هل تنجح الرياضة فيما فشلت فيه السياسة؟ من منطلق البحث عن إجابة لهذ التساؤل كانت زيارة نجم كرة السلة الأمريكي الشهير دنيس رودمان غير المألوفة إلي كوريا الشمالية قبل أيام, وذلك للمرة الثانية خلال7 أشهر, حاملا وعودا وآمال الإفراج عن مواطنه كينيث باي المحتجز هناك منذ9 أشهر. لكن الطريف أنه عاد محملا بالسخط والغضب علي سياسات بلاده. وبمجرد وصول رودمان لمطار بكين في طريق العودة إلي بلاده نفي أنه قطع أي وعد, مؤكدا أنه ذهب للقاء' صديقه' كيم جونج أون الزعيم الكوري الشمالي لإطلاق مباراة جديدة لكرة السلة. فما الذي حدث؟ ولماذا لم يستغل رودمان سحر دبلوماسية الرياضة؟ بدأ الأمر بإلغاء بيونج يانج دعوة لمبعوث رسمي أمريكي لبحث قضية باي قبل يومين من زيارة رودمان, متذرعة بمشاركة أمريكا في مناورات مع كوريا الجنوبية. وذلك بعد فشل زيارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر في تحقيق أي نتائج. ولكن زيارة نجم كرة السلة المتقاعد-51 عاما- لبيونج يانج هي الأولي من نوعها لمواطن أمريكي, حيث التقي بالزعيم الشمالي وحضر مباراة في كرة السلة الي جانب كيم جونج اون ليصفه بأنه' صديق مدي الحياة'. وكشف أنه نال لأول مرة شرف لقاء أسرة الزعيم وتعرف علي زوجته وابنته الرضيعة' جاي أي' وهو أمر لم يحظي به أي مبعوث دبلوماسي من قبل. وفي المقابل, توقعت وسائل الإعلام الأمريكية أن يكون اللاعب الشهير قد ناقش مع الزعيم الشمالي الإفراج عن باي لكنه عاد وصرح بأن زيارته لم تكن لأسباب دبلوماسية! بل شكر رودمان الزعيم الشمالي, قائلا بأن مبادرة كيم تعبيرعن حسن النية تجاه الأمريكيين. وإذا فرضنا أن رودمان كان سينجح في المهمة الدبلوماسية لكان الأمر بمثابة إهانة جديدة لواشنطن في ضوء إلغاء الدعوة لمبعوثها الخاص بهذه القضايا. وانجذاب كيم إلي رموز أمريكية مثل نجوم السلة أو هوليوود لا يعني بالضرورة ميوله للوفاق مع واشنطن أو وجود نوايا إصلاح أو انفتاح. في عام1971, تلقي فريق تنس الطاولة الأمريكي دعوة للصين لأول مرة في بادرة تبادل ثقافي لم يسبق لها مثيل. ولكن ذلك لا يعني أن دبلوماسية كرة السلة قد تنجح مثل دبلوماسية البنج بونج وتحدث انفراجة في العلاقات بين واشنطن وبيونج يانج كما حدثت بين بكينوواشنطن.