هناك سؤال يطرح نفسه عن جذور ودوافع هذا الهوس الشعبي بشخصية الفريق أول عبد الفتاح السيسي وتعاظم الاعتقاد بأنه الرجل المناسب في الوقت المناسب علي طريق الحلم المشروع لإنجاز مهمة إعادة تجديد وبناء الدولة المصرية استنادا إلي شرعية ثورة30 يونيو. والحقيقة أننا أمام رجل أجاد قراءة التاريخ ويعشق الإمساك بكل أدوات المعرفة ليس فقط في حدود اختصاصه وإنما أيضا في قضايا متنوعة خصوصا تلك التي تتعلق بالأمن القومي المصري علي الصعيدين الداخلي والخارجي. نحن إزاء رجل كشفت الأحداث عن قدرته علي فهم نفسية هذا الشعب العظيم وسرعة التجاوب مع آمالهم وطموحاتهم المشروعة وحسن التعبير عنها قولا بالصدق وعملا من خلال الإجراءات الممكنة بعيدا عن الخداع بالأحلام الوردية التي تقفز- دون حساب- إلي فضاء المستحيل. وليس هناك من تلخيص لموقفه الشجاع والجريء يوم30 يونيو سوي أنه تعبير صادق عن إرادة سياسية صلبة كامنة في جوفه وجاهزة للتجاوب مع مطالب شعبه... وأيضا فإن دلالة ما حدث يوم26 يوليو تعكس قدرته الفذة علي تحديد المطلوب والثقة في تعبئة الشارع وإبراز استجابته لمطلب التفويض علي طول البلاد وعرضها. ولا شك في أن كلمته المؤثرة بأن شعب مصر لم يجد من يحنو عليه كان لها فعل السحر في نفوس الملايين وسط أمواج الحيرة التي نجمت عن سرعة تغيير المشاهد ودفعت إلي خشبة المسرح السياسي بأشخاص ورموز لم يكن لها من هدف سوي أن تستغل لحظة الفراغ وأن تطفو علي السطح تحت وهم الاعتقاد بأن الشعب فقد ذاكرته! خير الكلام: قبل أن تصطدم بحائط المستحيل عليك أن تطرق أبواب الممكن! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله