فيما ارتفع عدد ضحايا الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا كنيسة جميع القديسين بمدينة بيشاور الباكستانية إلي81 قتيلا و131 مصابا, خرج مسيحيو باكستان أمس في مظاهرات حاشدة للاحتجاج علي الهجمات التي اعتبرت الأكثر دموية في تاريخهم, ولمطالبة السلطات الأمنية بحماية أفضل. وأغلق مائة متظاهر طريقا رئيسيا بمدينة إسلام آباد الباكستانية لعدة ساعات مما أدي إلي شلل مروري تام بالمدينة. من جانبها, أعلنت جماعة طالبان الباكستانية أمس مسئوليتها عن الهجمات. وقالت إنها شكلت فصيلا جديدا يدعي جند حفصة لقتل الأجانب ردا علي هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار ضد متمردي القاعدة وطالبان في المناطق القبلية الباكستانية. وقال أحمد مروات المتحدث باسم الحركة لقد نفذنا الهجومين الانتحاريين علي الكنيسة في بيشاور, وسنواصل ضرب الأجانب وغير المسلمين حتي وقف هجمات الطائرات من دون طيار. وتعد جماعة جند حفصة هي نفس الجماعة التي أعلنت مسئوليتها في يونيو الماضي عن مقتل عشرة متسلقين أجانب لأحد قمم جبال الهيمالايا في مخيم بشمال باكستان. وفي هذا الصدد, صرح مسئول بوزارة الداخلية الباكستانية رفض ذكر اسمه بأن الحكومة قد تراجع موقفها الأخير المتعلق بإجراء مباحثات سلام مع حركة طالبان بعدما أعلنت مسئوليتها عن تنفيذ الهجمات. وقال يبدو أن السلام مع الوحوش لم يعد خيارا.. لدينا أساليب أخري للتعامل معهم سوف نستخدمها, في إشارة لاستئناف العمل العسكري ضد الحركة. وكان المسئولون السياسيون في البلاد قد دعموا قبل أيام مقترح رئيس الوزراء نواز شريف بإجراء مفاوضات مع طالبان وقد تم بالفعل إجراء اتصالات أولية مع الحركة إلا أن هجمات المتمردين تصاعدت منذ ذلك الحين وشملت هجوما بشمال غربي البلاد أسفرت عن مقتل جنرال بالجيش. جاء ذلك في الوقت الذي لقي فيه ستة أشخاص علي الأقل مصرعهم في غارة لطائرات أمريكية بدون طيار استهدفت معسكرا للمتمردين بإقليم وزيرستان الحدودي مع أفغانستان. وأعلنت قوات الأمن الباكستانية أن الهجوم الذي وقع في مدينة شوال كبري مدن وزيرستان الشمالية أسفر عن مقتل ستة متمردين وإصابة ستة آخرين بعدما أطلقت طائرات أمريكية أربعة صواريخ علي معسكر للمتمردين. وأدانت وزارة الخارجية الباكستانية الهجوم بقوة, وقالت في بيان ان هذه الضربات الأحادية الجانب تعد انتهاكا لسيادة باكستان وسلامة أراضيها.