراثية لمدينة الدرعية التاريخية أعلنت لجنة التراث العالمي موافقتها علي تسجيل حي الطريف بالدرعية في قائمة التراث العالمي التابع لليونيسكو. وتهدف عمليات تطوير الحي التي تقوم بها الآن السواعد المصرية إلي ابرازه كموقع تاريخي أثري متحفي يضم شواهد معمارية وبيئة طبيعية بجانب أصالة الموقع وعمقه الزمني. وتشمل مشاريع التطوير إحياء قصر سلوي الذي تحكي قصة أطلاله رموز الحكم وارتباطهم بالعقيدة.. وكان مقر ادارة شئون البلاد وسكن الحكم خلال الدولة السعودية الأولي(1744 1765 م) ويمثل عمارة القرن الثامن عشر الميلادي وتتميز واجهاته بالجمال والتناسق بأشكال زخرفية رائعة ويتم اعداده للعرض المتحفي وعروض للصوت والضوء. وهناك ايضا قصر عمر بن سعود وتم بالفعل اعداده كمتحف للحياة الاجتماعية والمهن والمناسبات ثم مسجد الطريف بجوار قصر سلوي وهناك كذلك مبني بيت المال كان يتولي الاشراف علي أموال الدولة وسوف يحول إلي متحف للتجارة والمال إلي جانب عرض أنواع الوقف وكرم الضيافة خلال الدولة السعودية الأولي وتضم المنطقة مسجدا ينسب إلي زوجة الإمام محمد بن سعود وحمام الطريف بالقرب من بئر ماء وقصرا للضيافة ومتحفا للخيول العربية وكان قلعة من قلاع الحماية وتم تحويله إلي متحف للخيول يضم المقتنيات والتعريف بالخيول العربية والمعارك التي شاركت فيها, ثم مسجد الإمام محمد بن سعود وهو معلم بارز من معالم حي الطريف.